جواد الصايغ

ساندرز يقرع "جرس الإنذار" للجميع!

25 شباط 2020

10 : 35

ساندرز خلال تجمّع انتخابي في جامعة هيوستن في تكساس أمس الأوّل (أ ف ب)

بانتصار كاسح في ولاية نيفادا، دخل سيناتور فيرمونت والمرشّح الرئاسي بيرني ساندرز التاريخ بعدما أصبح أوّل مرشّح سواء في الحزب الديموقراطي أو الجمهوري يتمكّن من الفوز بالتصويت الشعبي في الانتخابات التمهيديّة في ولايات آيوا ونيوهامبشير ونيفادا السبت الفائت.

وعلى الرغم من أن المرشّح الديموقراطي للانتخابات الرئاسيّة العام 2000 آل غور، تمكّن هو الآخر من الفوز بالتصويت الشعبي في أوّل ثلاث معارك انتخابيّة في ولايات آيوا ونيوهامبشير وديلاوير، إلّا أن ما يُميّز صناعة ساندرز للتاريخ يكمن في نجاحه بالتفوّق على مجموعة واسعة من منافسيه الديموقراطيين الذين يمتلكون ثقلاً سياسيّاً بارزاً، على عكس نائب بيل كلينتون السابق الذي واجه مرشّحاً وحيداً يومذاك، وهو سيناتور نيوجرسي بيل برادلي.

وضرب سيناتور فيرمونت أكثر من عصفور ليل السبت - الأحد في نيفادا، فتمكّن أوّلاً من تسجيل انتصار في ولاية ذهبت لصالح منافسته هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، ونجح ثانياً في تحقيق تقدّم كاسح على جميع منافسيه، بحيث وصل الفارق بينه وبين جو بايدن، الذي حلّ في المركز الثاني إلى 27 نقطة بواقع 47 في المئة مقابل 20 في المئة.

ولم يعُد بإمكان منافسي ساندرز التصويب عليه من جهة عدم قدرته على استقطاب جميع الشرائح الاجتماعيّة في البلاد، فولاية نيفادا مشهورة بتنوّعها، والانتصار العريض الذي حقّقه قد يكون عاملاً مساعداً لكسب الانتخابات القادمة، إن كان في ساوث كارولينا أو انتخابات "الثلثاء الكبير" في الثالث من آذار، بحيث تحتضن ولايات عدّة الانتخابات في يوم واحد. وتحدّث ساندرز بشكل صريح عن هذا الأمر في خطاب الانتصار عندما قال: "في نيفادا، قمنا للتو بتكوين تحالف متعدّد الأجيال ومتعدّد الأعراق، والذي لن يفوز في ولاية نيفادا فحسب، بل سيجتاح هذا البلد"، مضيفاً: "لا توجد حملة فيها حركة شعبيّة مثلنا، وهذا سبب آخر لفوزنا في هذه الانتخابات". الإنتصار المدوي لساندرز، وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بـ"الإنتصار العظيم"، وقال للصحافيين في البيت الأبيض قبيل توجّهه إلى الهند: "لقد حقّق انتصاراً كبيراً"، متّهماً الديموقراطيين في الوقت عينه بمعاملة سيناتور فيرمونت بطريقة غير عادلة. وستكون الأنظار شاخصة إلى ساوث كارولينا يوم السبت المقبل، فالمعركة هناك ستحمل في طيّاتها عناوين عدّة، ورغم كون الولاية لا تُعدّ ذات ثقل كبير على صعيد المندوبين كحال نيويورك وكاليفورنيا وتكساس وفلوريدا، غير أن نتيجتها سترسم صورة عن اتجاهات المعركة، والأسئلة تدور حول مدى إمكانيّة مواصلة ساندرز لمسلسل انتصاراته، وقدرة عمدة مدينة ساوث باند بيت بوتيدجيدج على فرض نفسه في الولايات الجنوبيّة المحافظة، والأهمّ مصير حملة نائب الرئيس السابق جو بايدن، فالأخير يخوض معركة حياة أو موت في الولاية وأي زلّة قدم قد تُكلّفه نهاية حملته الانتخابيّة في وقت مبكر.

وآخر إستطلاع للرأي أجرته شبكة "سي بي أس" نيوز في ساوث كارولينا، أظهر تحوّلاً كبيراً في توجّهات الناخبين بالمقارنة مع استطلاعات سابقة أُجريت قبل أسابيع من موعد الانتخابات، وأعطت بايدن تفوّقاً كبيراً على منافسيه. وأظهر الاستطلاع الأخير الذي أُجري في الفترة الممتدّة بين 20 و22 من الشهر الحالي، تراجع أرقام نائب الرئيس السابق رغم استمراره في المركز الأوّل، فالقواعد الشعبيّة التي يبني عليها آمالاً كبيرة لمساعدته على تحقيق الانتصار الأوّل، خصوصاً لدى الأفارقة الأميركيين الذين يُشكّلون أكثريّة الناخبين الديموقراطيين، بدأت تُعيد حساباتها شيئاً فشيئاً قبل أيّام من انتخابات ولايتهم. وساهمت نتيجة بايدن الهزيلة في انتخابات آيوا ونيوهامبشير في هذا التحوّل الجزئي، وسط تولّد مخاوف من عدم تمكّنه من اكمال السباق الانتخابي، مع تمسّك الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي بالوقت نفسه في قناعتهم باعتباره يتفهّم مشاكلهم بشكل أكبر من المرشّحين الآخرين. والإستطلاع الأخير أظهر تراجع بايدن بنسبة 19 نقطة لدى الناخبين السود لصالح ساندرز، وعلى وجه الخصوص لرجل الأعمال توم ستاير، الذي ظهر على لائحة المرشّحين بحيث حلّ ثالثاً بنسبة 18 في المئة خلف سيناتور فيرمونت الذي جاء ثانياً بـ23 في المئة، واستمرّ نائب أوباما بتمسّكه بالمركز الأوّل مع 28 في المئة.

وسجّلت أرقام بايدن تراجعاً أيضاً لدى الناخبين البيض، بعدما كان المرشّح المفضّل لمعظمهم في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، بينما انتقل ساندرز إلى المرتبة الأولى لديهم، ومن بين كلّ عشرة ديموقراطيين استُطلعت آراؤهم في تشرين الثاني وفي الاستطلاع الأخير، نقل ثلاثة منهم تأييدهم من بايدن لصالح مرشّح آخر، أمّا بوتيدجيدج الذي فجّر المفاجأة في انتخابات آيوا، فتبدو حظوظه ضعيفة في الفوز، إذ إن نسبة تأييده في صفوف الناخبين السود لم تتجاوز 4 في المئة.


MISS 3