المرتضى: كلنا رجاء بأن يثمر الاتفاق السعودي - الايراني نتائج ايجابية

11 : 08

اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى أن "أرقى المشاعر الإنسانية التي تعتملُ في قلبِ أيِّ فردٍ، شعورُه بمحيطه الاجتماعيِّ وبيئتِه الحاضنة، وعملُه على حمايتِهما وازدهارهما ولو على حسابِ جهده وشخصه. فالوحدانيةُ المغتنِيةُ بنفسِها ليست لغير الواحد الأحد تباركت أسماؤه الحسنى، أما الإنسان فلا معنى له ولا كُنْهَ وجودٍ إلا بلقاء الآخَر، أخيه في الدين أو نظيرِهِ في الخَلق أو شريكِه في الوطن، لقاءً يُشذّبُ من شطَطِ "الأنا" لمصلحة "النَّحن"، حتى يصيرَ ما يأتيه من عملٍ هادفًا إلى تحقيق الخير العام الذي يتحوّل بالضرورة خيرًا خاصًّا بكل فرد، وهذه هي الثقافة المدعوين نحن اللبنانيين لأن نعتمدها اذ فيها خلاصنا من الكثير من ازماتنا االنفسية والبنيوية، ولعلَّ واحدةً من أفضل المؤسسات التي تُدرِّبُ على التعاضد الاجتماعي، منظمةُ الكشّافة التي قوامُ نشاطِها الجماعةُ لا الفرد. هناك تتشابكُ الهممُ، وتُهَذَّبُ النفوسُ، وتتآلف العزائمُ، وتُنَمّى المواهبُ في خدمة المجتمع وإصلاحه وتحصينه".


وقال في خلال رعايته الحفل الذي اقامته مدينة الامام الخميني الكشفية لافتتاح "مدينة الحرف - مساحة للتعلم والفرح" وذلك في زوطر - النبطية إن "البعد الوطني الذي يميز أيضاً نشاطكم الكشفي، فتجسيدٌ لمفهوم الانتماء إلى الأرض وناسِها انتماءً راسخًا، والالتزامِ بحمايتِها والدفاع عنها حفاظًا على الكرامة الوطنية التي لا ينبغي التفريط بها أبدًا. وهذا الترابُ الذي نحن عليه واقفون، هذا الهواء الذي نتنشّقُ والسماءُ التي نتظلّل، تجلَّت فيها كلِّها مواقف البطولة والكرامة، منذ قرابةِ القرنِ من السنين، يوم صدحَتِ الحنجرةُ الأولى فتلتها حناجرُ كثيرة، ولَعْلَعَتِ الرصاصة الأولى فأعقبَتْها قذائفُ وصواريخُ ومسيرات، دفاعًا عن فلسطين وطلبًا لتحرير الجنوب، بانتظار استعادة الأرض كلها من مغتصبيها. ويشهد التاريخ والحاضرُ معًا لهذا السيل من العزائم التي رابطَت عند كلِّ جرحٍ، فانتصرت، حيثُ تطلُّ الأجسادُ والأرواحُ من أمسِها على غدِ أبنائها، فتأباه إلا نقيًّا مجيدًا، مفعمًا بالكبرياءِ الوطني والإباء القومي. وما الموقف البطولي الأخير للجيش اللبناني ضد الجنود الصهاينة على الحدود مع فلسطين المحتلة، إلا أنموذجٌ رائعٌ في التصدي للعدوان والدفاع عن الأرض شبرًا شبرًا أمّا انكفاء الصهاينة من أمام عناصر وضباط جيشنا الباسل فهو نتاجٌ لثبات هؤلاء وللرعب الذي يعتمل في الإسرائيليين بفعل اقتدار المقاومة وعينها الساهرة وهو الإقتدار الذي اسقطهم نفسياً ليقينهم بأنّ أيّ رعونةٍ منهم ستسقطهم حتماً جسدياً".


وتحدث عن البعد الانمائي لهذه المبادرة قائلاً إنها "الغايةُ الأساسُ من النشاط الكشفي. وها نحن في هذا الاحتفال، إذْ نقصُّ الشريط إيذانًا بافتتاح مدينةِ الحِرَفِ، إنما نعقد ميثاقًا غليظَ الحَبْلِ مع التنمية، ونُشْرِعُ الأبوابَ عريضةً أمام استثمار الإمكانات البشرية في بناء الغدِ الأحلى. ومما لا شك فيه أن هذا الإنجازَ يكتسبُ معنًى إنسانيًّا بليغَ الدلالةِ على تشبّث الأهلين بأرضهم وانتمائهم وهويتِهم، في ظل الأزمات الكبيرة التي نجتازُها، بسبب حصارٍ دبَّرَ له ويقوده علنًا كيانُ الشرّ المتربِّصُ بنا، الذي أغرقَ المنطقةَ في أتّونِ صراعاتٍ دمويةٍ، هو الآن يدفعُ أثمانَها تفسُّخًا اجتماعيًّا واهتراءً أخلاقيًّا وتهتُّكًا سياسيًّا، وعجزًا عن مواجهة إرادات المقاومين. وفي الوقتِ الذي تتنامى فيه هجرةُ اليهود إلى خارج فلسطين، نعلنُ نحن ويعلنُ أهلُ فلسطين أنَّ أرضَنا لنا وأننا باقون فيها وأن الاحتلال إلى زوال قريبٍ بإذن الله وتضحيات المقاومين لبنانيين وفلسطينيين".


وقال: "قبل أن أغلقَ باب الخطابِ على الكلامِ الأخير، لا بدَّ من الإشادة بسياسة فتح الأبواب التي أرستها المصالحة السعودية الإيرانية برعاية الصين. والذي يمهّد لتلاقٍ ترفضُه إسرائيل وسعت دائمًا إلى منع حصولِه. وكلّنا رجاء بأن يصمد هذا الإتفاق وأن يثمر نتائجه الإيجابية كافة محلياً واقليمياً كما نأمل أن نتلقّف كلبنانيين هذا المنعطف التاريخي فنسعى الى بناء وحدتنا الداخلية وانجاز استحقاقتنا الدستورية تمهيداً لاعادة التعافي الى مجتمعنا واقتصادنا".


MISS 3