روني مكتف

مرّت سنة...

18 آذار 2023

02 : 05

ميشال مكتف

مرّت سنة منذ «اختفى» حبيبنا ميشال مكتف، كما يقول الكثيرون. يصعب أن نتخيل غياب شخص عزيز علينا ورحيله جسدياً من بيننا حتى وقوع الفاجعة، فلا نتمكن من رؤيته أو لمسه أو سماعه. إنه واحد من أصعب ظروف الحياة، لا سيما حين يحصل الرحيل بطريقة مفاجئة ووحشية.

الزمن يساعدنا على الشفاء طبعاً، والجرح يخفّ مع مرور الوقت، والقلب يداوي نفسه، لكنّ أبسط العوامل قد توقظ مشاعر الحزن والغضب المرافقة لهذه الفاجعة. قد تكون مجرّد ذكرى، أو صورة، أو رسالة قديمة أرسلها على الهاتف ونعيد قراءتها بالصدفة: «مرحبا يا أخي... ماذا تفعل هذا المساء؟».

اليوم، ما زلنا نشعر بهيبة ميشال عبر عدد من يتأثرون حتى الآن برحيله المفاجئ. لقد ترك في قلوبنا فراغاً يوازي مكانته في حياتنا.

كيندا، زوجته ورفيقة حياته، وكريم، وماريان، ولورا، أولاده الأحباء... نحن جميعاً نقف إلى جانبكم في هذه الذكرى. نحن معكم للاحتفال بحياته، وتكريمه، وتقاسم الضحك عند استرجاع هذه الذكريات المشتركة... وللبكاء عليها أيضاً. هذا كل ما يمكننا فعله أمام قسوة القدر. يستطيع كل واحد منا أن يروي عشرات القصص (يستحيل نشر جزء منها في هذه السطور على الأرجح!!...). لكني متأكد من أنها تُجمِع على السخاء الهائل الذي اتّسم به. كانت تلك الحيوية الاستثنائية وغير المحدودة تجعله يسارع إلى دعم ذويه (كلمة «ذويه» بالنسبة إليه كانت تشمل عدداً كبيراً من الناس). إنه شكل نادر من سخاء النفس والقلب. هذا هو الاستنتاج الأساسي الذي أحتفظ به من مروره السريع في حياتنا.

لقد تسنّى لي أن أعرفه طوال 56 سنة من حياته، فشاهدتُه وهو يكبر، وينضج، ويتطور، ويتحول إلى الشخص المدهش الذي غادرنا منذ سنة. ولهذا السبب، أشعر بامتنان شديد.

أشكرك يا أخي... أشكرك على الشخص الذي سيبقى محفوراً في قلبي حتى نفسي الأخير.

* لمناسبة الذكرى السنوية الأولى على رحيل ميشال مكتف، تقيم العائلة قداساً عند الحادية عشرة والنصف من صباح غد الأحد في مطرانية الروم الكاثوليك، بيروت- طريق الشام.

رونـــي مكتــــف


MISS 3