غضب شعبي من "التكريم الرسمي"

السيسي يتقدّم الجنازة العسكريّة لمبارك

09 : 00

السيسي في الصف الأوّل للمشيّعين في باحة مسجد المشير طنطاوي أمس (أ ف ب)

دفن الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد ظهر أمس في حي مصر الجديدة في شرق القاهرة، بعد جنازة عسكريّة أُقيمت له وتقدّمها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، بعد حوالى ثماني سنوات على تنحيه تحت ضغط ثورة شعبيّة عارمة بعد حكم دام ثلاثة عقود.

واستغرقت مراسم الجنازة العسكريّة قرابة 5 دقائق في باحة مسجد المشير طنطاوي في شرق القاهرة، وكان السيسي في الصف الأوّل للمشيّعين إلى جوار نجلَيْ الرئيس الأسبق علاء وجمال مبارك، فيما اصطفّ خلفهم العديد من أعضاء الحكومة الحاليّة والعديد من رجالات عصر مبارك.

ونُقِلَ جثمان الرئيس المصري الأسبق، الذي كان قائداً للقوّات الجوّية المصريّة إبّان الحرب العربيّة - الإسرائيليّة العام 1973 وحكم مصر منفرداً لمدّة ثلاثين عاماً، إلى مسجد المشير طنطاوي في مروحيّة، بينما وضع الجثمان في صندوق خشبي ملفوف بعلم مصر على عربة تجرّها أربعة خيول وفقاً للمراسم التقليديّة للجنازات العسكريّة في مصر، ثمّ دُفِنَ في مقبرة العائلة في حي مصر الجديدة في شرق القاهرة. وبعد الجنازة غادر السيسي على الفور بعد أن صافح نجلَيْ مبارك. ونُشِرَت قوّات أمنيّة كبيرة بينها آليّات مدرّعة منذ صباح الأربعاء بالقرب من المسجد والمقبرة، في حين وضع صفّ من المدافع أمام المسجد فيما تجمّع عشرات من مؤيّدي الرئيس الأسبق بالقرب من المكان وقد رفعوا صوره وأعلاماً مصريّة. وبهذه الجنازة الكبيرة التي نُقِلَت وقائعها على التلفزيون مباشرةً، تكون الحكومة المصريّة قد خصّصت للرئيس الأسبق تكريماً رسميّاً، ما أثار غضب كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً ثوّار الثورة التي أطاحت بمبارك وناشطين سياسيين، اعتبروا مبارك مسؤولاً عن مقتل أكثر من 850 مصريّاً أثناء ثورة 25 كانون الثاني 2011. لكن أشاد العديد من المسؤولين ولا سيّما العسكريين بمبارك. وعبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، عبّرت قيادة القوّات المسلّحة المصريّة عن حزنها لفقدان "أحد أبنائها".

وباستثناء الفلسطينيين والإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين، عبّر قلّة من القادة الأجانب عن مواقف بعد إعلان وفاة الرئيس الأسبق الذي كان لسنوات شخصيّة حاضرة في الاجتماعات الدوليّة ومثّل بلاده بصفته ينتمي إلى التيّار "المعتدل" في العالم العربي، في وقت عبّر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الثلثاء عن تعازيه باقتضاب، في لقاء مع الصحافيين في وزارة الخارجيّة الأميركيّة.

وعنونت صحيفة "الأهرام" الأربعاء: "في ذمّة الله"، ونشرت صورة للرئيس الأسبق مع شريط أسود تعبيراً عن الحداد، فيما كتب محمد الأمين في صحيفة "المصري اليوم" الخاصة: "قد تتّفق أو تختلف مع الرئيس الراحل، ولكن المؤكد أن مبارك لم يَخُنْ وطنه أبداً". وأضاف أن مبارك "لم تكن نهايته مثل القذافي ولا عبد الله صالح ولا صدام، ولا أي من هؤلاء، ولا مثل زين العابدين بن علي، فلم يقبل طلباً باللجوء... قال إنّه عاش هنا وسيموت هنا على أرض الوطن... وعاش بكرامته وكبريائه، لم يهرب من المحاكمات".


MISS 3