مرتضى يُطلق فعاليات الشهر الفرنكوفوني: لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الدول

10 : 40

أطلق وزير الثقافة عباس مرتضى فعاليات الشهر الفرنكوفوني في المكتبة الوطنية ببيروت، بمشاركة سفراء: فرنسا برونو فوشيه، رومانيا فيكتور مارسيا، تونس كريم بودالي، المغرب محمد قرين، كندا إيمانويل لامورو، بلجيكا هوبير كوميرمان، سويسرا مونيكا شموتز، أرمينيا فيكان اتابيكيان، ونائبة المدير الإقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية سينتيا رعد، وبحضور سفيري قبرص بنايوتيس كرياكو والمكسيك خوسيه مدرازو.

بعد النشيد الوطني وكلمة تقديم لمستشارة وزير الثقافة لين طحيني، ألقى فوشيه كلمة قال فيها: "إن التمسك بهذه المناسبة السنوية يشكّل وسيلة لتأكيد أهمية دور الثقافة، في وقت يجتاز فيه لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة تضرب اللبنانيين".

ورأى أن "الثقافة ليست مادة للترفيه أو الرفاهية، بل تخلق فرص عمل، وهي أداة قوية لحرية التعبير"، مشدّداً على أنّ "هذا ما لمسناه منذ 17 تشرين الأول".

وحيا فوشيه "اللبنانيين، الذين قدّموا إلى العالم نموذجاً للابداع خلال الأشهر الماضية"، وقال: "لهذا، يجب أن نكون على الموعد لنعطي الثقافة الإمكانات لتؤدي دورها كسلاح مقاومة جماعية وتقدم اجتماعي".وأشار إلى أن "الفرنسية هي اللغة الثانية، التي يتم تعليمها بعد العربية في لبنان"، لافتاً إلى أن "أكثر من 50 في المئة من اللبنانيين مسجلون في شبكات المدارس الفرنكوفونية، ولبنان يضم أكبر شبكة للمدارس الفرنسية في العالم وأكبر شبكة مدارس معتمدة في العالم"، وقال: "ننوي مضاعفة أعداد المدارس المعتمدة خلال السنوات العشر المقبلة. وفي هذا الصدد، طموحنا كبير، وبإمكاننا الاعتماد على المجتمع المدني اللبناني بتنوعه ومحبي الفرنكوفونية".

أضاف فوشيه: "يجب أن نكثّف جهودنا من أجل مواكبة لبنان في إعادة هيكلة قطاعه الثقافي ونشر الإبداع في المساحة الفرنكوفونية. ولهذه الغاية، أطلقت السفارة الفرنسية، بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، وبدعم الوكالة الفرنسية للتنمية، دراسة عن الصناعات الثقافية والابتكار في لبنان، وهي تهدف إلى تسليط الضوء على الحجم الاقتصادي للقطاع الثقافي". وتابع: "نحن قلقون من الأزمة الاقتصادية، التي تضرب بشدة وسائل الإعلام، وخصوصاً الفرنكوفونية منها.




ويمثل أي توقف لأي وسيلة إعلامية خسارة للتنوع الثقافي وتهديداً للتعددية الثقافية".من ناحيته، أشار مرتضى في كلمته الى أنه "بالإنماء يُصنع السلام، وبالتعاون البنّاء بين الدول تتحقق التنمية المستدامة، وتنتج من كل ذلك صداقات تقرب بين الشعوب والدول". واضاف أنّ مشروع الشهر الفرنكوفوني، الذي تطلقه وزارة الثقافة، بالتعاون مع سفارات الدول الفرنكوفونية، هو لتقريب المسافات، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الدول، وإحداث نهضة عارمة في كل حدث ثقافي نقيمه. الشهر الفرنكوفوني، هو اصطلاح رمزي لأننا في كل لحظة نعيش إبداعاً وثقافة، وحب المعرفة، فهذا الشهر هو مساحة للابداع لإطلاق الفعاليات والنشاطات الثقافية على مساحة الوطن".

وإذ أشاد مرتضى بـ"جهود كل سفارات دول الفرنكوفونية في بيروت، عاصمة الثقافة والإبداع"، قال: "إن تشجيع هذه النشاطات يشكّل حجر زاوية في وزارة الثقافة، غني عن التذكير بدور لبنان وعضويته في المنظمة الفرنكوفونية. كما نطمح إلى توسيع شبكة النشاطات لتطال، ليس فقط العاصمة، بل أكبر عدد ممكن من مناطق لبنان، بالتعاون مع البلديات والأندية وتنظيمات المجتمع الأهلي".وأضاف: "أغتنم هذه اللحظة للاعلان عن أوّل هذه النشاطات في 6 آذار، وهو احتفال المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفتوار، بالتعاون مع السفارة الفرنسية في الجامعة اليسوعية.

واخترنا المكتبة الوطنية لإعلان فعاليات شهر الفرنكوفونية، هذا الصرح التاريخي، الذي كان مدرسة الفنون والصنائع، وصولاً إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ليكون اليوم الحاضنة للمكتبة الوطنية، وليشكل بالتالي ذاكرة لبنان لكل الأجيال".

وتابع مرتضى: "نجتمع اليوم في هذا المعلم الثقافي والتراثي، وذلك بعد شهر على انطلاق الحكومة وتسلّمنا مهامنا في وزارة الثقافة. وقرّرت أن أضع هذه الوزارة في قلب الحدث الوطني والاجتماعي والاقتصادي، وفي قلب التنمية المستدامة، وزارة على قدر طموحات اللبنانيين في بلد يرقى الى الصف الأول باقتصاد المعرفة".

وأعرب مرتضى عن شكره "سفارات الدول الفرنكوفونية هذا التعاون الخلاق الذي يغني التجربة اللبنانية"، كما نوّه بـ"الفنانين والمبدعين، الذين يزيّنون لوحة بيروت بأزهى الألوان، ولوسائل الإعلام والإعلاميين مواكبتهم نشاطات وزارة الثقافة، لا سيما فعاليات شهر الفرنكوفونية، والذين ينقلون الأخبار والنشاطات إلى العالم الأرحب، فبالثقافة والفنون نبني لبنان المشرق".


MISS 3