روي أبو زيد

إطلاق المسح العالمي لتقييم صحة الأم والطفل في لبنان

29 شباط 2020

13 : 25

أعلنت إدارة الإحصاء المركزي واليونيسف في لبنان عن بدء العمل الميداني لجمع البيانات من أجل المسح الوطني متعدد المؤشرات (MICS) لتقييم صحة الأطفال والنساء في لبنان وتبيان اللامساواة في الوصول إلى الخدمات والحماية، التي تهدد حياة الكثيرين.

ويُعد المسح الوطني متعدد المؤشرات، الذي تمّ إجراؤه في أكثر من 200 دولة، برنامجاً عالمياً للمسح الأسري إذ إنّه يشكّل أحد أكبر مصادر المعلومات الإحصائية في العالم لتقييم صحة الأطفال والنساء.

وقد تمّ تطوير (MICS) ودعمه من قبل اليونيسف، وستساهم المعلومات التي سيتم جمعها بدعم الحكومة اللبنانية لسد الثغرات في البيانات بهدف رصد حالة التنمية البشرية بشكلٍ عام، مع التركيز على وضع الأطفال والنساء بشكل خاص.

ويستمر جمع البيانات لمدة أربعة أشهر ابتداءً من شهر آذار 2020، حيث ستقدم اليونيسف الدعم التقني والمالي لهذا المشروع. كما ستنتج عن هذا المسح بيانات حول أكثر من 160 مؤشراً متفّقاً عليها دولياً، إذ إنه يوفر تقديرات حول الوضع التعليمي، وحماية الطفل، والمياه والصرف الصحي، وصحة الطفل، والقياسات البشرية، وغيرها. ممّا سيدعم الحكومة اللبنانية لإصدار تقرير عن حوالى 25 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، لأول مرّة. كما سيساهم هذا المسح في إصدار البيانات انطلاقاً من منظور المساواة، من خلال تسليط الضوء على الفوارق المتعلقة بتغذية وصحة الطفل ونموّه، والتعليم، والحماية والبيئة الآمنة والنظيفة. من جهته، لفت مسؤول قسم التخطيط والبحث في اليونيسف جورج حدّاد الى أنّ "الهدف من هذا المشروع هو السماح لكلّ الوزارات التي في صلب أعمالها تطوير الوضع الإجتماعي للأم والطّفل ورسم سياسات واستراتيجيّات وخطط عمل بناء على معلومات دقيقة، وإحصائيّات معتمدة عالمياً".

وأضاف أنّ "الأزمة الاقتصادية سمحت بمعرفة مواطن الضّعف أكثر في لبنان ما سيسمح لأصحاب القرار بدرس خطط عملهم بشكل واضح بناءً على معلومات دقيقة وواقعيّة".

واعتبر حدّاد أنّ النتائج المستندة الى المؤشّرات المتبّعة ستسمح لنا بالمقارنة بين وضع لبنان وجيرانه والعالم من أجل تنفيذ خطط استراتيجيّة تأتي بنتائج ملموسة على وضع الأم والطّفل في هذا البلد".

بدورها، أشارت المديرة العامة لإدارة الإحصاء المركزي الدكتورة مرال توتليان الى أنّ "هذه الجولة من المسح الوطني متعدد المؤشرات، وهي الجولة الثالثة التي تقوم بها إدارة الإحصاء المركزي، ستوفر معلومات وأدلة قيّمة عن الأطفال والنساء في لبنان، وسيتم استخدام نتائجها في احتساب مؤشر الفقر متعدد الأبعاد للأطفال للعام 2020، بالإضافة إلى رصد التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولتمكين البلد من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من الضروري تتبع المؤشرات على فترات منتظمة. ويشكل المسح الوطني متعدد المؤشرات مصدر البيانات الرئيسي لهذه المؤشرات على المستويين الوطني والإقليمي".

كما قالت يوكي موكو، ممثلة اليونيسف في لبنان: "لقد تمكنت البيانات من إنقاذ حياة ملايين الأطفال وتحسينها، لا سيما الأطفال الأكثر تهميشا. لذا، يسرّ اليونيسف أن تشارك إدارة الإحصاء المركزي في إجراء هذا المسح المهم في لبنان. إذ ستشكل هذه البيانات الهامة أساس عملنا، بدءاً من وضع السياسات حتى توثيق التقدم، وبالتالي دعم رسالتنا الجماعية لتحسين حياة كل طفل".

يبلغ حجم عينة المسح الوطني متعدد المؤشرات في لبنان لسنة 2020 حوالى 15000 أسرة، ما يعتبر عينة تمثيلية لجميع المقيمين في لبنان بمن فيهم النازحون السوريون واللاجئون الفلسطينيون. وسيوفر هذا المسح بيانات معيشية عن الأسر وعن أفراد الأسرة، ومنهم النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة، والأطفال دون سن 5 سنوات، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة.

بالتوازي مع العمل الميداني لجمع البيانات، سيتم إطلاق حملة توعية حول المسح الوطني متعدد المؤشرات وأهدافه وإجراءاته، لكسب الدعم العام وتحفيز الأسر للمشاركة في المسح. ستكون نتائج المسح الوطني متعدد المؤشرات متاحة بحلول نهاية العام 2020 على مواقع اليونيسف وإدارة الاحصاء المركزي والمسح الوطني متعدد المؤشرات.


MISS 3