طوني فرنسيس

كيم جونغ إيل اللبناني

30 آذار 2023

02 : 00

لتكريس زعامة كيم جونغ ايل، وريث الجد الأكبر كيم ايل سونغ، كان لا بد من اختراع مجموعة من الأساطير التي لن يتجرأ أحد على دحضها أو التشكيك فيها. الأساطير جعلته إلهاً، فهو في طفولته أوقف الغيم، وفي شبابه أنجز كتابة وتكليف 1500 كتاب، وحتى الآن لا يحتاج إلى مرحاض...

أنه إله يمشي على الأرض، يستعرض صواريخه النووية بين جموع مواطنيه، وفي كل مرة يُظهرون رغبة بالطعام يلقمهم باليستياً ضد العدو الإمبريالي. كثيرون يشبهون الزعيم الكوري أو يتشبهون به. وكي لا نذهب بعيداً تعالوا نبحث عن أشباهه في عالمنا اللبناني.

كم واحد من هؤلاء يعيش بيننا، «صرمايته» صاروخ، وصاروخه بديل عن الرغيف؟ كم واحد منهم « يُفدى بالدم»؟ وكم زويعم يهتفون له إنّه «نبي» لولا حرف أضيف صدفة، وكم من قائد تبذل الأرواح فدىً عنه، هو الذي أوقف الغيم واخترق السماوات وجاء بموجوداتها ونزل على حصانه لمقابلة الأعداء.

كل هذه النماذج تعيش بيننا ولها من المريدين والمؤيدين ومسلسي الانقياد إلى ما شاء ربك. وفي سلوكياتها اليومية ما يتعدى حجم إنتاج كيم جونغ ايل الفكري، وعدم حاجتها إلى مرحاض، إلى تعمقها في دراسة تجارب العالم الروسي بافلوف وتطبيقها على جمهورها. كان الروس سباقين إلى نقل التجربة في حروبهم. دربوا كلاباً في الحرب العالمية الثانية على الاستجابة للطعام بعد تحميلها بالمتفجرات لتنفجر تحت دبابات الألمان. لكن الكلاب ما كانت دائماً تقصد الدبابة الألمانية. أحياناً كانت تنفجر بالدبابة الروسية، وفي حالات أخرى تهيم في الطبيعة.

أشباه الزعيم الكوري من أبناء جلدتنا أمعنوا في بناء دكتاتورياتهم المذهبية بابقاء جماعاتهم في حالة استنفار تافه ودائم، وحرصوا على استعادة تجارب بافلوف بالتفخيخ السياسي المذهبي. لكن كما حصل مع الكائنات الروسية اللطيفة ما كانت المفخخات لتنفجر دائماً في أهدافها المفترضة، فهي يمكن أن تؤذي أصحابها أو تهيم في بلاد الله الواسعة.


MISS 3