على وقع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تثقل كاهل اللبنانيين، يحتفل المسيحيون الذين يتبعون التقويم الغربي بأحد الشعانين، استعداداً للدخول في اسبوع الآلام، وبعدها الاحتفال بعيد الفصح الأحد المقبل.
في أحد الشعانين، ستُرفع الصلوات على نيّة انتشال البلاد من "جلجلة" الانهيار الاقتصادي الشامل، الذي بات يضرب مختلف القطاعات ويطال فئات المجتمع كافّة.
تعليق إضراب أوجيرو
فبعد إضراب استمرّ أيّاماً عدّة، بدأت تعود الحياة الى شبكتي الاتصالات والانترنت التي عانت من شلل شبه كامل طوال الأسبوع الفائت، وذلك بعدما علّق المجلس التنفيذي لنقابة "أوجيرو" الإضراب المفتوح حتى موعد التئام حكومة تصريف الأعمال للبتّ في مطالبه، على أن يُبقي اجتماعاته مفتوحة لمواكبة التطورات وإصدار الموقف المناسب.
وقد نوّه وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، بهذه الخطوة التي "تنمّ عن العقلانية والمسؤولية التي يتمتّع بها الموظفون"، مجدّداً دعوة مجلس الوزراء "إلى الاجتماع فوراً لتفادي إيقاع هيئة "أوجيرو" في المحظور قبل فوات الأوان".
وإذا كان قطاع الاتّصالات قد تنفّس الصعداء "مبدئياً وحتى إشعار آخر"، فإن قطاعات أخرى لا تزال تدور في حلقة مفرغة من الوعود بتحسين أوضاعها بما يتلاءم مع الظروف الراهنة.
وفي هذا الإطار، لوّحت الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومية، بالتوقّف عن العمل، في حال عدم تصحيح سعر صيرفة أسوة بموظفي الادارة العامة.
في الغضون، طالب "حراك العسكريين المتقاعدين" وزارة المالية بتصحيح "ما يسمّى بمنح بدل الانتاجية وتطبيق الزيادات على جميع المتقاعدين"، الذين دعاهم الحراك الى "البقاء على أهبة الاستعداد للزحف الى الشارع والتصدّي بكل الوسائل المتاحة لمحاولات تهميشهم وسلب حقوقهم"، على أن يتزامن تحرّكهم المقبل مع أوّل جلسة تعقدها حكومة تصريف الاعمال.
دعوات لإنهاء الشغور الرئاسي
سياسياً، لم يغب ملفّ الفراغ في سدّة الرئاسة، عن الكلمة التي ألقاها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لمناسبة ذكرى شهداء زحلة، حيث أكّد أنّ ايَّ مرشّحٍ من محور الممانعة، "مهما كان اسمه او هويته هو الفراغ بحدّ ذاته ولن يكون عهده الا تتمة للجزء الأول من العهد السابق"، وتوجّه الى "من يبتزّنا ككل مرة، ويخيّرنا بين المرشّح التابع له او الفراغ"، بالقول: "روح بلّط البحر".
بدوره، جدّد رئيس كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط التأكيد على موقف الكتلة والحزب التقدمي الإشتراكي في الدعوة "للبحث عن شخصية وفاقية لرئاسة الجمهورية، لا تكون طرفاً أو تشكل تحدّياً لأحد، وتملك نظرة إصلاحية وإنقاذية للبلد".
حرّية التعبير بخطر
قضائياً، عادت الى الواجهة قضية قمع الحرّيات في لبنان، من خلال استدعاء كلّ من رئيسة تحرير "مصدر عام" لارا بيطار الى مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية، والإعلامي جان قصير الى مديرية أمن الدولة، وهذا ما استدعى حملة تضامن واسعة معهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما اتّصل بهما وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، مؤكّداً حرصه على احترام حرّية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور اللبناني.
المقداد في مصر وروسيا رئيسة مجلس الأمن
أمّا الحدث الاقليمي الأبرز يوم السبت، فكان زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى القاهرة، وهي الأولى على هذا المستوى منذ أكثر من عشر سنوات، وتندرج في اطار الانفتاح العربي على دمشق الذي بدأ يتعزّز خصوصاً بعد زلزال السادس من شباط الماضي.
دولياً، وفيما لا يزال الميدان الأوكراني مشتعلاً بفعل الضربات الروسية المكثفة، تولّت موسكو رسمياً رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر نيسان الحالي، وهو الأمر الذي ندّدت به كييف بشدّة واعتبرته "صفعة في وجه المجتمع الدولي" و"يعكس إخفاق الأمم المتحدة"، فيما وصفته دول غربية بأنّه "كذبة نيسان".
