جان الفغالي

للمستعجلين: "إنتظروا"

3 نيسان 2023

02 : 00

لا شيء قبل انتهاء شهر رمضان المبارك، والمستعجلون بالإمكان فهم استعجالهم، لكن العالم لا يسير وفق التوقيت اللبناني، (حتى هذا التوقيت لم يتوحَّد عليه اللبنانيون).

تقول المعلومات إن الديبلوماسي الفرنسي باتريك دوريل الذي التقى رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجيه يوم السبت، بصفته مرشح ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» لرئاسة الجمهورية، لن يكتفي بإرسال ما سمعه من فرنجيه إلى الرياض، بل سيتوجّه شخصياً إلى العاصمة السعودية بعد عيد الفطر، أي في الثلث الأخير من هذا الشهر، لمناقشة القيادة السعودية في ما سمعه من فرنجيه الذي رافقه مستشاره للشؤون الديبلوماسية الوزير السابق روني عريجي.

قبل هذا التاريخ ستبقى المراوحة في الملف الرئاسي سيدة الموقف.

محطة ثانية يجدر انتظارها قبل تبلور الملف الرئاسي، القمة العربية في الرياض في التاسع عشر من أيار المقبل، القمة سيحضرها الرئيس السوري بشار الاسد بعد إثني عشر عاماً من القطيعة العربية لسوريا، وستسبق ذلك عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهذا هو مغزى زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للقاهرة ولقائه نظيره المصري سامح شكري، وثمة معلومات تتحدث عن زيارة للرئيس السوري بشار الاسد لمصر ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل القمة العربية.

الجدير ذكره أنّ نائب وزير الخارجية الروسي التقى سفيري مصر وسوريا في موسكو قبل زيارة فيصل مقداد للقاهرة، ما يعني أنّ موسكو هي على خط إعادة سوريا إلى الحضن العربي.

محطة ثالثة يجدر انتظارها أيضاً، انتهاء مهلة الشهرين التي وُضِعَت في الاتفاق السعودي- الايراني برعاية الصين. هذه المهلة تنتهي في العاشر من أيار المقبل، باعتبار أنّ الاتفاق تمّ في العاشر من آذار الفائت. ثلاث محطات تشكِّل «معبراً إلزامياً» للاستحقاق الرئاسي، ومن دون المرور بها أو انتظار مرورها، لا صورة واضحة للرئاسة، على رغم أنّ بعض المحللين-المستعجلين، مصرِّون على أنّ الحسمَ هو مسألة أيام، إلى درجة انهم كادوا يجزمون أن القمة العربية في الرياض سيحضرها الرئيس اللبناني الجديد.

اللبناني مولَع بالتوقعات، إلى درجة أنّ البعض بدأ ينشر»نتائج» لقاء فرنجيه - دوريل، حتى قبل انتهائه!

لكن في حقيقة الأمر، نحن أمام «لعبة أمم» جديدة، ومَن يبسِّط الأمور ويضعها في خانة «اسئلة فرنسية لمرشح «حزب الله» لإيصالها إلى السعودية»، ربما لا يرى التعقيدات القائمة التي تضاف إليها الداخلية. فبعيداً من كل التوقعات، ثمة معطيات لا يمكن القفز فوقها، ثلاث كتل نيابية مسيحية وازنة لا تنتخب سليمان فرنجية: «القوات اللبنانية»، «التيار الوطني الحر»، «الكتائب»، كيف بالإمكان انتخاب رئيس للجمهورية في ظل عدم تأييد أكثر من أربعين نائباً مسيحياً، حتى ولو رشحه «حزب الله» وحركة «أمل» وزكَّته فرنسا؟

أين واشنطن من كل ما يجري؟ العاصمة الأميركية ترفع من سقفها وهو المساءلة الداخلية التي لا يستطيع أحد القفز فوقها كما لا أحد من المرشحين بإمكانه أعطاء ضمانات بتحقيقها. يقول ديفيد شينكر مساعد سابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، في مقالة له في معهد واشنطن، يتطرق فيها إلى الوضع اللبناني: «تبقى المساءلة عنصراً أساسياً بعيد المنال لتغيير المسار المأسوي لهذه الدولة الفاشلة». هل من مرشحٍ يرفع التحدي ويقول: «أنا الضمانة لمواجهة الدولة الفاشلة»؟


MISS 3