في وقت تُخاض منافسات بطولة لبنان في الكرة الطائرة "من فوق" بالجدّية المطلوبة، حيث الصراع على أشدّه بين الفرق الطامحة لدخول المربّع الذهبيّ، تُرسم علامات استفهام كبيرة وكثيرة حول المنافسات الجارية بين الفرق التي تحتلّ أسفل الترتيب والمعرّضة للسقوط الى الدرجة الثانية، حيث بدأت عملية التلاعب بنتائج المباريات تطفو على السطح، وهو أكثر وأخطر ما يشوّه سمعة البطولة واتحادها في آن معاً.
إنّ فصول "المسرحية" القائمة حالياً تعرّض اللعبة لتداعياتٍ مقلقة قد تصل بها الى القضاء في حال وجد نادٍ ما نفسه مغبوناً أو مظلوماً من المؤامرات التي تُحاك ضدّه من تحت الطاولة لحفظ ماء وجه نادٍ آخر محسوب على الإتحاد أو مقرّب منه، من دون أن ننسى أنّ بطولة الدرجة الأولى للموسم الحالي إنطلقت متأخرة ومتعثّرة، حيث انسحب نادي الشبيبة تنورين أولاً من البطولة، ثمّ تغيّب نادي الزهراء الميناء عن مباراتَيه المرتقبتَين ذهاباً وإياباً أمام سبيد بول شكا إثر قرار نقل مباراة الذهاب من قاعة الميناء في طرابلس إلى قاعة الرئيس ميشال سليمان في عمشيت لأسباب أمنية نظراً للحساسية الكبيرة بين جمهورَي الفريقين بحسب إدّعاء إتحاد اللعبة، وكاد هذا القرار أن "يفجّر" البطولة لو لم يتمّ إحتواؤه من قبل المعنيين في النادي الشمالي والإتحاد وسعاة الخير في الوقت المناسب.
وبالأمس، وجّه نادي القلمون كتاباً الى إتحاد الكرة الطائرة دعاه فيه الى إتخاذ موقف حازم مما يجري من "مؤامرة وسخة" تؤثّر سلباً على الفرق الموجودة في أسفل الترتيب، علماً أنّ رئيس النادي المذكور غسان قزيحة يشغل منصب نائب رئيس إتحاد اللعبة منذ سنوات طويلة، وبالتالي بدا بيان ناديه كمن يصوّب المسدّس على رأسه، إلا في حال بادر قزيحة الممتعض والغاضب من تسريب مضمون الكتاب الى مواقع التواصل الإجتماعي من قبل أحد زملائه في اللجنة الإدارية للإتحاد، الى كشف أسماء المتورّطين والمتلاعبين بالنتائج علناً لنزع التهمة عن نفسه، عِلماً أنّ توقيت قرار إنسحاب فريقه من مباراتَيه الأخيرتَين في البطولة كما جاء في الكتاب، صبّ بشكل مباشر أو غير مباشر لمصلحة "حليفه" الإستراتيجيّ العتيق نادي الشبيبة البوشرية الذي هو اليوم بأمسّ الحاجة الى النقاط كي يستمرّ موسماً آخر بين الكبار من جهة، ورداً على مباراة مشبوهة أقيمت مؤخراً لم تأتِ نتيجتها لمصلحة البوشرية من جهة أخرى.
