"لا نقبل بأن يتعرَّض أحدٌ للدول العربيّة"..

فرنجيّة من بكركي: هدفي ليس السّلطة إنّما الوصول إلى الرّئاسة لترك بصمة

22 : 25

إستقبل البطريرك الماروني، الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم الثلثاء، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي قال بعد اللقاء: "وسط هذه الظروف التي يعرفها الجميع لا بد من ان نتشاور مع غبطته ولا سيما في هذا الجو "الخبيصة" الاعلامي والسياسي وما يدور في البلد وبالتالي ان نوضح موقفنا وان نتبادل المعلومات ونرى بأي اتجاه تسير الأمور. الجو صريح وواضح دائماً مع غبطته والجلسة معه مريحة فالعلاقة الشخصية طاغية، وفي ما يتعلق بالسياسة نحن نصل دائما الى وجهة نظر واحدة معه".


وتابع فرنجية: "بالنسبة إلى الجو في البلد يمكنني القول إن 90 بالمئة مما نشهده في الإعلام، هو إما محور وإما غير مطابق للحقيقة وغداً الأيام ستظهر ما يدور. للاسف هناك من يبني على الجوّ الإعلاميّ ويتأثر به ووسط التغيير الإقليمي والدولي الذي يتم، أخاف ان يكون لبنان عرضة لهذا الموضوع، فالتسويات في المنطقة على قدم وساق ولطالما حذرنا بأنه مع التسوية الناس سيتصالحون ويلتقون مع بعضهم البعض. اليوم وزير الخارجيّة السعودي في سوريا، ووزير خارجية إيران التقى بنظيره السعودي لقد تغيرت اللعبة في المنطقة وبالتالي أنا أعتبر أنّ هذا الأمر سينعكس بشكل أو بآخر على لبنان، لذلك أنا أدعو من هذا المنبر جميع السياسيين في لبنان إلى قراءة الأمور بغض النظر عن الأشخاص".


أضاف: "بالنسبة إلى موضوع سليمان فرنجية الذي وضع في فترة من الفترات مع أو ضد هذا الفريق، لقد قلت من اليوم الأول إنه ليس لدينا أي نظرة عدائيّة تجاه أي بلد صديق للبنان ولا سيّما الدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية. فنحن عندما كنّا لا نوافق كنّا نعلن الأمر وعندما نوافق أيضاً. نتمنى أن يتصالح العرب مع بعضهم البعض وأن يكون هناك وفاق في المنطقة وأن ينعكس إيجاباً على بلدنا، فنرتاح ونقول إنّنا لا نريد إلّا الخير للعرب وللمملكة السعودية ونعتبر أنفسنا أنّنا وُلدنا في بيت عربيّ وليس مشرقيّ أو فينيقيّ، وبالتالي من اليوم الأوّل، قلنا إنّنا عرب وتربينا بنَفَس عروبي وعندما كانت تضرب العروبة في المنطقة كنا نجاهر بها ونُكابر وقلنا يومها بئس هذا الزمن الذي أصبحت فيه العروبة تهمة. ونحن لا نكنّ إلّا الخير ولا نقبل بأن يتعرض أحدٌ لهذه الدول. وعندما نكون في موقع مسؤوليّة يكون لنا تأثير أقوى من أن نكون في موقع عادي".


الضمانات السياسية

وفي رده على سؤال عن الضمانات السياسية التي سيقدمها للسعودية لتأمين التعاون معها في المرحلة المقبلة، قال فرنجيّة: "لقد زرتُ باريس والجميع يعلم أنّ الفرنسيين يتشاورون مع المملكة العربية السعودية وبالتالي أجبناهم عن عددٍ من الأسئلة التي طرحتها المملكة لأنه ما من شيء نخفيه. وكثرت الأقاويل في لبنان إلّا أنّ كل ما في الأمر أسئلة بسيطة أجبنا عنها. عن الإصلاحات، نقول إنّه من البديهي أن نسير بها وأن ندعم أي حكومةٍ تتشكّل للقيام بالاصلاحات، ونحن لا نعرقل، فهذا طبعنا. أنا أقدّم رؤية ونحن ندعم أي حكومة في برنامجها الإصلاحي وندعم رئيس حكومة تصريف الاعمال، وسنواكبها ونراقبها لتنفيذ الإصلاحات. وأقول إنّنا لا نتخلى ولو واحد بالمئة عن صلاحيات رئاسة الجمهورية بل نمارسها بمسؤولية وطنية وليس بكيدية شخصية. ولسنا محرجين. ونحن على استعدادٍ للحوار مع الجميع بأي مسألة وطنيّة، ومَن لديه أي هاجس لخير البلد فأنا جاهز للحوار".


وعن تكتل المسيحيين على غرار ما حصل في الإتفاق الثلاثيّ، أكد فرنجية أنّه "من المهمّ معرفة حجم المسيحيين الذين يبقون معك بعد الإنتخاب وليس قبله. في المسيرة الرئاسية كم سيكون حجم من هم معك؟ الكثير من الرؤساء انتخبوا بـ120 صوتاً وبعد شهرين أو ثلاثة لم يبقَ معهم أحد. هدفي ليس السلطة، إنّما أن أصبح رئيساً وأترك بصمات في تاريخ هذا البلد. ونحن مضطرون إلى الدخول في التسوية الكاملة بالمنطقة وليس البقاء خارجها، كما حصل في تجربة 1989 وللاسف، إنّ المسيحيين هم مَن دفعوا الثمن".


لا فيتو سعودياً

وعن الفيتو السعودي على اسمه كمرشح، قال فرنجية: "لقد سمعت الفيتو السعودي من الإعلام اللبناني ولكن من قبل المملكة واصدقائها لم اسمع هذا الكلام، لا بل انا اسمع كل يوم احاديث افضل. أخبار كثيرة غير صحيحة ومنها الفيتو السعودي والأميركي. ليس لديكم معلومات لان أموراً عديدة تتم وسط كتمان كبير. فلا تخترعوا المعلومات لأنّ الامر يضرب صدقية وسائل الإعلام التي تمارس مهنة الإعلام المقدسة. لا يفيد التركيز على الأشخاص لأنّ هذا يُؤزم الأمور في البلد ووظيفة الإعلام المسيحيّ اليوم تهدئة الأجواء لتمرير هذه المرحلة".


وعن الضمانات التي يتمتع بها لناحية موضوعَي سلاح حزب الله وملفّ النّازحين السوريين، قال فرنجية: "النازحون السوريون من أولويات اي عهد فكيف إذا كنتُ أنا رئيسا للبلاد؟ وصلت الوقاحة إلى حد القول إنّني أنا من أدخلتهم إلى لبنان ونسي البعض انني ضدّ وجود النازحين في لبنان وهذا الملفّ لا يُعالَج بالمزايدات، بل بالمسؤولية الوطنية وهو وضع اليوم على سكّة صحيحة وبالتالي تنظيمه يعيد النازحين الى سوريا. علاقتي الشخصية مع الرئيس السوريّ بشار الأسد أسخّرها لمصلحة البلد وإعادة النازحين. وعلاقتي الشخصيّة مع الحزب أسخّرها أيضاً لمصلحة البلد. بالنسبة إلى موضوع السلاح، نحن مع الدعوة لمناقشة الإستراتيجيّة الدفاعيّة وعلينا أن نُناقشها ويجب أن تكون هناك استراتيجية بروحية وطنية، يكون فيها الجيش والجميع من دون أي خلفية سواء بضرب الحزب او الحفاظ عليه. الحوار بروحيّة وطنيّة منفتحة يبقى هو الحل. وأنا أتعهّد الدعوة لحوار وطنيّ حول الإستراتيجيّة الدفاعيّة ولا يمكنني أن أقرّها ولكنني سأكون الراعي لهذا الحوار إذا كنت رئيساً. والرئيس الأسد لطالما كان مستعداً لعودة النازحين السوريّين، ولكن العرقلة كانت غربية وأوروبيّة ودوليّة وكان هناك تهديدٌ دوليّ لأي شخصٍ يحاول إعادة النازحين، واليوم مع سقوط الأسباب ومنها المصالحة العربية الإيرانية والعربية العربية بين الدول، ستكون الأمور أسهل، ومن عاد لم يتعرض له أحد بشيء ولكن هناك من يريدُ طرحَ المشكلة لتتأزّم لكي يخلق شعبويّة. ومن كان يقول إنّ النازحين لا يعودون إلا على دمائنا، ها هو اليوم يريدهم ان يعودوا. نحن كما صرحنا في البداية، لا يزال موقفنا واحداً وواضحاً".


وعن عدم بوح الثنائي الشيعيّ بالضمانات والتسهيلات التي سيُقدّمها لفرنجيّة لوصوله إلى الرئاسة، قال: "يمكنني استثمار علاقتي الشخصيّة مع الثنائي بصورة إيجابية لمصلحة البلد. وبعلاقتي الشخصية مع سوريا يمكنني أن آتيَ بما لا يستطيعه غيري. إدارة البلد بمسؤولية وطنيّة ودوليّة كبيرة تفرض الثقة والتقارب بين الناس لحل الأمور. والمشكلة أنّنا نظنّ أنّنا في جبل لبنان "القصة كلها" وأنّ المنطقة تدور حولنا. ولكن كمسيحيّين، علينا التأقلم مع هذا الجو والأمور قد تصلُ بغير طريقةٍ وعلينا أن نعرف كيف نأتي بها لمصلحتنا".


وعما إذا كان "حزب الله" سيُعطي فرنجيّة ضمانات أكثر من تلك التي أعطاها للرئيس ميشال عون، أكد فرنجية: "أنا اقول كيف سأتصرف مع الحزب الذي قد لا يعطيني شيئاً، عندها أقول إنّه لم يعطني. أنا مع المفاوضة مع صندوق النقد وفي علاقتي مع الحزب، سيكون هناك مشروع نعمل عليه بكلّ بساطة، فنقول الأمور كما هي. هذا هو الواقع. أنا لا أعطي أوامر والحزب يسير بها، كذلك الحزب لا يعطي أوامر وأنا أسير بها. الثنائي الشيعي يملك 30 صوتاً زائداً واحداً وأنا بحاجة إلى 34 صوتاً إضافياً لتأمين الفوز وأنا اليوم لو لم أكُن مقبولاً عند الكثير من النواب لما استطعت تأمين الأصوات. إذا كنت استطيع جمع عدد النواب الذي يوافق على تسميتي فهذا غنى. فلنقرأ بايجابية ولنذهب الى استحقاق دستوري يهنئ فيه الخاسر من يربح. البلد مقبل على مسؤولية وطنيّة، وهو في حاجة الى مشاركة الجميع. وانا سأذهب الى بيوت الأفرقاء لأدعوهم للمشاركة في هذه المسؤولية لبناء بلد".


وعن مستقبل المسيحيين في لبنان ختم: "مستقبلنا في يدنا. الماضي لا يبشر بالخير لذلك اقول علينا ان نقرأ الحقيقة فقط وليس رغباتنا".





MISS 3