هيدا رأيي

المتعة... والأرقام!

10 : 00

تُعدّ كرةُ القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وينقسمُ عشّاقُها حولَ أدقّ التفاصيل.

مَن الأقوى بينَ المنتخبات، الأندية واللاعبين؟ مقارناتٌ لا تنتهي واحصائياتٌ تاريخية تصل أحياناً إلى درجة الملل والمناوشات على مواقع التواصل الاجتماعي.

هناكَ مَن يحبّ أسلوب البرازيل الاستعراضيّ، ألمانيا الصلب، إيطاليا الدفاعيّ، الارجنتين الجارف، فرنسا المتطوّر، إسبانيا الجماعيّ، الأوروغواي العنيف، هولندا الممتع، الخ...

وهناك من يرى في ليونيل ميسي الأفضل في التاريخ مقارنة مع بيليه ومارادونا، مقابل من يعتبر كريستيانو رونالدو الأقوى حالياً، وهو المغبون دوماً في الاستفتاءات المنحازة للارجنتيني الموهوب.

حرّيةُ الرأي هي الأساس، والتنوّع يُغني النقاشات و"التزريكات"، لكن برأيي تبقى المتعة هي سبب عشقنا هذه اللعبة.

كان الكابتن ماجد و"خرافاته" الكروية مصدرَ إلهام الملايين، والناس عشقت بيليه ومارادونا وكرويف والآن ميسي بسبب المهارة أوّلاً، علماً بأنّ كرويف وميسي لم يُتوّجا بلقب كأس العالم في أيّ مرّة.

قد يفوز منتخبٌ بالمونديال، وفريقٌ بدوري أبطال أوروبا، ولاعبٌ بجائزة الكرة الذهبية، دون أن يترك لديك أيّ انطباع أو تأثير. الأمثلة كثيرة، فاليونان أحرزت كأس أوروبا 2004 بأنصع أساليب الملل.

يعني مِن حيث الارقام، اليونان أحرزت لقباً أوروبياً واحداً مثل منتخبات إيطاليا والبرتغال وهولندا العريقة في عالم الكرة!

وعندما يُستذكر مونديال 1982، يدورُ الحديث حول أداء لاعبي منتخب البرازيل زيكو وسقراطيس وفالكاو، وليس دائماً منتخب إيطاليا المتوّج، وهذا ليس تقليلاً من قيمة الطليان، بل تعظيماً لمهارة برازيلية قلّ نظيرُها.

لا شكّ بأنّ أساس أيّ رياضة هو الفوز والارقام والتتويج، وإلاّ فقدَ ممارسوها أيّ حافز، لكن أنا شخصياً منحازٌ للمتعة، فلا مشكلة لديّ إطلاقاً بأن أشجّع منتخباً أو فريقاً أو لاعباً ماهراً يُسعد أوقاتي ولا يفوزُ دوماً!



* جوزف أبي شاهين

صحافي وإعلامي رياضيّ


MISS 3