مايا الخوري

المرأة... صانعة الرجال وبنيان المجتمع

7 آذار 2020

12 : 18

حلم كل رجل... إمرأة، أوليس وراء كل عظيمٍ ظلّ أمٍ سَهِرت، وشقيقة سندت، وزوجة اصطبرت. هي. هي البداية، هي التي حملت البشارة وبشّرت بالقيامة. هي. هي ليست نصف مجتمع، بل هي بنيانه، فإن اهتزّ سقطت الأمم.


الشاعر الصحافي جوزف أبي ضاهر: شمسٌ تنيرُ ولا اكتفاء



هي صانعةُ الرجالِ، وتتقدّمهم، حين الملمَّات عصفُ غاياتٍ ونزواتٍ، تُمسك بها، وتعبر إلى صحوٍ، هو في جوهر تكوينها وحضورها العلامة الأبهى.

ظُنَّ أنها تقفُ في الظلِّ، وتصنعه لذاتها، لا خوفًا من قرارٍ، بل قناعةً منها في دورٍ يُزهر ويُثمر بها، فتُشرقُ ببهاء شمسٍ تنير، ولا اكتفاء.

في بدءٍ قيل: دورها "صنع الرجال"... وذهب القول مثلاً.

أكملت المرأة – اللبنانيّة تحديدًا – عملها في مجالات متنوّعة. شاركت برصانة، وبنقاء روح وكفٍّ، بَلسمت، طبّبت، علّمت، ربّت... وكان المدى أقرب إليها من فتحة باب عليه.

دخلت مجالات واختصاصات كانت في سَابقٍ حكرًا على من ربّتهم، وعلّمتهم، ودفعت بهم إليها، لتعود – اليوم – فتشاركهم. تتفوّق، وتغدو مثالاً يؤخذ به.

إن حضور المرأة، اللبنانيّة تحديدًا، في المجالين: الإنساني والاجتماعي، حقّق أهدافًا كثيرة، عكست نتائجها إيجابيات، على أكثر من صعيد.

ساهمت في بلسمة جراحٍ، ووأدِ بشاعات، وفي تفوّقٍ علميّ (محلّياً وعالميّاً)، وفي تعميم نقاءِ كفٍ، وإشراق بصيرةٍ، أينما حلّت، وقفت، وعملت وتسلّمت مَهمّات. صار يشار إليها نموذجاً.

من زمنٍ قيل: "الأمم صنيعة الأمهات".

اليوم، نلمس القول فعلاً، نؤخذ في توهّج حضور المرأة اللبنانيّة عبر حقول مختلفة ومتعدّدة، لعل أقربها إلى دفءِ الروح، حضورها الإنساني – الاجتماعي، يتجلّى في مرحلة مخاضٍ، نأمل بمساعدتها، ومساهماتها العديدة المتفوّقة، العبور إلى ولادة وطن، نكون فيه أبناء حقٍ وعدلٍ وجمالٍ، فنحظى بـ "لمسةِ" أمانٍ وعاطفةٍ من يدها على جباهنا وقلوبنا.



السياسي الإعلامي علي حمادة: الثورة أنثى



كلبناني، لا يمكنني اعتبار يوم المرأة العالمي هذه السنة يوماً عادياً، ولا مجرد مناسبة اعتدناها على مر السنين. وبالتأكيد لا يمكنني كلبناني ان أمرّ بهذا اليوم مرور الكرام.

فالاشهر القليلة الماضية جعلتني أتوقف مثل الكثيرين امام الاحداث التي حصلت منذ اندلاع «ثورة 17 تشرين» وما استتبعها من نتائج على مختلف الصعد التي لامست حياة كل لبناني.

لماذا قول هذا الكلام؟ لانني وبكل بساطة شاهدت وعشت كما كل لبنان وحتى العالم، مدى الدور الحاسم الذي لعبته المرأة في الثورة، وقد مثلت وتمثل يقظة الامة اللبنانية في زمن الانحطاط الذي تشهده منطقتنا

اشتعلت الثورة على الفساد بكل جوانبه، من السياسة، الى الاقتصاد، فالاجتماع وكانت المرأة في الطليعة، قائدة، وملهمة، ومنظمة، ومقاتلة فوق جدران العار، وفي مواجهة حواجز القمع على مساحة البلد.

كانت المرأة ولا تزال، على الارض، وفي البيوت، وعلى المنابر، وفي الاعلام قاطرة اساسية للثورة على الظلم الذي اصاب كل لبنانية ولبناني، وكانت ولا تزال الرمز الذي يحرك فينا مشاعر الكرامة الوطنية والانسانية. في يوم المرأة العالمي، أجدد الايمان بأن «الثورة انثى» لا بل ازيد انها القائدة نحو لبنان جديد نحلم به جميعا. 



الكاتب والمسرحي عبيدو باشا: المرأة عالم لا تستخدم مجالاً بالتعريف عن المرأة



لا علاقة للأمر بالتعداد. عشرون بالمئة، أو ستون بالمئة، إذ وجدت المرأة حضورها المركزي في الحياة اللبنانية، منذ عشرات السنوات

لا أتكلم على نساء طبقة، لا يزال رجالها يعاملون المرأة كإنكشارية تسعى وسط أشراف المدينة. المرأة العاجزة نادرة الحضور، بعد أن خرجت المرأة من معارضة الحضور بالحضور. لم يعد يهمها لا الأشراف ولا الأعيان، حين وجد الرجال أنفسهم في زلزالها، بعد أن وجدت لنفسها تمثيلاتها، لأسباب لها علاقة بالمصوغات الإجتماعية والحقوقية والثقافية والإجتماعية. ما عادت المرأة عاجزة عن إنتاج قيادات تعبر عن طموحاتها وآمالها.

بحيث أضحت بعيدة من طموحات الرجال والصبيان/ الرجال، سواء بسواء. لم تعد، بعد، معنية بتخفيف آلامها بقدر عملها على زيادة مكانتها الإجتماعية وسط الإمتيازات الذكورية المتهالكة.

وسّعت المرأة حيزها في المساحة العامة، إستولت على المساحة العامة، على المساحة العامة.

لا أتكلم هنا على نساء "فوغ" ولا "بلاي بوي" ولا الماركات العالمية الأخرى. الكلام على أهل البيت، من وزّعن حضورهن على الأحياء الشرقية والعربية والشمالية والجنوبية. لا كلام على نساء لبنان كحمالات أسية.

إنهن قادرات على أداء أدوار هامة بالحركات الشعبية والبنيات الإقتصادية وتجانس البنيات وسط مفاهيم التوسع المديني، مفهوم سقطت فيه مفاهيم سيطرة الرجال على المهن بما يشبه الإحتكار.

أضحى معظم الرجال أشبه بالقصابين وبائعي اللحوم والحبوب وعمال الدباغة أمام موقع المرأة خارج الأسوار القديمة. لم تعد جماعاتها جماعات مهمشة لا يهنأ الرجال إلا بضربها واحتقارها وإضعافها أكثر مما هي ضعيفة.

لأن خروج الرجل على المرأة خروج المنتصر على المغلوب بدون معركة، بدون حرب. المرأة قومة القرن الجديد وأواخر القرن الماضي.

الإحتفال بيوم يخصص بها، إحتفال لا يمد العالم بحقائق المرأة المبهرة. إمرأة تتمتع بالحصانة ضد الإنغلاق. نخبة لا علاقة لها بمفهوم البدوي عند أسفل القلعة أو عند المضارب.


كل رجل لا يزال رأس رمح بالتنمر على المرأة، كل رجل متنمر جبان، جبان مقدوح بالخيبات والإلتزامات التافهة المفروضة على الذكور منذ ألف عام وعام.

جرى تثمين قيم المرأة من غير المرأة، إمرأة تروي روايتها بالرأسمال العالمي والتحديات الداخلية والخارجية والبنى المعمارية بالثقافة والفنون وعلوم الإجتماع والتاريخ والجغرافيا. لا يوم عالمياً للمرأة، لأن المرأة عالم لا تستخدم مجالاً بالتعريف عن المرأة، حين وجدت حضورها الأكيد وفقاً لعلاقاتها بالسكان البالغين لا القاصرين عن البلوغ.

إمرأة بسمات متأصلة، إمرأة لا فرصة رجالية ولا قنبلة جنس أو فائض بالفائض السكاني، حتى أنها إكتسحت مفاهيم التنمية والمفارقات الرابطة بين إقصاء المرأة وبطالة المرأة. المرأة بطلة القرن الجديد، لا عنوان بطالته. المرأة قلق الرجال الجلي بعد انتقالها إلى قطاعات ذات متطلبات قوة عمل غير محدودة. المرأة الشاغل الأساس في أجندة الرجال، إمرأة لامقصاة عن الفرص الإقتصادية والفرص الإجتماعية وباقي الفرص الحسنى.

إمرأة تواجه خطر الردكلة والإنجذاب إلى الأشكال العنيفة. لم تعد المرأة العطر ولا الرائحة ولا القد المياس ولا العينين الجوزيتين أو اللوزيتين أو مجندة في مضارب الرجال بلا حجج وبلا فروض تعالج المشاكل وأعراض المشاكل ومفاقمة التوترات من البيوت الصغرى إلى المؤسسات الكبرى ومن المؤسسات إلى الدول والمنظومات والإتحادات.

إمرأة ضد النمط، ضد التنميط، ضد كل ما هو بديهي غير إشكالي. ثمة تنويع كبير في كيفية تعريفها على خريطة لبنان والعالم. المرأة بنك حضور مذ حملت التاء، تاءها، من تاء التعنيف إلى تاء التأنيث كشريك بز شريكه، بحجم في حجم القطاع العام والقطاع الخاص بضربة واحدة.

المرأة اليوم بلا حدود. المرأة عالم باليوم العالمي وبلا اليوم العالمي. المرأة عالم، بعد أن رفعت القيود عن الأسواق الجندرية وتأمينات العمل والحضور بكامل الحضور.

المرأة بهاء العالم، بعيداً من التعرفات الضبابية.



الشاعر قزحيا ساسين: المرا بيت



بَعد عِنّا مرا، بلبنان، ما وِصلت لَ كلّ المرا اللي فِيا. بْعدا بتعَربش عا أنوسِتا، مش عا عقلا، تا تُوصَل لَ مطارح كتيرِه. بالأدب وبالسياسِه وبالوظيفِه... وبَعدا بتِورِت الرّجّال، أو هُوِّه وعايش، أو بَعد ما يِتعلاّ. وبَعدا حاطّا الرّجّال بِراسا، هِيِّه ورايحَه صَوب حالا، مِتل الشاعرَه اللي ما بْيَعرف قلَما إلاّ يسبّ الرّجال... الإنسان اللي بالمرا أكبر من الإنسان اللي بالرّجّال، والمرا ما بتقدر تطال كلّ هالإنسان العملاق اللي فيا، إلّا إذا كانت طالعَه من عقدة الرّجّال. انا مع المرا تفحص مريض، مش بسّ تِنفحَص لمّا تكون موجوعَه. ومع المرا تهندس بيوت، مش تنطر رجّال عندو بيت تا يحبسا بقلبو... والمرا اللي وصْلِت عا حالا عنّا، ياما منشوفا واصلِه عَ حساب كتير إشيا من المرا الحلوِه اللي فِيا... بِتصِير الحُمرَه عَ شفافا رسمِيِّه، وبِتقِيس الغمرَه بْمَسطرة عقلا، وبِتعادي طنجرة المطبخ كأنّا رجّال عم يخُونا، مع إنّو بتِسرق الوقت كرمال صحن المجدّرَه عند إمّا...

وما حَدا بْيِنكر إنّو البيت اللبناني بِتعمّرو مرا، ولَو كان الرّجّال باب البيت، هِيِّه شلُوش شجرة العَيله... وأعلا شي بالشجرَه شلوشا.