مدّعون فرنسيّون يتّهمون سلامة بإخفاء أعمال تزوير

15 : 15

كشفت وثائق مقدمة لمحكمة فرنسية اطلعت عليها رويترز أن ممثلي الادعاء الفرنسي أبلغوا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنهم يعتزمون توجيه اتهامات مبدئية له بالتزوير وغسل الأموال تستند جزئياً إلى مزاعم عن تزوير كشوف حسابات مصرفيّة لإخفاء ثروته.


ورد الاتهام باستخدام كشوف حسابات مصرفيّة مزوّرة، والذي لم يكشف عنه من قبل، في وثائق أرسلتها السّلطات القضائية الفرنسية إلى سلامة قبل جلسة من المقرّر عقدها بفرنسا في 16 أيار.


ويعتزم ممثلو الادعاء الفرنسي خلال تلك الجلسة توجيه الاتهامات المبدئية لسلامة وتسميته رسمياً بالمتّهم.


ورفض سلامة التعليق على مزاعم استخدامه وثائق مزورة. ونفى مراراً اتّهامات له بالتزوير وغسل الأموال، قائلاً إنّه تحوّل إلى كبش فداء للمسؤولين عن الأزمة الماليّة التي تفجرت في لبنان عام 2019.


وقال محامي سلامة في وقت سابق من الشّهر الجاري إنّ موكله لم يقرر بعد ما إذا كان سيسافر إلى فرنسا لحضور جلسة 16 أيّار.


وفي إطار تحقيقٍ مشترك مع ممثلي الادعاء في لبنان و4 دولٍ أوروبيّة أخرى على الأقلّ، يشتبه المدّعون الفرنسيون في أن سلامة قد تواطأ مع شقيقه رجا لتحويل أكثر من 300 مليون دولار من الأموال العامّة واستخدم بعضها في شراء عقارات في مختلف أنحاء أوروبا.


ونفى رياض ورجا سلامة قيامهما بتحويل أي أموال عامّة.


ويشتبه محقّقون فرنسيّون وأوروبيّون آخرون استجوبوا سلامة الشهر الماضي في بيروت في أنّ الجزء الأكبر من ثروته مصدره الأموال العامة التي يُقال إنه حوّلها إلى حسابه.


وضمن رده على الاتهامات، أرسل سلامة عن طريق رئيس مجلس إدارة بنك الموارد اللبناني مروان خير الدين، مذكرة من 65 صفحة لممثلي الادعاء الفرنسي.


وتحتوي الوثيقة، التي اطلعت عليها رويترز، على سلسلة من كشوف الحسابات المصرفية التي قال أحد محامي سلامة إنها تُظهر كيف زادت مدخرات حاكم المصرف المركزي من 15 مليون دولار في عام 1993 إلى أكثر من 150 مليون دولار بحلول عام 2019 لأنه "قام برسملة الفوائد".


لكن وفقاً للوثائق المُقدَّمة لمحكمة فرنسية، خلص محققون فرنسيون إلى أنّ كشوف الحسابات المصرفيّة كانت مزورة.


وقال ممثلو الادعاء الفرنسيّ في الوثائق القضائية إنّ سلامة "استخدم سجلات مزورة لحسابات مصرفية في بنك الموارد... قدّمها مروان خير الدين لتبرير مصدر ممتلكاته أو إيراداته عن طريق الخداع".


وقال محامي خير الدين، تيري مارمبر، إنّ موكله نفى ارتكاب أي مخالفات.


وجاء في الوثائق أن ممثلي الادعاء الفرنسي كتبوا بعد استجواب سلامة في بيروت: "رياض سلامة غير قادرٍ على تبرير القروض والاستثمارات المختلفة التي مكنته من زيادة ثروته بأكثر من 250 مليون يورو (كحد أدنى) خلال هذه الفترة".


وذكر سلامة أن ثروته جاءت من حسن إدارة مدخرات جمعها خلال مسيرته المهنية بصفته مصرفي في مجال الاستثمار.


وتم استجواب خير الدين في فرنسا هذا الشهر للاشتباه في اشتراكه في تآمر جنائي وغسل أموال. وأمرته السلطات بعدم مغادرة البلاد وصادرت جواز سفره.

MISS 3