ضربة أميركيّة تُطيح قياديّاً كبيراً في حركة "الشباب الإسلاميّة"

واشنطن تشنّ "حرباً بلا هوادة" في الصومال

08 : 30

حركة "الشباب" تسعى إلى استهداف الأراضي الأميركيّة (أرشيف)

في خضمّ "حرب بلا هوادة" تخوضها واشنطن في منطقة "القرن الأفريقي"، أعلنت القيادة العسكريّة الأميركيّة في أفريقيا (أفريكوم) بالأمس مقتل القيادي الكبير في حركة "الشباب الإسلاميّة الصوماليّة" بشير محمد محمود، الملقّب بـ"بشير قرقب"، في ضربة جوّية أميركيّة جنوب الصومال.

وكشف المسؤول عن العلاقات العامة في قيادة "أفريكوم" الكولونيل كريستوفر كارنز لوكالة "فرانس برس" ردّاً على سؤال عن تقارير صحافيّة أفادت بمقتل قرقب، أن "الغارة الجوّية التي قَتَلَت هذا الإرهابي حصلت في 22 شباط"، مشيراً إلى أن "بشير محمد محمود قائد عمليّات من الدرجة الأولى، كما كان عنصراً مهمّاً في جماعة الشباب منذ أكثر من عقد".

وأوضح أن "هذا الشخص أدّى دوراً في تخطيط وتوجيه العمليّات الإرهابيّة في الصومال ومنطقة الحدود الكينيّة، بما في ذلك دور مفترض في الهجوم على خليج ماندا". وقرقب عضو في المجلس التنفيذي لحركة "الشباب الإسلاميّة" منذ نهاية العام 2008، وفق وزارة الخارجيّة الأميركيّة و"أفريكوم".

كذلك، يُشتبه في تورّطه بتدبير الهجوم الذي استهدف قاعدة أميركيّة - كينيّة في جنوب شرقي كينيا في الخامس من كانون الثاني، وأدّى إلى مقتل ثلاثة أميركيين فضلاً عن أربعة من الحركة الإسلاميّة، إذ شنّت مجموعة من "الشباب" هجوماً إرهابيّاً استمرّ لساعات على قاعدة عسكريّة تُعرف باسم "سيمبا" في خليج ماندا، قرب جزيرة لامو السياحيّة الخلّابة على مسافة غير بعيدة من الحدود مع الصومال.

ويؤكد موقع برنامج مكافآت محاربة الإرهاب التابع لوزارة الخارجيّة الأميركيّة أن محمود كان "منذ أواخر العام 2008 واحداً من نحو عشرة أعضاء في مجلس قيادة حركة الشباب". وعرضت الولايات المتحدة مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تسمح باعتقاله ومحاكمته.

وفي هذا السياق، بات البنتاغون يُعلن بشكل شبه يومي شنّ ضربات جديدة ضدّ "الشباب"، إذ بينما تعتزم واشنطن تقليص حضورها في أفريقيا لتركيز جهودها على منافسَيْها الاستراتيجيّيْن، الصين وروسيا، على حساب دعم العمليّة الفرنسيّة ضدّ الجهاديين في الساحل الأفريقي مثلاً، لا تبدو الحرب ضدّ "الشباب" معنيّة بهذه النيّة.

وإذ اعتبر قائد قوّات المشاة الأميركيّة في أفريقيا الجنرال روجر كلوتير في الآونة الأخيرة أن حركة "الشباب" تُمثّل أحد "أكبر التهديدات الأكثر جدّية في القارة، فهي تطمح لمهاجمة بلدنا"، شدّد خلال مؤتمر عبر الهاتف في البنتاغون على أنّه "يجب أن نتعامل جدّياً مع الخطر الذي تُمثله. لهذا نحن نُركّز عليهم"، في حين أعلنت "أفريكوم" في بيان الجمعة الماضي شنّ ضربة في ضواحي كونيو بارو جنوب الصومال، أدّت إلى مقتل عنصر من حركة "الشباب".

وهذه الضربة هي العشرون للجيش الأميركي ضدّ "الشباب" في الصومال منذ بداية العام، بعد توجيه 64 ضربة العام 2019 و43 العام 2018، وفق إحصاء أجرته منظّمة "نيو أميركا". وعند سؤاله عن الضربات الأميركيّة ضدّ الجماعات الجهاديّة في ليبيا والصومال، أجاب وزير الدفاع مارك إسبر أخيراً أن "هذا ما نُسمّيه جزّ العشب"، مضيفاً: "يعني ذلك أنّه بين الحين والآخر، يجب القيام بأشياء مشابهة للحفاظ على السيطرة وضمان ألّا يزيد الخطر ويُعاود الظهور".

وفي أوّل تقرير أُعلن للرأي العام حول العمليّة العسكريّة الأميركيّة في الصومال، نُشِرَ في شباط، ذكر المفتّش العام لوزارة الدفاع غلين فاين أنّ مهمّة "أفريكوم" تهدف إلى "إضعاف حركة "الشباب" وتنظيم "داعش" في الصومال والجماعات المتطرّفة الأخرى في شرق أفريقيا، بحيث تُصبح عاجزة عن الإضرار بمصالح الولايات المتّحدة".

وأضاف مكتب المفتّش العام، وهو هيئة مستقلّة في البنتاغون، أنّه "رغم الضربات الأميركيّة المتواصلة والدعم الأميركي للقوّات الأفريقيّة الشريكة، يبدو أن حركة "الشباب" تُمثّل تهديداً متصاعداً، وتسعى إلى استهداف الأراضي الأميركيّة". والحرب الأميركيّة تتمّ عبر الطائرات المسيّرة ومجموعة صغيرة من قوّات النخبة في الميدان.


MISS 3