محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني في الخرطوم

حمدوك: مسيرة التغيير لن تتوقّف!

08 : 00

من مسرح الإعتداء الفاشل في الخرطوم أمس (أ ف ب)

نجا رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بالأمس من "اعتداء إرهابي" إثر إطلاق نار وتفجير استهدف موكبه في العاصمة الخرطوم.

وأكد حمدوك لاحقاً أن محاولة الاغتيال التي تعرّض لها "لن توقف مسيرة التغيير". وكتب عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "أُطمئن الشعب السوداني بأنّني بخير وصحة تامة... وهذه الثورة محمية بسلميّتها، وكان مهرها دماء غالية بُذلت من أجل غدٍ أفضل وسلام مستدام". وطوّقت قوّات أمنيّة من الشرطة والجيش مكان الاعتداء ووضعت حواجز حوله، وبدأت بجمع الأدلّة.

وبالفعل، فقد بدأت النيابة العامة تحقيقاتها فيما كان النائب العام حاضراً في مسرح الحادث. كما "تُواصل إدارة الأدلّة الجنائيّة في الشرطة وكلّ أجهزة الدولة المعنيّة إجراءات التحقيق والبحث الجنائي للقبض على الجناة"، وفق النيابة العامة.

ونشرت وكالة الأنباء السودانيّة الرسميّة صوراً تُظهر وصول حمدوك إلى مكتبه في الخرطوم في أعقاب محاولة الاغتيال. كما بث التلفزيون الرسمي مشاهد لحمدوك وهو يستقبل أعضاء تحالف "الحرّية والتغيير"، الذي قاد الثورة الشعبيّة ضدّ الرئيس السابق عمر البشير، وأعضاء مجلس الوزراء أمام مكتبه وهو يُصافحهم ويبتسم وبدا في حالة جيّدة.

وذكر مجلس الوزراء في بيان أن موكب رئيس الوزراء "تعرّض لتفجير إرهابي وإطلاق رصاص أسفل كبري كوبر"، لافتاً إلى أن حمدوك "لم يُصب بأي أذى، وكذلك المجموعة المرافقة له، ما عدا أحد أفراد الفرقة التشريفيّة الذي أُصيب بشكل طفيف في كتفه". وأوضح البيان أن حمدوك "يُمارس مهامه في مكتبه وقد بدأت السلطات الأمنيّة إجراءاتها للتحقيق في الحادث".

وأشار إلى أنّه "سيتمّ التعامل بالحسم مع المحاولات الإرهابيّة"، مضيفاً: "نحن نعلم أن هناك من يستهدف ثورة الشعب السوداني والمكاسب التي حقّقها"، لكنّه أكد أن "مسيرتها مستمرّة ولن تفقد بوصلتها"، في وقت دعا تحالف "الحرّية والتغيير" المواطنين إلى الخروج في مواكب قائلاً: "إنّنا ندعو جميع جماهير شعبنا في العاصمة إلى الخروج في مواكب والتوجّه إلى ساحة الحرّية لإظهار وحدتنا". وقرب مكان الحادث خرج العشرات وهم يهتفون: "بالروح بالدم نفديك يا حمدوك".

وفي ردود الفعل، أعلنت الولايات المتحدة دعمها الحكومة الانتقاليّة السودانيّة. وقال مساعد وزير الخارجيّة الأميركي للشؤون الأفريقيّة تايبور ناجي: "علمنا بالهجوم... ونُراقب الوضع عن قرب"، مضيفاً: "الولايات المتحدة تدعم بصورة قويّة القيادة المدنيّة للحكومة الانتقاليّة وتقف معها ومع الشعب السوداني". كما أعربت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في إقليم دارفور (يوناميد) عن أسفها لمحاولة الاغتيال.

كذلك، أعربت السعوديّة عن استهجانها وتنديدها باستهداف حمدوك، مؤكدةً رفضها لهذا "العمل الإرهابي الجبان"، ولأي محاولة لتقويض أمن السودان واستقراره، فيما ندّدت الإمارات بدورها بـ"الهجوم الإجرامي" الذي استهدف موكب حمدوك في الخرطوم.

بدورها، دانت الخارجيّة المصريّة محاولة الاغتيال الفاشلة، وأعربت عن ارتياح القاهرة "لفشل المحاولة الآثمة ونجاة حمدوك"، مؤكدةً أهمّية "تضافر الجهود الإقليميّة والدوليّة لمكافحة الإرهاب بكلّ صوره وأشكاله والقضاء عليه"، في حين ندّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بمحاولة الاغتيال، معتبراً أن "الشعب السوداني دفع ثمناً عظيماً من أجل خطوة غالية لخلق السلام، ومثل هذه الحادثة لا تُعرقل هذه الخطوة فحسب ولكنّها تُهدّد استقرار السودان".

وتولّى عبد الله حمدوك رئاسة الوزراء في آب الماضي عقب اتفاق بين العسكريين والمدنيين بعد إطاحة الجيش السوداني بعمر البشير، الذي حكم البلاد على مدى ثلاثين عاماً. وحمدوك اقتصادي كان يعمل في اللجنة الاقتصاديّة - الاجتماعيّة الأفريقيّة للأمم المتحدة في العاصمة الإثيوبيّة أديس أبابا.


MISS 3