روي أبو زيد

أطلقت شعار "أنا بحبني"، "Je m'aime", "I love me"

باميلا الكيك: أنا قائدة ومتمرّدة ومستقلّة!

10 آذار 2020

10 : 59

لم تكن باميلا الكيك يوماً تتماشى مع "التيار" الحياتي، فهي باستقلاليّتها وعمقها تذوّقت ثمار الحقيقة في الحياة وأرادت مشاركة هذه الطّعمة مع كلّ إنسان تصادفه. قد نجدها غير اعتياديّة أو حمامة سلام تغرّد خارج السّرب، ولكن في أعماق هذه الممثّلة المبدعة إنسانة بسيطة، متواضعة وتعمل على تطوير وزناتها.



ما الرسالة التي أردتِ إيصالها بدورك في فيلم "يوم إيه ويوم لاء"؟

أنا أؤمن أنني أحتوي على 500 امرأة، 600 رجل، 2000 ولد و1000 عجوز. أعتبر نفسي كإنسانة أوّلاً وكممثلة ثانياً، خليطاً من هؤلاء الأشخاص جميعاً، لذا عليّ أن أنقل الواقع في كلّ دور أجسّده كي أوصل رسالة أردتُ الإضاءة عليها.

لماذا برأيك نجح الفيلم الى هذا الحدّ؟

أنا فرحة جداً بأصداء الفيلم، بفضل التعاون الذي جمع بين فريق العمل والمحبّة بين الممثلين. لكن في المقابل أعتبر أنني قدّمتُ أدواراً أصعب ومركّبة في أعمال أخرى، كدور بائعة الهوى في مسلسل "مدام كارمن"، شخصيّة المتوحّدة، المكتومة القيد أو المصابة بمرض نقص المناعة... للأسف باتت الأدوار التي تحمل بعداً إنسانياً أقلّ جذباً للجمهور من الأدوار التجاريّة.


ما هو السبب؟

يسعى الناس غالباً الى البحث عن أمور سهلة وبسيطة في الحياة، إذ يعمدون قدر المستطاع الى الابتعاد عن التعقيدات أو "وجع الرأس" كما يقال. لذا، بات البعض منهم يذعن لخيبة الأمل بسبب الأوضاع المتردية التي يعيش فيها ويعيش راضخاً لها.


أعربت أخيراً عن رأيك بملكات الجمال اللواتي يعتمدن التمثيل، ما لم ينل استحسان البعض. ما الفكرة التي أردتِ إيصالها؟

لا أريد تبرير ما قلته. هذا رأيي، وتعبت من تبرير نفسي للمجتمع أنني أريد العيش في عالمٍ أفضل. أنا أحترم الناس جميعاً وبدون اي استثناء، ولكن من لا يحترم مهنتي وهو دخيلٌ عليها أقول له بصريح العبارة: إنتبه، أنت تغرّد خارج السّرب! ولا يجب أن ننسى أنّ كلّ شخص يبرع بمهنة مختلفة عن الأخرى، لماذا علينا أن نكون جميعاً ممثّلين أو مغنين أو أطباء أو محامين؟ المجتمع يحتاج الى كلّ قدرة تنموية مهنيّة كي يكتمل نسيجه ويتطوّر. علينا استخدام الأنانية بطريقة إيجابية من خلال نشر محبّة ذاتية للآخر أينما حللنا.


ألا يجب أن أحبّ نفسي قبل أن أنقل هذا الشعور لمجتمعي ووطني؟

بالطبع، وها انني أسعى الى نشر هذا الشعار عبر حملات التوعية التي أقودها في المدارس والجامعات والمؤسسات. ومن هذا المنطلق أطلقتُ مقولة: "أنا بحبني"،.“Je m’aime”, “I love me”

وأحاول قدر المستطاع إيصال هذه الفكرة الى الجيل الجديد الذي يتكوّن من أطباء الغد، من مهندسيه وحتى رئيس جمهوريّته.


هل تعتقدين أنّ الظروف الصعبة التي نتخبّط فيها قد تحثّ جيل الغد على الإيمان بنفسه وقدراته؟

القرار يعود الى كلّ شخص من هذا الجيل. علينا الانتباه الى أنّ وطننا لم يكن يوماً بحال جيّدة أو أفضل من الوضع الذي نعيشه. لكننا أثبتنا الآن أنّ الإنسان هو أجمل شيء في الحياة كما يمكنه أن يكون الأبشع فيها. على أن نكون مواطنين معطائين، مدركين قدراتنا. وعبر هذا المنبر أقول للجيل الجديد ولكلّ شخص: "إستيقظ، ولا تغرق في سباتك!"


كيف يمكنهم الاستيقاظ بعد عهود من الاستسلام؟

يجب اتّخاذ القرار واعتماد الإرادة الصّح لتحقيق هذا الموضوع. وحين تأخذ المبادرة بهذا الشأن يولد ما يسمّى بقانون الجاذبيّة، اي كلّ ما ترسله للكون يُمكنك استعادته أضعاف أضعاف.


أتعتبرين نفسك قائدة؟

بالطبع أنا قائدة وكلّنا يمكننا أن نكون قياديّين في مواقعنا. لقد حوربت وكابدتُ كي أصل الى ما أنا عليه اليوم. حياتي لم تكن سهلة ولكنّني لم أستسلم ابداً بفضل إيماني فإذا كان الله معي، فمن يقدر عليّ كما يقول القديس بولس. إن أخطأ أيّ شخص ما بحقّي أبحث عن السبب لذلك وقد أكون بادرته بتصرّف حثّه على القيام باذيّتي. ومن هذا المنطلق أفكّر اليوم بكلّ خطوة أعتمدها وكلّ كلمة أقولها كي أعيش بسلام في هذا العالم. علينا استخدام الـ"أنا" الصح وليس "أنا" الأنانيّة والجشع في علاقاتنا مع الآخرين.


رأيناك أخيراً بصورة المرأة المتمرّدة والثائرة عبر إطلاقك خطابات ملهمة في برامج تلفزيونيّة عدة. أخبرينا عن هذه التجربة.

أنا إنسانة جريئة، وأعرف كيفيّة استخدام هذا الموضوع لإيصال رسالة معيّنة وبالطريقة الصحيحة.





ما هو الموقف الذي دفع بباميلا الكيك الى اعتمـاد هذا النّهج؟

أنا كنتُ في هذا الموقع منذ ولادتي، ولكن مع النضوج وخبرات الحياة أدركت موقعي اكثر فأكثر. الحياة فيلم لا يتوقّف ولكن دورك فيه يعتمد عليك وحدك. يمكنك أن تكون بطل الفيلم أو شخصيّة عابرة وثانويّة.


من هو مثالك الأعلى في الحياة؟

ليس لديّ مثال أعلى في الحياة، إذ كلّ إنسان يمكن لي أن أكتسب منه وأعطيه بالمقابل. وهذا هو مبدأ الأم تريزا وغاندي. كلّ شخص هو مثال أعلى لنفسه والآخرين بفضل تفرّده وتميّزه عن الباقين.


هل من ممثّلين وممثلات يعتمدون طريقة العيش هذه؟

كلا، لأنّهم اختاروا السير مع التيار وبحسب "الموضة" التي يفرضها عليهم هذا المجتمع. أنا اقول لكلّ شخص: لا تحبني، إذ لست مجبراً على ذلك.


أستكون إجاباتك متطابقة إن قمنا بهذه المقابلة بعد عشر سنوات ؟

لن أحيد عن مبدأي وسؤالك هذا إجابته هي رهن الناس المحيطين بي. وأنا على ثقة أنّ طريقة التفكير هذه ستنتقل الى القريبين منّي وكلّ من أصادفه في هذه الحياة.

من هو الإنسان الذي يفكّر مثلك؟

إيلين دي جينيريس. أشعر بأنّ روحينا متشابهتين. فنحن نقول رأينا بصراحة تامّة ومن دون تجريح.


كيف تردّين الأذيّة؟

أشفق على كلّ إنسان يسعى الى أذيّتي وأشكوه الى الله.


ما المبادرة التي ستطلقينها على عيد الأم؟

سوف أطير فوق بيروت وطرابلس بطائرة خاصّة وسأرمي من الجوّ وروداً ورسائل خاصّة بعيد الأم.


لماذا لم تكتبي فيلمك بعد؟

كتبتُ فيلماً لي على مقاعد الدراسة الجامعيّة، كما قمت بكتابة مسلسل سأنتجه وأخرجه قريباً جداً.


كلمة أخيرة للقرّاء؟

الحياة جميلة جداً، إنها أعمق ممّا نعيشه. أدعوكم اليوم الى العودة لأعماقكم واكتشاف الحقيقة المدفونة بداخلكم والتي تحرّركم من كلّ ما يكبّلكم.


MISS 3