ماذا يعني أن يقول لكِ الطبيب "أنسجة الثدي لديكِ عالية الكثافة"؟

15 : 10

فحص الماموغرام هو الحل الوحيد لاكتشاف مدى كثافة أنسجة الثدي. لا يكون ملمس الثدي الكثيف أو شكله مختلفاً عن الثدي الذي يشمل نسبة أكبر من النسيج الدهني. يتألف الثدي النموذجي من أجزاء مختلفة:

• الفصيصات التي تنتج الحليب.

• القنوات أو الأنابيب التي تنقل الحليب إلى الحلمة.

• النسيج الدهني الذي يشبه الدهون الموجودة في أجزاء أخرى من الجسم.

• النسيج الضام الليفي الذي يضمن تماسك الثدي ويعطيه شكله.

يشمل الثدي الكثيف من جهته كمية إضافية من الأنسجة الناشطة (فصيصات وقنوات) مقابل كمية أصغر من الدهون. وفق نظرية مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالسرطان حين تكون كثافة الثدي عالية، يحتوي هذا النوع الكثيف على الأنسجة التي يبدأ فيها السرطان في معظم الحالات، وتحديداً الخلايا الظهارية في الثدي. تتركز هذه الخلايا في بطانة الهياكل التي تنتج الحليب.لكن إلى أي حدّ يرتفع خطر السرطان بسبب كثافة الثدي العالية؟ تتفاوت التقديرات في هذا المجال، لكن كشفت دراسة واردة في "مجلة المعهد الوطني للسرطان" في العام 2011، أن المرأة تصبح أكثر عرضة لسرطان الثدي بثلاث مرات خلال فترة 15 سنة إذا كان 50% من ثديها أو أكثر مؤلفاً من نسيج كثيف، مقارنةً بمن يقتصر النسيج الكثيف في ثديها على 10%. لكن لا تكون كثافة الثدي خاصية ثابتة بالضرورة، إذ يمكن أن تتغير مع مرور الوقت. بشكل عام، ترتفع كثافة الثدي لدى المرأة الأصغر سناً مقارنةً بالمرأة المتقدمة في السن، وغالباً ما تتراجع تلك الكثافة بعد انقطاع الطمث. لكن يختلف الوضع في بعض الحالات، إذ تحمل النساء الأكبر سناً نسيجاً كثيفاً في الثدي أحياناً. كذلك، تزيد تلك الكثافة نتيجة أخذ علاج هرموني.


تقييم كثافة الثدي

في الحالات النموذجية، يُقيّم طبيب الأشعة كثافة الثدي ويقرأ نتيجة الماموغرام. تُصَنَّف الكثافة على مقياس يتراوح بين 1 و4، وتشير الدرجة الأولى إلى أدنى مستويات الكثافة، والدرجة الرابعة إلى أعلاها. تكون أنسجة الثدي عالية الكثافة حين تُسجّل المرأة علامة 3 أو 4. تقول توني غولين، رئيسة تحرير نشرة "وومنز هيلث ووتش" الصادرة عن جامعة "هارفارد": "قد يكون اكتشاف كثافة الثدي عبر الماموغرام نتيجة عصيبة ومربكة لأي مريضة". يسهل أن تعتبر المرأة هذه المعلومة مقلقة، فلا تجيد التعامل معها. إذا تلقيتِ هذه المعلومة إذاً، تتعدد التدابير التي تحتاجين إلى اتخاذها:

تكلمي مع طبيبك: يجب أن تتقبلي أولاً نتيجة الفحص كي تتمكني من مناقشة أفضل الخطوات اللاحقة مع الطبيب. إستفسري منه عن تأثير كثافة ثدييك على خطر إصابتك بسرطان الثدي. وفي حال وجود عوامل خطر أخرى، بالإضافة إلى كثافة الثدي العالية، يمكن أن يوصيك الطبيب بتغيير نوعية فحوصات الكشف عن سرطان الثدي. توضح غولين: "تشمل تلك الفحوصات أنواعاً مختلفة من تقنيات التصوير أو تتطلب زيادة وتيرة الفحوصات، أو الاثنين معاً".

يوصي الأطباء أحياناً بأن تخضع المرأة الأكثر عرضة لسرطان الثدي للفحص عبر الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، إلى جانب التصوير الشعاعي للثدي، لتسهيل رصد السرطان الذي لا يكشفه فحص الماموغرام.فكّري بتقنيات فحص مختلفة: في عدد شهر حزيران من نشرة "وومنز هيلث ووتش"، كشفت دراسة جديدة أن التركيب المقطعي الرقمي للثدي (يُسمّى أحياناً التصوير الشعاعي ثلاثي الأبعاد) قد يكون أكثر فاعلية لرصد السرطان لدى النساء الأصغر سناً أو أصحاب الأنسجة عالية الكثافة في الثدي. يُعتبر التركيب المقطعي الرقمي للثدي تقنية جديدة نسبياً، إذ صادقت عليه "إدارة الغذاء والدواء" في العام 2011

يعمل هذا الفحص عبر التقاط سلسلة من الصور ثم يجمعها الكمبيوتر على شكل شرائح شبيهة بالصور ثلاثية الأبعاد. في الدراسة التي نُشرت على موقع مجلة "جاما" لعلم الأورام في 28 شباط، قارن الباحثون أكثر من 50 ألف فحص للثدي بتقنية التركيب المقطعي الرقمي، و129369 فحصاً آخر بالتصوير الشعاعي الرقمي. فتبيّن أن التقنية الأولى رصدت حالات سرطانية أكثر من الثانية بمعدل 1.7 من بين كل ألف فحص لنساءٍ بأنسجة طبيعية في الثدي. في ما يخص الثدي الكثيف لدى النساء الأصغر سناً، زادت منافع التركيب المقطعي الرقمي، فرصد هذا الفحص حالات سرطانية إضافية بمعدل 2.27 من بين كل ألف امرأة خضعن للفحص. أكّد المشرفون على الدراسة أن النساء في هذه المجموعات فكّرن باستعمال هذه التقنية إذا كانت متاحة.

ركّزي على عوامل الخطر القابلة للتغيير: صحيح أن جزءاً من عوامل الخطر المُسببة لسرطان الثدي غير قابل للتغيير (مثل عمر المرأة عند بدء أول دورة شهرية، وتاريخها العائلي، وكثافة ثدييها)، لكن يمكن تعديل عامل خطر واحد على الأقل: شرب الكحول. حتى كوب واحد في اليوم قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي! في العام 2002، نُشِر تحليل عن 53 دراسة في "المجلة البريطانية للسرطان"، وكشف أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يرتفع بنسبة 7% تقريباً مقابل كل كوب كحول يومي.

حذاري من التغيرات في ثديَيك: إذا لاحظتِ أي تغيرات مماثلة، أبلغي طبيبك فوراً، حتى لو خضعتِ لفحص الماموغرام حديثاً. بسبب أنسجة الثدي عالية الكثافة، يصعب على طبيب الأشعة أن يرصد السرطان دوماً عبر فحص الماموغرام. تظهر المناطق الكثيفة من الثدي باللون الأبيض، تماماً مثل السرطان، لذا يمكن أن تبقى الكتل السرطانية خفيّة.

في النهاية، يجب أن تعرفي أن تقنيات تصوير الثدي أداة فاعلة لرصد السرطان، لكن لا يمكن أن تكشف هذه الفحوصات عن الأمراض بنسبة 100% ولا وجود لأي فحص مثالي. لذا تبقى ملاحظة تغيّرات الثدي بالغة الأهمية!


MISS 3