أسامة القادري

إعداد تقارير للفاتيكان ضد مطرانية "الكاثوليك"

قيادات زحلية تحاصر المطران درويش المنفتح

17 تموز 2019

11 : 17

خلال زيارة سابقة للمطران درويش إلى بعبدا (دالاتي ونهرا)

يدور في كواليس "عاصمة الكثلكة" مدينة زحلة، حديث عن واقع مطرانية الملكيين الكاثوليك، ودور رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام درويش. وما تحاوله القوى السياسية والزعامات الكاثوليكية التقليدية على تناقضاتهم وخلافاتهم السياسية تعمد وضع العصي في "دواليب" المطرانية، والتوافق في ما بينهم على حصار المطران درويش بين جدران المطرانية بعيداً من السياسة والواقع الاجتماعي، من خلال تقارير ترفع الى الفاتيكان من أجل التأثير على القرار البابوي في تعيين مطران جديد سهل الامساك به وبقراراته، هذا ما تؤكده معلومات لـ "نداء الوطن"، "إذ يتم الحديث عن إجماع شخصيات سياسية زحلية وقياديي تيارات حزبية تفند انتقاداتها للمطران درويش لرفعها الى الفاتيكان"، وتتابع المصادر أن مواقف القيادات الزحلية من اداء المطران درويش أتت من أن "كل فريق يعتبر المطرانية لحافاً يريد أن يشده نحوه".

فرئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف ورثت الخلاف مع المطران من "الزعيم" الزحلي الراحل ايلي سكاف الذي رحّب براعي مطرانية زحلة في بادئ الأمر وسرعان ما تحول "الغرام" الى انتقام بين الرجلين، بعدما حسم درويش خياره في ألا يكون مع طرف ضد آخر، ما أزعج "البيك" وأدت العلاقة إلى قطيعة بعدما فشلت الوساطات في ترميمها.

حتى ذهبت الزعامات السياسية في تحميل درويش مسؤولية نتائج الانتخابات النيابية، وفتحه الأبواب أمام الأحزاب والتيارات السياسية، وبالتالي خسارة زحلة مقعدين كاثوليكيين فاز بهما مرشحان من خارج المدينة واحد لـ"القوات اللبنانية"جورج عقيص، أبلح، والثاني لميشال ضاهر المتحالف مع "الوطني الحر" من بلدة الفرزل. وبالتالي دائرة الخصومة السياسية مع درويش لم تعد تقتصر على سكاف فحسب، بل انسحبت الى زعامة آل فتوش، والتيار "البرتقالي"، فالعلاقة مع الوزير السابق نقولا فتوش وإخوانه لم تعد كما ذي قبل، بعدما نأى درويش بنفسه وبالمطرانية عن الصراع في معمل الاسمنت، وبحسب المصادر أن "فتوش طلب من المطران تبني معمل الاسمنت كاثوليكياً إسوة بتبني مشيخة العقل الدرزية لما يمليه عليها رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط، فكان هذا الموقف كالقشة التي قصمت ظهر البعير".

أما العلاقة بين "الوطني الحر" ومطرانية زحلة "الكاثوليكية"، فاختلفت بعدما رفض درويش اقفال الباب أمام "القوات"، واعترافه بقوتهم وقدرتهم التجييريّة في المدينة، ما أزعج العونيين الذين أرادوا تطويع المطرانية بما يخدم مصالحهم فقط، وبدأت عملية تأليب الشارع ضد المطران في الصالونات الزحلية الضيقة. أما حزب "القوات" فينأى بنفسه عن الصراعات الداخلية ويعتبر ان المطرانية تقوم بدورها الانفتاحي على باقي الطوائف المسيحية والاسلامية، ما يعطي المطرانية دوراً ريادياً وقيادياً، ويقول قيادي في "القوات" إن "مشكلة الآخرين أنهم يريدون أن يعلقوا أخطاءهم وهفواتهم وتراجعهم على شماعة المطرانية حيناً والواقع الاجتماعي أحياناً".

ويؤكد مصدر في المطرانية أن استهداف درويش ليس سهلاً لأن "اللوبي الكاثوليكي في الفاتيكان" هو الأقوى والبابا فرنسيس وما يمثله من دور انفتاحي تدل إشاراته الإيجابية الى التجديد للمطران درويش لأنه أكثر المطارنة انفتاحاً على باقي الطوائف، واستطاع من خلال الحوار المسيحي - الاسلامي أن يترك له بصمات منفتحة بين الجميع تشكل له مناعة ضد أي تقوقع.