طوني فرنسيس

عبد اللهيان واحد زائد خمسة

29 نيسان 2023

02 : 00

التحق وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان بممثلي الدول ذوي الشأن في الشأن اللبناني، وبات يمكنه أن يقف موقف الندّ لسفراء وزراء الدول العظمى التي اعتاد ممثلوها أن يجولوا ويصولوا في لبنان، يقابلون رسمييه من باب رفع العتب لينطلقوا إلى لقاء الفاعلين فيه وبه ثم يجولون على معالم استثماراتهم وتوظيفاتهم.

بات بإمكان عبد اللهيان الآن القول للشريك الفرنسي إنهما متساويان في نفوذهما اللبناني لجهة الشكل. الزائر الفرنسي يجمع النواب في قصر الصنوبر والزائر الإيراني يدعوهم إلى السفارة. الأول يفيض كرماً في الهبات والمنح والمشاريع، والثاني لا يبخل في تكرار عروضه المكررة، وما قدمه منها في اليومين الأخيرين نسخة مستعادة عن وعوده في كانون الثاني الماضي مثلما أنّ جولته الجنوبية نسخة مكررة عن جولة أحمدي نجاد الممنوع من الترشح للرئاسة في إيران.

استعجل عبد اللهيان المجيء إلى بيروت ليشرح للرسميين محاسن اتفاق بكين ويبلغ الوكلاء في المحور («حزب الله» و»الجهاد» و»حماس») مهامهم في المرحلة المقبلة التي يعرفونها ولا يحتاجون إليه لاكتشافها. فقد سبق لقائد الحرس الثوري أن حضر وتحدث في الموضوع عشية رسائل القليلة الصاروخية، فكان الحديث عن وحدة الساحات وغرفة عملياتها المشتركة.

في هذا الجانب لا يضيف عبد اللهيان شيئاً، لكنّه يضيف في موضوع الرئاسة وانتخاب الرئيس، فيُسجل في مقابل مجموعة الدول الخمس التي تتابع الموضوع الرئاسي، أنّ الدور الإيراني في لبنان كامل المواصفات من الاجتماع النيابي في السفارة إلى امتلاك الأنياب والاظافر في ساحات المعارك المفترضة على مساحة المنطقة.

الزيارة الإيرانية بهذا المعنى تكمل الرؤية الفرنسية لحل الأحجية الرئاسية، والعرض الفرنسي الذي يأخذ المصالح الإيرانية بالاعتبار قبل كل شيء يصبح عرضاً ايرانياً، وحركة اللهيان اللبنانية تتحول تقديم طلب انتساب إلى مجموعة الخمس لتصبح كما في الملف النووي الإيراني، خمسة زائداً واحداً.

لا يبدو أنّ ذلك قد يتحقق في القريب العاجل، كذلك لا يبدو قريباً حسم الملف الرئاسي، لكن اللهيان سيعود إلى بلاده فخوراً بتقوية موقعه الإيراني هو الذي أكل شمخاني وقآني من صحنه طويلاً. هذه المرة لعب دورهما سويةً، بعد فعلة الأول في بكين وأفعال الثاني في عواصم المشرق. فمن عجائب بيروت المضيافة أن تعيد الاعتبار إلى زائريها اعلاماً وحفاوةً وأوهاماً.


MISS 3