إيقاد الشعلة الأولمبية اليوم من دون جمهور

أولمبياد طوكيو 2020 بين التأجيل والإلغاء

11 : 00

من التجارب على إضاءة الشعلة الأولمبية أمس (أ ف ب)
تقام اليوم في "معبد هيرا" في أولمبيا القديمة في اليونان، مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية، من دون حضور جماهيري بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، قبل نحو خمسة أشهر من أولمبياد طوكيو 2020، بعدما كانت جرت أمس تجربة المراسم من دون حضور شعبي.



لفتت اللجنة الأولمبية اليونانية في بيان إلى أنه سيتم السماح بحضور 100 ضيف معتمد فقط من اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة بين 24 تموز والتاسع من آب المقبلين.

وبحسب البيان فإن بطاقات اعتماد وسائل الإعلام لحفل إيقاد الشعلة ستقتصر على عدد "محدود للغاية" من المراسلين.

وبحسب التقاليد المعتمدة، فإن إيقاد الشعلة يتم في أثينا، لتنطلق بعدها مسيرتها في الأراضي اليونانية، قبل تسليمها إلى منظمي أولمبياد طوكيو في حفل آخر في 19 آذار الجاري على ملعب باناثينايكوس في أثينا.

وفي هذا الاطار، أكدت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو أنها "ستخفض حجم وفدها المسافر الى اثينا قدر الإمكان".

وأبدت اللجنة اليابانية امتنانها "للجهود التي تبذلها جميع الأطراف المعنية لضمان أن تحصل المراسم، مع الأخذ بعين الاعتبار التدابير الأخيرة التي اتخذتها الحكومة اليونانية ضد فيروس كورونا".

مستقبل الأولمبياد

على صعيد آخر، وعشية ايقاد الشعلة الأولمبية وقبيل تسليمها الى اللجنة المنظمة، طرح تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، وتأثيره على الأحداث الرياضية، علامات استفهام بشأن أولمبياد طوكيو.

وتشمل هذه الأسئلة إمكانية إلغاء الدورة بالكامل أو إقامتها خلف أبواب موصدة، إضافة الى الجهة الموكلة باتخاذ قرارات من هذا النوع.

ولا شك في أن السؤال الابرز هو: هل يمكن إلغاء أولمبياد طوكيو 2020؟ منذ بداية الألعاب الأولمبية الحديثة (أثينا 1896)، لم تنجح المقاطعة (العام 1980 في موسكو و1984 في لوس أنجليس)، أو فيروس سارس (العام 2003) أو زيكا (قبل أولمبياد ريو 2016) في إيقاف الألعاب الأولمبية.

فقط الحرب العالميّة الأولى أدت إلى إلغاء نسخة الألعاب المخطط لاقامتها وقتها في برلين 1916، والحرب العالمية الثانية التي أوقفت دورة الألعاب الشتوية العام 1940 في مدينة سابورو اليابانية والألعاب الصيفية في طوكيو، وكذلك بعد أربع سنوات في كورتينا دامبيتزو الإيطالية (الألعاب الشتوية) ولندن (الألعاب الصيفية).

ومن الناحية النظرية، تتمتع اللجنة الأولمبية الدولية بسلطة إلغاء الألعاب الأولمبية أو سحب تنظيمها من طوكيو. لكن رئيسها الألماني توماس باخ أكد الأسبوع الماضي ان اللجنة لم تطرح في نقاشاتها أي إلغاء أو تأجيل.

وأكدت اللجنة الدولية انها تعمل "مع اللجنة المنظمة لدورة طوكيو 2020. ولدينا ثقة بها وبالسلطات اليابانية ومنظمة الصحة العالمية التي نحن على اتصال دائم بها".

ولكن مع تفاقم أزمة فيروس "كوفيد-19" وتأثيره الواسع على مختلف الأحداث الرياضية عالمياً، لا يمكن استبعاد إمكانية الإلغاء تماماً.

لكن، من يمكنه إلغاء الألعاب الأولمبية؟

عهدت اللجنة الأولمبية الدولية الى اللجنة المنظمة مهمة تنظيم الألعاب الأولمبية، وينص الاتفاق بينهما على ان تقام في العام المحدد (2020) تحت طائلة إلغائها (وحرمان المدينة المنظمة من حق الاستضافة)، وهو ما أكدته وزيرة الألعاب الأولمبية اليابانية سايكو هاشيموتو.

ويمكن إبقاء الألعاب في عهدة المدينة المضيفة خارج هذه المهلة الزمنية، في حال اتخذ ثلثا أعضاء اللجنة الأولمبية قراراً بتأجيلها لما بعد نهاية العام.

ورأت هاشيموتو أمس انه "من وجهة نظر الرياضيين الذين يعدون العنصر الأهم في ألعاب طوكيو، والذين يقومون بتعديل برامجهم وتحضيراتهم من أجل هذا الحدث الذي يقام مرة كل أربعة أعوام، الإلغاء أو الإرجاء هو أمر لا يمكن تصوّره".

لكن الوزيرة أقرت بأن "اللجنة الأولمبية الدولية هي التي ستتخذ القرار النهائي بشأن الألعاب. نعتقد انه من المهم ان تقدم الحكومة اليابانية المعلومات الصحيحة، لتتخذ اللجنة الأولمبية القرار المناسب".

وتعود صلاحية إلغاء الألعاب رسمياً الى اللجنة الأولمبية الدولية.

وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أبدت مراراً في الأيام الماضية ثقتها بـ"نجاح" دورة الألعاب، وانها تواصل التحضير لها كما هو مقرر. ولم يتحدث سوى نائب رئيسها الكندي ديك باوند، عن الحاجة إلى تحديد موعد أقصى لاتخاذ قرار بهذا الشأن. وقال في نهاية شباط الماضي: "في مرحلة ما، سواء قبل شهرين او شهر، سيكون على شخص ما ان يقرر".

وعلى رغم طرح احتمال تأجيل الأولمبياد رسمياً، يرى جان لو-شابيليه الأستاذ في معهد الدراسات العليا في الإدارة العامة في لوزان والمتخصص في اللجنة الأولمبية، انه "خيار من شأنه أن يحد من الأضرار على الجميع"، في إشارة الى الحكومة اليابانية التي دفعت مليارات الدولارات لتحضير الاستضافة، اللجنة الأولمبية الدولية، الاتحادات الرياضية...

ويقول الأستاذ الجامعي: "الحكومة اليابانية لن تتخذ قرار إلغاء الألعاب سوى في حالة قصوى لأن اليابان تعوّل على تأثير هذه الألعاب إيجاباً على صورتها. في أسوأ الأحوال، قد يتم اقتراح التأجيل لمدة عام".

من جهته، يرى البريطاني باتريك نالي الذي أطلق برامج التسويق للجنة الأولمبية الدولية في ثمانينات القرن الماضي، ان التأجيل "سيكون حلاً أكثر بساطة ومنطقياً أكثر"، ويوفر احترام حقوق الشركاء التجاريين ويوفر في الوقت عينه فرصة للرياضيين للاستعداد.

من جهة أخرى، تم استبعاد طرح إقامة الألعاب من دون جمهور، اذ يبدو من الصعب حرمان الجمهور من حضور منافسات الألعاب الأولمبية، خصوصاً بعد بيع 4,5 ملايين تذكرة.

ويرى نالي ان "تنظيم الألعاب الأولمبية خلف أبواب موصدة هو خيار مستحيل وغير واقعي".



MISS 3