نوّع نشاطاتك لحماية صحة دماغك!

15 : 42

وفق دراسة جديدة، يبدو أن المشاركة في نشاطات متنوعة تسهم في تحسين القدرات المعرفية. يبقى هذا البحث محدوداً لكن تُمهّد نتائجه لتكثيف الدراسات حول هذا الموضوع.

حلّل عدد كبير من العلماء آثار النشاطات الجسدية والترفيهية والاجتماعية على القدرات المعرفية وتراجعها. لكن استعملت الدراسة الجديدة، بقيادة باحثين من جامعة "ساوث فلوريدا" في "تامبا"، مقاربة مختلفة. نُشرت نتائج البحث في "مجلات علم الشيخوخة: العلوم النفسية والعلوم الاجتماعية".


أهمية التنويع

بدل الاكتفاء بتقييم مستوى النشاط العام، تساءل العلماء هذه المرة عن أثر تنويع النشاطات على القدرات العقلية. يوضح الباحثون: "يبدو أن اختبار نشاطات متنوعة في الحياة اليومية والتعلم منها يزيدان القدرة الاحتياطية المعرفية والمرونة العقلية، ما يؤدي إلى تحسين الأداء في المهام الصعبة من الناحية المعرفية".

كذلك، تعني المشاركة في مجموعة من النشاطات أن يقابل الأفراد أشخاصاً آخرين، ومن المعروف أن النشاط الاجتماعي بحد ذاته يقوي الشبكة الاجتماعية الفردية والمعارف الشخصية والموارد النفسية والمعرفية.

لإجراء الدراسة الأخيرة، استعمل الباحثون بيانات 732 شخصاً بين عمر 34 و84 عاماً، وسألوهم يومياً، على مر ثمانية أيام متلاحقة، عن مشاركتهم في أي من النشاطات السبعة الشائعة أدناه:

• تمضية الوقت مع الأولاد.

• عمل مأجور.

• نشاطات ترفيهية.

• أعمال منزلية.

• التطوع بشكلٍ رسمي.

• نشاط جسدي.

• تقديم مساعدة غير رسمية إلى أشخاص غير مقيمين معهم.

استناداً إلى هذه المعلومات، أعطى الباحثون كل مشارك علامة على نشاطاته، وكانت تلك العلامة تعكس مدى تنوّع النشاطات وتماسكها.

بعد مرور 10 سنوات، طرح العلماء هذه الأسئلة مجدداً على المجموعة نفسها من الأفراد. في بداية الدراسة ونهايتها، قيّم الباحثون الوظيفة المعرفية لدى كل مشارك عبر استعمال "الاختبار الموجز لإدراك البالغين".

يقيس هذا الاختبار نطاق القدرات المعرفية، بما في ذلك الطلاقة اللفظية، والذاكرة العاملة والشفهية، وسرعة معالجة المعلومات، ومستوى الانتباه.رصد الباحثون أعلى العلامات على مستوى الوظيفة المعرفية لدى من ينوّعون نشاطاتهم. ورغم تعديل المدة التي يخصصها الفرد للقيام بتلك النشاطات، بقي هذا الأثر بارزاً.

بعبارة أخرى، لا ترتبط هذه النتيجة بإطالة مدة النشاطات، بل إن عامل التنويع بحد ذاته هو الذي يُحدِث الفرق.

حتى أن الرابط بقي قائماً بعد أخذ عوامل أخرى بالاعتبار، منها العمر، والجنس، والانتماء العرقي، ومستوى التعليم، والصحة الجسدية والراحة العامة.على صعيد آخر، لاحظ العلماء تحسناً في علامات الوظيفة المعرفية لدى المجموعة التي زادت نشاطاتها المتنوعة خلال فترة الدراسة، مقارنةً بتلك التي حافظت على مستويات متدنية من التنويع أو تراجعت نشاطاتها المتنوعة.

كان لافتاً أن يرصد الباحثون هذا الرابط بين تنويع النشاطات وتحسّن الأداء المعرفي في جميع الفئات العمرية.

تقول سومي لي التي شاركت في الإشراف على الدراسة: "قد توجّه هذه النتائج أي مقاربات مستقبلية تهدف إلى دعم نمط الحياة الناشط وتجعلها تضيف مجموعة واسعة من النشاطات إلى برامج المشاركين".

لكن بما أن الدراسة كانت مبنية على المراقبة، لا يمكن التأكيد على وجود علاقة سببية بين العاملَين، فقد تؤثر متغيرات أخرى على النتائج.

اطّلع الباحثون على صحة المشاركين، لكنهم لم يحصلوا على سجلاتهم الطبية. ومن المعروف أن بعض المشاكل الصحية يُضعف قدرة المريض على القيام بالنشاطات ويؤثر على صحته المعرفية، ما ينعكس على النتائج النهائية. يأمل العلماء في إجراء دراسات مستقبلية لمعالجة هذه المشاكل.

لكن في النهاية، توحي نتائج الدراسة برأي لي بأن أسلوب الحياة الناشط الذي يرتكز على نشاطات متنوعة ومنتظمة عامل أساسي لحماية صحتنا المعرفية".


MISS 3