فيلم وثائقي

عمال لبنان: صفحات من تاريخ لم يُروَ بعد!

02 : 00

بينما يعاني عمال لبنان من تداعيات واحدة من أسوأ الانهيارات الاقتصادية في المنطقة والعالم، تستمر فصول شرذمتهم النقابية وتشتتهم بين القوى السياسية والطائفية، فاقدين بذلك الوحدة الضرورية لإطلاق عمل نقابي فاعل، وقادر على مواجهة السياسات الحكومية ووضع تصوّر لسُبل المواجهة ونيل الحقوق المشروعة. لكن عمال لبنان المشرذمين مللاً بين الانتماءات، لم يصلوا إلى هذا الدرك من التشتت بشكل مفاجئ، ذلك أن سياسات التفرقة واختراق العمل النقابي من جانب السلطة في لبنان، بدأت منذ بدايات القرن الماضي. ولم تقتصر التدخلات في الحياة النقابية على أدوات السلطة، إذ يقول الكاتب والمؤرخ د. فواز طرابلسي إن مراقبة النقابات كانت أيضاً ممارسة مألوفة وهو ما تُظهره وثائق وزارة الخارجية الأميركية. كلام طرابلسي جاء في فيلم وثائقي جديد باسم «عمال لبنان: صفحات من تاريخ لم يُروَ بعد»، أنتجه المرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين بالتعاون مع شركة الانتاج الإعلامي والوثائقي «كولوربارز» Colorbars.

الفيلم تناول فصولاً غير مروية من تاريخ النضال العمالي اللبناني على مدى نحو قرن من الزمن. وشارك فيه إضافة إلى د. طرابلسي كل من أمين عام إتحاد عمال الطباعة والإعلام النقابي أديب بو حبيب، النقابي عصام ريدان، الأمين العام السابق لجبهة التحرر العمالي النقابي علي جابر، الباحث والناشط النقابي د. غسان صليبي، المدير التنفيذي للمرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين د. أحمد ديراني، الصحافية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية عزة الحاج حسن والنقابي زياد بزي.

ويكشف الفيلم فصولاً لم تُروَ بعد عن تاريخ النضال العمالي القاعدي، ومنها التدخلات المتواصلة للسلطة وأحزاب لبنانية بهدف عرقلة وتخريب عمل النقابات منذ الاستقلال، سواء من خلال أدواتها الداخلية أو اعتمادها على الدول الأجنبية لقمع العمال والعمل النقابي. كما يوثق الفيلم محاولات العمال المتواصلة لانتزاع حقوقهم منذ بداية القرن الماضي وصولاً إلى أكبر كارثة حلّت بهم بعد الانهيار الاقتصادي، وتحلّل مؤسسات الدولة وسرقة العصر المتمثلة بنهب ودائع اللبنانيين في القطاع المصرفي. ويتوقف الفيلم أيضاً عند الأحداث والمحطات التاريخية الرئيسية التي تأثر بها لبنان وانعكست على مسيرة النضال العمالي انقساماً وتشتتاً وشرذمة.

العرض الأول للفيلم جرى في الثاني من أيار الحالي في مسرح دوار الشمس في بيروت، بحضور عدد كبير من النقابيين والنواب ومرجعيات قانونية ورؤساء جمعيات ومنظمات لبنانية وأجنبية معنية بحقوق العمال، إضافة إلى عدد من الشخصيات في عالم السينما ومخرجين وكتاب وصحافيين وإعلاميين.


MISS 3