جورج الهاني

أولمبياد طوكيو وكأس أوروبا تحت مقصلة "كورونا"

16 آذار 2020

08 : 15

يكادُ لا يمرّ يومٌ من دون أن يُضاف إسمٌ رياضيّ واحدٌ على الأقلّ حول العالم الى لائحة المُصابين بفيروس "كورونا" الذي بدأ يحوّل الملاعب ومدرّجاتها والصروح الرياضية على اختلافها الى مساحات خالية مُقفرة لا لون فيها ولا حياة، وأحدثَ فوضى وبلبلة كبيرتَين في روزنامة الألعاب الجماعيّة والفرديّة في مختلف القارات، فتأجّلت بطولاتٌ وألغيت مسابقاتٌ وعُلّقتْ سباقاتٌ، ولازمَ اللاعبون والمدرّبون والإداريّون منازلهم أسوة بباقي معظم سكّان الكرة الأرضيّة.

ولعلّ القلقَ الأكبر في هذا المجال يتمثّل بموعدَي الحدثَين الرياضيَين الأبرزَين في الأشهر القليلة المقبلة، وهما بطولة كأس الأمم الأوروبية في كرة القدم التي ستقام للمرة الأولى في 12 مدينة مختلفة من دول أوروبا بين 12 حزيران و12 تمّوز المقبلَين، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو بين 24 تموز و9 آب، لا سيما إنّ منظمة الصحّة العالمية لم تتعهّد في بيانها الأخير السيطرة على "كورونا" بشكلٍ كلّي قبل انطلاق الإستحقاقَين المهمَّين، وأيضاً من دون إغفال أنّ البلدان الإثني عشر التي ستحتضن مباريات البطولة القارّية تشهدُ إصاباتٍ عدّة ومتزايدة بهذا الفيروس.

مصدرٌ داخل مجلس إدارة الاتحاد الأوروبي "ويفا" كشفَ أنّ هناك شعوراً عاماً بأنّه لا مفرّ من تأجيل البطولة لمدّة سنة واحدة خوفاً على سلامة وصحّة المشاركين والمنظّمين، وفي هذه الحالة فإنّ كأس العالم للأندية سيتأثّر بهذا القرار لأنه سيؤجَّل بدوره عاماً كاملاً، أي أنّه سيُقام في صيف العام 2022، مستغلًا إقامة مونديال قطر في شتاء العام نفسه بدلاً من الصيف.

في المقابل، أعلن منظمو أولمبياد طوكيو أنّ لا نيّة لغاية اليوم لتأجيله أو إلغائه على رغم انتشار "كورونا"، وأكدوا أنهم سيواصلون العمل عن قُرب مع اللجنة الأولمبية الدولية من أجل إقامة الدورة في موعدها المقرّر، مع التعهّد ببذل كل الجهود لحماية المتواجدين فيها من أيّ خطر أو مرضٍ قد يُصيبهم.

ويبقى السؤال: هل سيسمحُ تفاقم الوضع الصحّي سوءاً في العالم يوماً بعد يوم بالتزام القيّمين على الرياضة بقراراتهم وتعهّداتهم، أم سيقضي "كورونا" على ما تبقّى من روزنامة النشاطات الرياضيّة القارّية والدولية أسوة بما فعلَ بباقي القطاعات الثقافية والعلمية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها؟


MISS 3