فقميات الفِيَلة تدخل في "دوامة نوم" لإعادة شحن طاقتها وتجنب الحيوانات المفترسة في البحر

02 : 00

تكشف دراسة جديدة أن فقمة الفيل تنجرف نحو أسفل المحيط وتغوص في "دوامة نوم" للتعويض عن فترة الراحة التي خسرتها خلال رحلات البحث عن الغذاء طوال أشهر، لكنها مبرمجة لتجنب الغرق.



إستغرقت الفقميات في النوم أثناء الغطس على عمق 377 متراً لتجنب الحيوانات المفترسة. ثم تدحرجت نحو الأسفل طوال 10 دقائق تقريباً في كل مرة، خلال جولات غطس مدتها نصف ساعة، حتى أنها كانت تنام أحياناً في قاع البحر، وفق نتائج جديدة نشرتها مجلة "ساينس".

بحسب معلومات جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، إنها المرة الأولى التي يدرس فيها العلماء الموجات الدماغية لدى ثدييات بحرية طليقة ويسجلون عادات نومها.

حلّلت الدراسة الجديدة طبيعة النوم لدى الثدييات، وأشارت إلى تعامل الثدييات البحرية مع ظروف نوم صعبة على نحو خاص أثناء وجودها في البحر.

يقول دانيال كوستا، مدير معهد العلوم البحرية في جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز: "طوال سنوات، كان سؤال محوري حول فقمة الفيل يتعلق بتوقيت نومها".

إستعمل المختبر علامات تعقّب لمراقبة حركات فقميات الفيل في محمية "آينو نويفو"، حين كانت الحيوانات تتجه إلى المحيط الهادئ طوال أشهر في كل مرة.

يضيف كوستا: "تشير التسجيلات إلى غطس الفقمة بوتيرة متواصلة، لذا افترضنا أنها تنام على الأرجح عندما تتوقف عن السباحة وتبدأ بالهبوط ببطء، لكننا لم نكن نعرف ما يحصل بدقة".

صرّحت تيري ويليامز من جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، لقناة "بي بي سي نيوز" بأن أي نوع من الثدييات يستغرق في النوم أثناء انجرافه على عمق مئات الأقدام تحت سطح الماء: "نحن لا نتكلم هنا عن النوم الخفيف، بل النوم العميق الحقيقي الذي يجعل البشر يشخرون. كان لافتاً أن يوقظ الدماغ الفقمة في الوقت المناسب قبل نفاد الأكسجين. لنتخيل أن نستيقظ مثلاً ونجد أنفسنا في قاع حوض سباحة. إنها فكرة تقشعر لها الأبدان".

في الوقت الراهن، تحمل الفِيَلة الأفريقية الرقم القياسي باعتبارها الثدييات التي تنام لأقصر مدة على الإطلاق (ساعتان في اليوم فقط)، لكن تكشف هذه النتائج الجديدة أن فقميات الفيلة تنافسها على هذا الرقم.

تهاجم الحيتان القاتلة وأسماك القرش فقميات الفيلة أثناء وجودها على سطح المحيط، وهذا ما يفسّر تراجع المدة التي تمضيها بالقرب من سطح المياه واكتفائها بالتنفس على السطح خلال وقت قصير بين جولات الغطس.

تقول المشرفة الرئيسية على الدراسة، جيسيكا كندال بار، وهي باحثة تحمل شهادة دكتوراه في "معهد سكريبس لعلوم المحيطات" التابع لجامعة كاليفورنيا، سان دييغو: "تستطيع فقمة الفيل أن تقطع أنفاسها لفترة طويلة، كي تتمكن من الاستغراق في نومٍ عميق خلال جولات الغطس، في المساحات الآمنة تحت سطح المياه".

إستعمل العلماء أغطية رأس مصنوعة من مادة النيوبرين ومزوّدة بأجهزة استشعار لتسجيل النشاط الدماغي لدى 13 كائناً من إناث الفقميات الصغيرة في السن. تضيف كندال بار: "استعملنا أجهزة الاستشعار التي يمكن استخدامها لدراسة النوم لدى البشر في عيادات النوم، فضلاً عن شريط لاصق مرن وقابل للإزالة لإلصاق غطاء الرأس، كي تعجز المياه عن التسلل وتعطيل الإشارات".

كشفت التسجيلات أن الفقميات التي تغطس تحت الماء تدخل في مرحلة "نوم الموجة البطيئة" قبل انتقالها إلى مرحلة "حركة العين السريعة"، ما يطلق "دوامة نوم" أو شكل من الشلل المرافق للنوم.

في النهاية، يقول العلماء إن فقميات الفيلة تنام كثيراً أثناء وجودها على البر (حوالى 10 ساعات)، وهذا ما يجعل نمط نومها "غير مألوف".


MISS 3