6 ملايين طفل سوري من "رحم الحرب"

فشل روسي - تركي في استكمال دوريّة مشتركة في إدلب

09 : 30

متظاهرون يقطعون الطريق بالإطارات المشتعلة لمنع الدوريّة الروسيّة - التركيّة من استكمال مسارها أمس (أ ف ب)

فشلت القوّات الروسيّة ونظيرتها التركيّة في استكمال تسيير أولى الدوريّات المشتركة بين الطرفَيْن على أوتوستراد اللاذقيّة - حلب الدولي، تطبيقاً لاتفاق "بوتين - أردوغان"، إذ انطلقت الدوريّة من بلدة سراقب شرق إدلب ووصلت إلى بلدة النيرب لتفشل لاحقاً في استكمال مسارها المرسوم، فيما كان من المفترض أن تُتابع طريقها إلى أماكن أخرى على طريق "أم 4"، إلّا أن اعتصام الأهالي وتهديد "مجموعات جهاديّة" للدوريّة حال دون ذلك، وفق ما أفاد "المرصد السوري".

وبينما يُخيّم وقف هشّ لإطلاق النار بعد أسابيع من أعمال العنف، انطلقت آليّات مدرّعة وعناصر من الشرطة العسكريّة الروسيّة ووحدات من الجيش التركي لتسلك الطريق الدولي "أم 4" بموجب الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في موسكو، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان تسيير أوّل دوريّة مشتركة مع الجيش التركي على جانب من طريق "أم 4" الدولي في منطقة إدلب لخفض التصعيد، لكنّها ذكرت في الوقت عينه أن المسار "تمّ اختصاره بسبب استفزازات مخطّطة من قبل عصابات مسلّحة متطرّفة غير خاضعة لتركيا".

وأوضح البيان أن "الإرهابيين حاولوا، من أجل تنفيذ استفزازاتهم، استخدام السكان المدنيين دروعاً بشريّة، بما في ذلك النساء والأطفال"، مشيراً إلى أنّه "تمّ منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد التنظيمات الإرهابيّة، وضمان أمن الدوريّات المشتركة على الطريق الدولي". وعلى الرغم من الهدوء الحذر على الجبهات في إدلب، أشار "المرصد السوري" إلى قصف مدفعيّ نفّذته قوّات النظام واستهدف بلدة كنصفرة في جبل الزاوية في جنوب إدلب، ومحاور السرمانيّة في ريف حماة الشمالي الغربي.

وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان قد أعلنا التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار من شأنه وضع حدّ لأسابيع من أعمال العنف في محافظة إدلب وإبعاد مخاطر التصعيد بين موسكو وأنقرة. ووفق نصّ الاتفاق، ستُسيّر الدولتان دوريّات مشتركة، بدءاً من 15 آذار، وعلى مسافة واسعة في محيط طريق "أم 4" السريعة، التي تُشكّل محوراً استراتيجيّاً يمرّ في محافظة إدلب. ويتطلّع الطرفان إلى إنشاء "ممرّ آمن" بمسافة 6 كيلومترات من جانبَيْ الطريق، ما يعني ضمنيّاً منطقة عازلة بطول 12 كيلومتراً.

توازياً، أعلنت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان أن حوالى خمسة ملايين طفل ولدوا في سوريا منذ اندلاع النزاع قبل تسعة أعوام، بالإضافة إلى مليون طفل آخر ولدوا في دول الجوار، في حين بلغت حصيلة الضحايا منهم نحو تسعة آلاف بين قتيل وجريح.

ونقل البيان عن المديرة التنفيذيّة لليونيسف هنريتا فور، التي زارت سوريا الأسبوع الماضي، أن "الحرب في سوريا تصل اليوم علامة فارقة هي وصمة عار أخرى، مع دخول النزاع عامه العاشر، ودخول ملايين الأطفال العقد الثاني من حياتهم محاطين بالحرب والعنف والموت والنزوح"، معتبرةً أن "الحاجة إلى السلام اليوم هي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى".

من جهته، قال المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيد شيبان، الذي رافق فور في زيارتها إلى سوريا: "من الواضح أن تسع سنوات من القتال الشرس قد أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية"، مضيفاً: "تُخبرنا العائلات أنّه لم يكُن عندها أي خيار في الحالات القصوى سوى إرسال الأطفال للعمل أو دفع الفتيات للزواج المبكر. وهذه قرارات ينبغي ألّا يضطّر أي والد أو والدة إلى اتّخاذها".

وتسبّبت تسع سنوات من الحرب الدامية والمدمّرة في سوريا، بمقتل أكثر من 384 ألف شخص، بينهم أكثر من 116 ألف مدني، وفق حصيلة نشرها "المرصد السوري" السبت، عشيّة دخول النزاع عامه العاشر. كما تسبّبت الحرب بأكبر مأساة إنسانيّة منذ الحرب العالميّة الثانية، بحسب الأمم المتحدة، مع نزوح وتشريد أكثر من نصف السكّان داخل البلاد وخارجها.


MISS 3