أحياناً يملّ الكاتب الصِحافي من ملهمته أو ملهمه الأوّل، فيعزف عن الكتابة عنها أو عنه. وهذا حالي مع ولي عهد التيار الأورنجي، باسيليوس الأول، الذي فاضت بركاته ومنجزاته وأنواره وأفكاره وعطاياه وعجائبه على لبنان واللبنانيين، فينتع عمّه أينما ذهب وخطب ليشهد على أحقيته بشرعية الإرث.
أعترف أنني وبعد ثلاثة عقود ونصف العقد، مللت من سيرة العم والصهر، لا بل وفيتهما حقهما علينا، كقطبين يفيضان سفسطة.
منذ أيام، وانا أحاول لجم دوافعي لاستئناف "برش" و"نتف" هذا الذي تعرف البطحاء تزلّفه هو القائل بثقة أن "7 أيار بالنسبة إلينا تاريخ عودة الوطن الى الوطن" أوف أوف أوف. جملة قوية.
ميدانياً، وبحسب تأريخ محايد، 7 أيار هو اليوم الأكثر عنفاً منذ انتهاء الحرب في العام 1990.
وهو اليوم الذي سقط فيه 71 قتيلاً في بيروت والجبل.
وهو اليوم الذي داست فيه أقدام ميليشياويين صحفاً ومؤسسات وعاثت فيها تخريباً وحرقاً.
وهو اليوم الذي اقتحم فيه مسلّحون منازل وزراء ونوّاب ومكاتبهم ومقار حزبية.
وهو اليوم الذي تلى صدور قرارين سياديين عن الحكومة الشرعية في لبنان وقضى "بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير.
عودة الوطن إلى الوطن قلت؟
من المخطوف الغائب العائد ومن الخاطف؟ من كان المعتدي ومن كان المعتدى عليه؟
صراحةً، وبكل تجرّد وبكل احترام تبّا لك يا صهر!
بعد 15 عاماً على "الكريزا" الدموية هذا ما طلع معك؟
عمّك الخالد تحدث يومها عن "وضع القطار على السكة الصحيحة" آملا أن يركب بالتران كرئيس للجمهورية يملأ الفراغ الهائل الذي تركه سلفه العماد البحار إميل لحود. والمرشح الفرانكوفوني سليمان فرنجية، بعد "مخمخة" دامت سبعة أعوام طلع معه أن "الدوحة تطلّبت 7 أيار وليس العكس". حلل وناقش. توصيف باسيل هو الأدق. من سواه قال "إن 7 أيار أعاد الوطن إلى الوطن؟"، هو الأوّل دائماً، الأول عالـ أل بي سي.
