عماد موسى

غرام وانتقام

12 أيار 2023

02 : 00

في الثالث من شهر تشرين الثاني 2022، وقع عراك "ما إلو تاني" في استوديو برنامج "صار الوقت" استهلّ بمشادات بين جمهور عوني مشحون وبين جمهور خصم غير منضبط. الضيفان الرئيسان في ذاك المساء كانا النائبين وضاح الصادق وشربل مارون وقد خرجا بالحفظ والصون فيما امتد "الخبيط" إلى الباحة الداخلية لمحطة الـ "أم تي في" والمدخل الخارجي وسُمع رشق ناري رُجّح أن يكون مصدره طابور خامس.

في الرابع من الشهر نفسه، وقبل جلاء ملابسات المعركة اتخذ "التيار" قراراً بمقاطعة المحطة، كما فعل في العامين 2013 و2020 "يوم تخطت الخطوط الحمر الأخلاقية" إلتزم من التزم، خرق آلان عون المقاطعة وحذا حذوه الياس بو صعب.

للتاريخ، لم يقاطع الـ "أو تي في" أحد... وفي الوقت نفسه الحماسة للظهور على شاشتها محصورة بالصف الثاني من معارضي الخط العوني.

نواب "كتلة الوفاء للمقاومة" (الإسلامية) لا يظهرون على الشاشات الليبرالية سوى بأمر حزبي، وبمواضيع محددة، ولطالما كُلّف النائب حسن فضل الله بنقل وجهة نظر حزبه بأمر محدد، فيطل في يوم واحد على 4 شاشات وخمس إذاعات بمداخلات طبق الأصل.

أما شاشة "المنار" فتقاطع كل أطياف المعارضة وأحزابها رغم محاولات خجولة لإظهارها مساحة حرية وتنوع.

نواب رئيس مجلس النواب نبيه بري وقادة أمل يقاطعون كل محطة تدق بالـ "إستيذ" وإرثه الديمقراطي، والـ "أن بي أن" تقطع الهوا عمن يرشق النبيه بزر ورد.

قياديو "المردة " بـقضّهم وقضيضهم منقطعون عن الشاشات. كأنهم في حال مقاطعة ينفذون صوماً مفتوحاً بأمر رئاسي خشية من أي زحطة إعلامية أو زلّة لسان في هذا الظرف الرئاسي الدقيق. سليمان وطوني وحدهما المولجان بالتصريح والتلميح... والتغريد.

وأحيانا تقاطع المحطات السياسيين، بالجملة والمفرق. ذات يوم أقنع أحد جهابذة الإعلام "الشيخ بيار" بنشرة خالية من أخبار السياسيين، وإيلاء قضايا المواطن المسكين والعمل النقابي الإهتمام الكلي، وفي خلال أسابيع على سريان "النظرية" اليسارية، عرفت "نيو تي في"طعم تبوّؤ الموقع الأول...على صعيد نشرة الأخبار حصراً.

في الثمانينات، نسي الجمهور صورة الدكتور جورج سعادة على الشاشة الصغيرة، بعدما حرم الدكتور سمير جعجع من الفوز برئاسة حزب الكتائب اللبنانية. ويُسجّل لتلفزيون المستقبل الذي تأسس في العام 1993 أن هواءه اتسع للجميع... باستثناء النائب الناصري نجاح واكيم. المشكلة ليست بالناصرية إنما بعقل نجاح ولسانه.

وبعد مواجهة المرّين، ميشال (عبر كريمته ميرنا) وغبريال، في انتخابات المتن الفرعية ( 2002) وفضيحة تنويب غسّان مخيبر بقرار من المجلس الدستوري، غابت صورة الحقوقي الطموح عن الشاشة... ولا تزال حتى إعداد هذه النشرة.

السياسيون والإعلام التلفزيوني

غرام وانتقام.