في قرار حاسم للحدّ من تفشّي وباء "كوفيد-19"، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال خطاب مساء أمس أن الاتحاد الأوروبي سيُغلق "اعتباراً من الثلثاء (اليوم)" حدوده الخارجيّة كاملةً لمدّة 30 يوماً، مؤكداً أن "كلّ الرحلات بين الدول غير الأوروبّية والدول الأوروبّية ستُعلّق لمدّة 30 يوماً".
كما أشار ماكرون إلى أنّه "اعتباراً من ظهر غد (اليوم) ولمدّة 15 يوماً على الأقلّ، سيتمّ الحدّ من تنقّلاتنا في شكل كبير جدّاً" في فرنسا، مشدّداً على "معاقبة أي انتهاك لهذا القرار"، ومعلناً أيضاً إرجاء الدورة الثانية من الانتخابات البلديّة التي كانت مقرّرة في 22 آذار.
من ناحيتها، دعت "منظّمة الصحّة العالميّة" في جنيف إلى إجراء "فحص لكلّ حالة مشتبه في إصابتها" بالفيروس، لمواجهة "أزمة صحّية عالميّة كبيرة في عصرنا". وقال مدير عام المنظّمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي إنّ "عدد الوفيات والاصابات (بالفيروس) في أنحاء العالم تجاوز ما سُجّل في الصين"، مضيفاً: "لا يُمكنك مكافحة حريق وأنت معصوب العينين".
بالتزامن، تجاوزت حصيلة الوفيات بوباء "كورونا" في العالم سبعة آلاف شخص، بعدما أعلنت إيطاليا عن 349 وفاة جديدة في يوم واحد، مع تسجيل 175 ألفاً و536 إصابة مؤكدة. وسُجّل العدد الأكبر من الوفيات في الصين، وبلغ 3213، تليها إيطاليا بـ2158 وفاة ونحو 28 ألف مصاب. وقضى 1420 شخصاً في إقليم لومبارديا الإيطالي، الذي يضمّ مدينة ميلانو. ولا يبدو أن هناك تباطؤاً في انتشار العدوى في إيطاليا مع تسجيل السلطات الصحّية 3200 حالة إصابة إضافيّة.
أمّا في إسبانيا، فقد سجّلت حوالى ألف إصابة جديدة بـ"الفيروس القاتل" خلال 24 ساعة ليُصبح عددهم 9682، فيما قفز عدد الوفيات من 288 الأحد إلى 342 بالأمس، بينما ارتفعت الحصيلة الاجماليّة في ألمانيا إلى 7241 إصابة، فيما قضى 16 شخصاً في البلاد. ودعت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل الألمان إلى إلغاء الاجازات داخل البلاد وخارجها، في وقت طلب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير منهم "البقاء في المنازل".
كذلك، أوصت الحكومة البريطانيّة بفرض اجراءات أقسى تستهدف التواصل الاجتماعي، للحدّ من انتشار الفيروس، بما في ذلك العزل داخل المنازل، والعمل من المنزل وإنهاء التجمّعات. وبريطانيا، التي سجّلت 1543 حالة إصابة مؤكدة و55 وفاة، لا تُقدّم الفحص حاليّاً سوى للأشخاص الذين يتمّ نقلهم إلى المستشفى بعد معاناتهم من أعراض شديدة.
وكان لافتاً بالأمس خطاب متلفز إلى الأمة لرئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، إذ قال إنّ غالبيّة السكّان في هولندا سيُصابون بـ"كورونا"، لكنّه استبعد في الوقت عينه إغلاقاً تاماً للبلاد. وكشف أن حكومته تُريد تطوير "مناعة جماعيّة" بانتظار إيجاد لقاح، وذلك بعدم حماية الأشخاص الأقلّ ضعفاً من الإصابة بالفيروس والاكتفاء بحماية المسنين والمرضى منه. وسُجّلت في هولندا 1413 إصابة و24 حالة وفاة.
توازياً، أعلنت الحكومة الروسيّة إغلاق حدود البلاد أمام المواطنين الأجانب اعتباراً من الأربعاء وحتّى الأوّل من أيّار، للحؤول دون انتشار الوباء، على أن يُستثنى المقيمون الدائمون من هذا القرار، فيما ارتفع عدد الإصابات بالفيروس في روسيا من 63 الأحد إلى 93 الإثنين، معظمها في موسكو.
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن كندا ستُغلق حدودها في وجه معظم المسافرين الأجانب باستثناء الأميركيين، لابطاء انتشار "كوفيد-19". ووصل عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في كندا إلى 422 إصابة، بينما توفي 4 أشخاص.
وفي الجمهوريّة الإسلاميّة، هاجم إيرانيّون في مدينتَيْ مشهد وقم حواجز وبوابات أضرحة دينيّة لمحاولة الدخول إليها، بعد ساعات على إغلاق 4 مواقع دينيّة رئيسيّة في أنحاء البلاد، في تدبير وقائي للحدّ من تفشّي الوباء، في وقت توفي 129 شخصاً الإثنين ما يرفع اجمالي الوفيات إلى 853 حالة وفاة من بين نحو 15 ألف إصابة بالفيروس.
عربيّاً، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحافي تعليق حركة الطيران في المطارات المصريّة كإجراء وقائي على خلفيّة جائحة "كورونا"، بينما أعلن مجلس الأمن والدفاع في السودان، أعلى سلطة أمنيّة في البلاد، "حال الطوارئ" الصحّية، علماً أن السودان لم يُسجّل حتّى الآن سوى إصابة واحدة وحالة وفاة واحدة أيضاً.
وفي تداعيات الوباء السياسيّة، حذّر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الصين من نشر معلومات مضلّلة وشائعات غريبة حول "كورونا"، وذلك بعدما تحدّث مسؤول صيني في بكين عن "نظريّة مؤامرة" تُشير إلى تورّط الولايات المتحدة في تفشي "الفيروس القاتل".
