تبادلا الانتقادات حول ماضيهما

بايدن وساندرز "يتوحّدان" ضدّ ترامب

10 : 31

ساندرز وبايدن يُلقيان التحيّة على بعضهما عبر الكوع في "زمن كورونا" (أ ف ب)

وجّه المرشّحان الوسطي جو بايدن واليساري بيرني ساندرز لبعضهما انتقادات في شأن خياراتهما السياسيّة السابقة خلال أوّل مناظرة تلفزيونيّة بينهما، في سياق حملة الانتخابات التمهيديّة للحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة، إلّا أنّهما توحّدا لمهاجمة طريقة إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب لمواجهة وباء "كورونا" المستجدّ.

وتعهّد المرشّح المعتدل جو بايدن، الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، باختيار امرأة لتكون مرشّحة لمنصب نائب الرئيس من أجل مواجهة ترامب خلال الانتخابات الرئاسيّة في تشرين الثاني، فيما أكد خصمه الإشتراكي ساندرز أنّه سيختار أيضاً "على الأرجح" امرأة لتكون مرشّحته لمنصب نائب الرئيس. وشكّلت الأزمة الصحّية الموضوع الذي افتتح واختتم النقاش بين الرجلَيْن السبعينيّيْن اللذَيْن أصبحا الوحيدَيْن القادرَيْن على الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي.

واعتبر بايدن أنّه من الضروري إعلان "الحرب" على "كوفيد-19" و"القيام بما هو أكثر بكثير ممّا فعله" ترامب. وأوضح نائب الرئيس الأميركي السابق أنّه "لو كنت محلّ ترامب للجأتُ إلى الجيش فوراً"، مضيفاً: "الجيش لديه القدرة على بناء مستشفيات بسعة 500 سرير تحتاجها" البلاد، بينما اتّهم ساندرز البالغ 78 عاماً الرئيس الأميركي بأنّه "يُقوّض عمل الخبراء". وقال: "علينا إسكات هذا الرئيس الآن. من غير المقبول سماعه يُثرثر بما يُنافي الواقع".

كذلك، حاول ساندرز الذي تراجعت حظوظه بالفوز، استخدام الأزمة لإثبات "ثغرات النظام الأميركي" ولإعادة إبراز اقتراحاته الرئيسيّة مثل التغطية الصحّية العامة الشاملة. وبينما هاجما بعضهما بسبب مواقفهما السابقة في شأن مواضيع حسّاسة عدّة، من الأسلحة الناريّة وخطّة إنقاذ المصارف الواسعة النطاق العام 2008 إلى الحرب في العراق، فقد توحّدا خلف "متراس مشترك" لإطلاق "النيران السياسيّة" في اتجاه الرئيس الجمهوري.

وفي هذا الإطار، قال بايدن (77 عاماً): "كلانا متفقان حول توفير الصحّة والتعليم ومشكلة ديون الطلاب الثقيلة ومكافحة التغيّر المناخي الذي يُهدّد البشريّة"، معتبراً أن الخلافات لا تتعلّق سوى ببعض "التفاصيل". وأكد أيضاً أنّه "لدينا خلاف جوهري مع الرئيس. علينا أن نهزم دونالد ترامب!"، في حين ردّ ساندرز مشدّداً على أنّه سيقوم "بكلّ ما هو ممكن إنسانيّاً لإنزال الهزيمة بدونالد ترامب!".

لكن ساندرز اعتبر أنّه "ربح النقاش الأيديولوجي" من خلال جعل العديد من أفكاره اليساريّة للولايات المتحدة ضروريّة لدى الديموقراطيين. كما انتقد السيناتور المنتخب عن ولاية فيرمونت خصمه بايدن لقبوله بتمويل حملته من جانب "أغنياء وأصحاب المليارات"، ما دفع نائب الرئيس السابق إلى الردّ، وقال: "لدينا الكثير من المشكلات التي يجب حلّها الآن"، متسائلاً: "ماذا يُمكن أن تفعل ثورة لذلك؟ قلب كلّ شيء رأساً على عقب في وقت الانتظار؟".

وبسبب الوباء، حصلت المناظرة في واشنطن بغياب الجمهور وكانت مسافة حوالى 1.80 متر تفصل بين طاولتَيْ المرشّحَيْن كإجراء وقائي. وعملاً بالتوجيهات الوقائيّة، لم يُصافح الرجلان بعضهما وفضّلا إلقاء التحيّة على بعضهما عبر الكوع.

من ناحيته، ردّ ترامب على "تويتر" معتبراً أنّ النقاش "كان مملّاً للغاية". وقال: "كذب بايدن عندما قال إنّني أُريد قطع الضمان الاجتماعي والرعاية الصحّية. هذا ما قاله الجميع قبل 4 سنوات، ولم يحدث شيء"، مضيفاً: "في الواقع، لقد أنقذت الضمان الاجتماعي والرعاية الصحّية. لن أقطع، لكنّهم سيفعلون. كونوا حذرين!".

وبعد بداية كارثيّة في الانتخابات التمهيديّة، تمكّن بايدن من الحصول على دعم المعسكر المعتدل في الحزب الديموقراطي. ويحظى بمعظم نوايا التصويت متقدّماً أحياناً على ساندرز بأكثر من عشرين نقطة. وسلك هذا الأخير المسار المعاكس، إذ إنّه تكبّد هزائم متتالية في آذار، بعدما كان الأوفر حظاً بعد أوّل عمليّات تصويت.

وغداة هزيمة كبيرة رمزيّة في ولاية ميشيغان، أقرّ ساندرز الأربعاء الماضي بأنّه خسر حتّى الساعة تحدّياً أساسيّاً في هذه الانتخابات التمهيديّة، وهو "إقناع القاعدة الديموقراطيّة" بأنّه قادر على منع ترامب من الفوز بولاية ثانية. إلّا أنّه لم يستسلم وفضّل المشاركة في المناظرة، وهذه طريقة ليُطالب خصمه قبل انسحاب محتمل، بضمانات في شأن "ثورته السياسيّة" التي تُثير حماسة الحشود، خصوصاً الشباب منهم.

وفي المحصّلة، حقّق بايدن تقدّماً كبيراً في السباق من أجل كسب أصوات المندوبين الذين سيُحدّدون في تموز المرشّح عن الحزب الديموقراطي.

ويُتوقّع أن تسمح له الولايات التي تُصوّت اليوم (فلوريدا، أوهايو، إلينوي وأريزونا) بتعزيز موقعه. وفي فلوريدا خصوصاً، ينظر ذوو الأصول الكوبّية بشكل سلبي إلى بعض تصريحات ساندرز التي يعتبرون أنّها مؤيّدة للنظام الاشتراكي الذي أسّسه فيدل كاسترو، والتي دفعتهم إلى الهجرة من بلادهم، ما اضطرّ ساندرز إلى تبرير تصريحاته تلك خلال المناظرة الأخيرة.


MISS 3