ريتا ابراهيم فريد

في اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم

د. ناجي أبي راشد: بالتشخيص المبكّر يمكن السيطرة على "القاتل الصامت"

17 أيار 2023

02 : 05

17 أيار هو اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم. هذا المرض الذي يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم، يعدّ من الأمراض الشائعة لدى المتقدّمين في السنّ، لكنّه قد يصيب الشباب أيضاً. "نداء الوطن" تواصلت مع إختصاصي أمراض القلب والشرايين ومدير العناية الطبية في المستشفى اللبناني - الجعيتاوي الدكتور ناجي أبي راشد، الذي تحدّث عن خطورة ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته وأسباب ازدياد معدلات الإصابة به، مشدّداً على أهمية الوقاية والتشخيص المبكّر.



في السنوات الأخيرة بتنا نلاحظ ازدياداً في أمراض ضغط الدم لدى شبان وشابات بأعمارٍ صغيرة. ما سبب ذلك؟

ارتفاع الضغط هو حالة مرضية منتشرة في جميع أنحاء العالم بنسبة تتراوح بين 35 و40% تقريباً. للأسف خلال السنوات العشر الماضية، ارتفعت نسبة الإصابات بأمراض ضغط الدم في البلاد ذات الدخل المتوسّط أو المتدنّي مثل لبنان. والأسباب تعود الى نقص في التوعية وفي الوقاية، إضافة الى التمدّن السريع الذي نتج عنه تغيير جذري نحو نمط حياة لا يتناسب مع صحّة القلب، وبات يتّجه أكثر صوب العمل وما ينتج عنه من توتّر، الى جانب قلّة الحركة والبدانة بسبب الأطعمة غير الصحية. لهذا بتنا نشهد ازياداً في الحالات المرضية لدى الأعمار الصغيرة.

أحياناً يرتفع ضغط الإنسان حين يغضب أو ينفعل. لكن متى يمكن أن نعتبر أنّ معدّل ضغط الدم بات خطيراً ويستدعي تدخلاً طبياً؟


صحيح، حين ينفعل الإنسان بطريقة حادّة قد يشهد جسمه هبوطاً في هرمونات التوتّر التي لها تأثير على نبضات القلب وعلى ارتفاع ضغط الدم. وحين يهدأ سيعود ضغطه الى المعدّل الطبيعي. بالتالي هناك فرق بين ارتفاع ضغط الدم كحالة مرضية وبين ارتفاعه لسبب معيّن. لكن أحياناً قد يشكّل هذا التوتّر نقطة تحوّل صحية وبداية لمشاكل في ضغط الدم. المعدّل الطبيعي هو 120/80، وحين يتعدّى الـ140/90 سيحتاج المريض الى تدخّل طبي من خلال الأدوية. مع الإشارة الى أنّ المرضى الذين يعانون من السكّري أو من مشاكل في القلب والشرايين أو الكلى يجب ألا يرتفع ضغطهم عن 130/80.

يُطلق على مرض ضغط الدم مصطلح "القاتل الصامت". في أي حالات يمكن لضغط الدم أن يتسبّب بالوفاة؟

يُطلق عليه هذا الوصف لأنّ 50% من المصابين به لا يعلمون ذلك، حيث أنّ عوارضه لا تكون دوماً ظاهرة. لكنّه يطال كلّ أنحاء الجسم حيث تتواجد الشرايين. بداية من الرأس، حيث يزيد احتمال التعرّض الى جلطة دماغية، وصولاً الى القلب حيث يرفع من نسبة الإصابة بذبحة قلبية، وصولاً الى العين ووظائف الكلى وقد يلحق ضرراً في شرايين القدمين والأطراف. فيجب الإنتباه لدى الإصابة بصداع أليم في الناحية الخلفية من الرأس، أو نزيف في الأنف، أو تعب عام وألم في الصدر وضيق في التنفّس يتسبّب بأرق في الليل. وهُنا لا بدّ من زيارة طبيب.

هل يمكن الشفاء من ارتفاع ضغط الدم أم أنه يعتبر من الأمراض التي ترافق الإنسان مدى الحياة؟

يمكننا القول إنّ السيطرة على مرض الضغط ممكنة. ومن خلال الأدوية واتباع نمط حياة صحي يمكن الحفاظ عليه ضمن المعدّل الطبيعي الذي لا يتعدّى الـ130/80 أو 140/90 حسب نسبة الخطورة لدى المرضى وحسب ملفّهم الطبّي. هو مرض مزمن بلا شكّ، إلا إذا كان مجرّد حالة موقّتة نتجت عن انفعال شديد كما ذكرنا منذ قليل.

هل من رابط بين ارتفاع ضغط الدم وبين قصور القلب؟

ضغط الدم لديه تأثير مباشر وغير مباشر على عضلة القلب. وقد يتسبّب في تضخّم في القلب أو تصلّب في الشرايين. وفي غياب العلاج، قد يؤدّي ذلك الى ضعف في العضلة أو فشلٍ في القلب.

في اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، ماذا تقول للمرضى المصابين به؟

عليهم الوقاية المستمرّة ومراقبة ضغطهم والمتابعة الدورية مع طبيبهم واتباع إرشاداته. والأهمّ ألا يتوقّفوا عن تناول أدويتهم بشكل مفاجئ ومن دون علم الطبيب. كما عليهم إجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري والالتزام بنمط حياة صحي وسليم، مع نظام غذائي خالٍ قدر الإمكان من الملح والأطعمة غير الصحية.

هل من نصائح وقائية للأشخاص الأصحّاء كي يتجنّبوا الإصابة بارتفاع ضغط الدم؟

أنصحهم بمراقبة معدّل ضغطهم على الأقلّ مرّة أو مرتين في السنة مع طبيب أو صيدلي أو ممرضة، من أجل قياس الضغط بطريقة صحيحة. الوقاية بلا شكّ أفضل من العلاج. والتشخيص المبكّر يساعد على السيطرة بشكلِ أفضل على ضغط الدم قبل أن يتسبّب بضررِ في بقية أعضاء الجسم، ويساعد بالتالي على تفادي التعقيدات والإشتراكات. كما أنّ ممارسة الرياضة والتمارين بمعدّل لا يقلّ عن مئة وخمسين دقيقة في الأسبوع من شأنها أيضاً أن تساعد كثيراً على الوقاية منه.


MISS 3