محمد دهشة

الإجراءات تُطاول النازحين في صيدا... وغياب صلاة الجمعة

21 آذار 2020

03 : 15

توزيع مواد تعقيم

غياب مظاهر الإحتفال بعيد الأم، وعدم إقامة صلاة الجمعة في المساجد عكسا مشهد مدينة صيدا الحزين والقلق معاً، بعدما فرض الخوف من تفشي فيروس "كورونا" إيقاعه اليومي على حياة الناس الذين فضلوا الالتزام بـ"التعبئة العامة" و"حالة الطوارئ الصحية" على ابواب المرحلة الثالثة منه وسط خيارين لا ثالث لهما: "الانحسار" أو "الانتشار" وكلاهما يعتمد على الوعي أولاً، ثم على خطط الطوارئ الرسمية والاستعداد الصحي بالتعاون مع المجتمع المدني ثانياً.

للمرة الاولى منذ عقود، رفع الأذان في مساجد مدينة صيدا ولم تقم صلاة الجمعة فيها، وذلك التزاماً بقرار "دار الفتوى" بتعليق صلاتي "الجمعة" و"الجماعة" لمنع تفشي فيروس "كورونا" وحرصاً على السلامة العامة حيث دعا خطباء المساجد وأئمتها المؤمنين الى "الصلاة في ترحالهم"، أي في بيوتهم ومنازلهم وأماكن تواجدهم.

مشهد المساجد الفارغة في يوم الجمعة الذي انعكس "غصة حزينة" في مدينة الايمان – صيدا التي يوجد فيها أكثر من خمسين مسجداً ومصلى، لم يكن وحيداً، اذ اضيف اليه غياب مظاهر الاستعداد للاحتفال في عيد الام الذي يصادف اليوم، حيث تغص عادة الاسواق ومحال الحلوى بحشود المواطنين لشراء الهدايا تعبيراً عن الحب والوفاء للأم "التي تهز السرير بيمينها، وتهز العالم بيسارها"، للمدرسة التي "إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق"، وقد انسحبا على كل المرافق لجهة اقفال السوق التجاري والمطاعم والمقاهي والأندية باستثناء الصيدليات ومحلات بيع المواد الغذائية ومحطات الوقود.

إنتظار وتعقيم

وفيما ينتظر أبناء المدينة إسراع وزارة الصحة بتجهيز مستشفى صيدا الحكومي ليكون قادراً على إجراء فحص "كورونا" وحجر المشتبه بهم ومعالجة المصابين، في اطار "خطة الطوارئ" التي وضعتها للمستشفيات الحكومية في مختلف المناطق، ارتفعت وتيرة المبادرات التكافلية والإنسانية لمساعدة الأفراد والأسر الأكثر فقراً وكذلك الذين توقفت اشغالهم وتأثرت اوضاعهم جراء الحجر المنزلي والأزمة الراهنة، وبينما تواصلت حملات نشر ثقافة التوعية من جهة، وعمليات رش وتعقيم الشوارع والاحياء والمرافق العامة والتي تقوم بها بلدية صيدا والتي نجحت بتطوير آليات التعقيم بإضافة رشاشات رذاذ ثبتت على أحد جانبيها من جهة أخرى، أعطى رئيس البلدية المهندس محمد السعودي الضوء الأخضر لاستخدامها على نطاق واسع، بعد نجاح التجارب عليها. مجمعات السوريين

ولم تقتصر الاجراءات الوقائية على ابناء المدينة، فقد طاولت مجمعات النازحين السوريين، حيث وزعت مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة بالتعاون مع بلدية صيدا، مواد تعقيم وتنظيف بلغت نحو 300 حصة (سلة مهملات ومحارم ومواد تعقيم وتنظيف وصابون) باشراف رئيس البلدية السعودي، الذي أوفد الى "مجمع الأوزاعي"، مسؤول ملف النازحين السوريين في المجلس البلدي كامل كزبر وعضو اللجنة لإدارة المجمعات طارق البزري، لتنسيق استلام مواد التعقيم والتنظيف بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة ووزارة الشؤون الإجتماعية ومدير مجمع الأوزاعي محمود نحولي، بينما واكبت قوى الأمن الداخلي وثلة من شرطة بلدية صيدا عملية التوزيع.

وأوضح كزبر ان عملية توزيع مواد التنظيف والتعقيم على المجمعات السورية انطلقت من "مجمع الاوزاعي"، على أن يعمم على كل المجمعات الموجودة في صيدا ومحيطها من بينهم مجمع "الايمان" في عبرا - شرق المدينة، ومجمع "النداف" بالفيلات والتجمعات الموجود فيها اكثر من 10 عائلات للسوريين وبعض المناطق في صيدا وخارجها"، مطمئناً "لغاية الآن، لم يتبين على اي نازح أية عوارض من ارتفاع حرارة وغيرها"، مؤكداً "التحضير لجولة ميدانية للفريق الطبي بالتعاون مع وزارة الصحة في صيدا والمستوصفات للقيام بفحوصات دورية. هناك التزام كامل وهذا يدل على الوعي الكبير بإدارة المجمعات ومنها مجمع الاوزاعي الذي يوجد فيه 1000 شخص. المخيمات الفلسطينية

أما المخيمات الفلسطينية، فقد رفعت حالة الطوارئ الصحية الى ذروتها، والتزم مخيم عين الحلوة بها، اقفلت المؤسسات والمحال التجارية، بما فيها سوق الخضار، وخلت شوارعه من المارة، وعلقت الصلاة في المساجد استجابة لدعوة القوى الاسلامية، وتواصلت حملات الرش والتعقيم وحملات التوعية وطرق الوقاية، وقام فريق جمعية الهلال الاخضر الخيرية ومركزها الطبي (مستشفى الاقصى سابقاً) بحملة رش وتعقيم في الشوارع الرئيسية والاحياء والازقة وقياس درجة حرارة أبناء المخيم للتأكد من سلامتهم، وذلك بإشراف من عضو قيادة الساحة اللبنانية لحركة "فتح" اللواء منير المقدح.

وفي خطوة لافتة، تتجاوز مهامهم الامنية، قام عناصر من "قوات الامن الوطني الفلسطيني" في منطقة صيدا باشراف العميد ابو أشرف العرموشي، بحملة تعقيم وتنظيف في عدد من احياء المخيم، شملت منطقة جبل الحليب، وحيي الطيرة والصحون، حيث وضع العناصر أسلحتهم خلف ظهورهم وأشهروا أدوات التنظيف، تلبيةً للواجب الوطني في خدمة أبناء شعبنا، فنظّفوا الطرقات والأزقة بشكل كامل، وعقّموا مداخل المنازل والمحال التجارية. كما قام كل من فريق الدفاع المدني، وفريق "ناشط" والقسم الصحي في "الجبهة الشعبية" والنجدة الشعبية الفلسطينية بحملات مماثلة.


MISS 3