مايا الخوري

تعرّفنا إلى أمومتهنّ أمام الكاميرا...فماذا عن الكواليس؟

21 آذار 2020

11 : 26

ما قبل الأمومة ليس كما بعدها... هذا باختصار حال كل امرأة سواء كانت ربّة منزل أم عاملة. فإذا كانت "المهنة" الأسمى في الحياة تحتاج إلى تفرّغ وحضور ووعي كامل، فكيف يمكن التوفيق بينها وبين مشاريع، ومنها التمثيل، تحتاج إلى تفرّغ أيضاً وغيابٍ طويل حيناً وسفر حيناً آخر؟

خبرن وجوهاً عدّة للأمومة إنما بقي الوجه الأحب، هو ذاك الذي يعدن به إلى عائلاتهنّ، بشوق كبير بعد الغياب، منهنّ طوين صفحات طويلة في المهنة والأمومة، وبعضهنّ يعشن الأمومة حديثاً. ومعهنّ كان لـ"نداء الوطن" هذا اللقاء. 


كارلا بطرس: أسأل دائماً لو كنت أباً أيّ قرار أتّخذ؟



تحقيق المساواة بين الأمومة والعمل يحتاج وعياً معيناً وفق الممثلة كارلا بطرس، لئلا يغلب أحدهما الآخر. مؤكدّة أن عائلتها أولويتها، لذا تغيّبت فترات عن التمثيل، واعتذرت عن بعض الأعمال المهمّة بسبب مسؤوليات عائلية. ومثال ذلك، تغيّبها العام الماضي عن دراما رمضان من أجل مواكبة ابنتها «أدريانا» في الإمتحانات الرسمية واختيار الإختصاص الجامعي، وتعلّم قيادة السيارات، فاكتفت حينها بالعمل في الإنتاج بدلاً من التمثيل.

وعمّا إذا كان إحساس الأمومة أثّر إيجاباً في أدائها، قالت: «يصبح الإحساس حقيقياً أكثر وأسهل. عندما نختبر أحاسيس كثيرة مختلفة في حياتنا اليومية، نفتّش عنها عند أداء شخصية معيّنة، ونستخرجها. فمن السهل مثلاً ومن دون مجهود، أدائي شخصية أمٍ أو أرملة».

وعن كيفية تربيتها لمراهقتين خصوصاً في غياب الأب، قالت: «أشعر بأنني رجل أحياناً، فأقف أمام كل مفترق لأطرح على نفسي السؤال: لو كنت أباً، أي قرار إتخذت؟ فأقسم نفسي قسمين «أم وأب» يتبادلان وجهتي نظر لأستخلص موقفاً متوازناً ما بين الإثنين». كلمّا كبرت الفتاتان تضاعفت صعوبة اتخاذ القرارات. لذا أستخدم كثيراً عبارة: «لو كان والدك هنا لقرر هذا».

وأضافت: «أقول لهما أنهما «إمرأة ورجل» في آن لأننا في مجتمع صعب، فيه حقوق المرأة مهدورة إجمالاً، لذا يجب أن تكونا «أنصاف رجال» وإلا لن يتمكنا من الصمود. يجب أن تقسما القلب والعقل رجلاً وامرأة مثلما فعلت أنا».

وهل تبديان الرأي في الأداء والمشاريع؟ جاوبت: «بعدما نضجتا بتّ أفسح في المجال أمامهما لمشاهدة أعمالي لأن بعض شخصياتي السابقة جريء. كما أناقش معهما حالياً أدواري وما إذا كنت أقبل مشاريع خارج لبنان، ونتبادل الرأي حول إطلالتي، فنحن مقرّبات جداً من بعضنا البعض».




نهلا داوود:الأمومة مشعل نستلمه ونسلّمه من جيل إلى جيل


الأمومة برأي الممثلة نهلا داوود إستمرارية لجيل تسلّمت منه المشعل وستسلّمه أيضاً، فلا يمكن إلا أن تسير على خطى جدّتها ووالدتها. وعندما تكثر الأحداث والخبرات لا تجد نفسها سوى منتمية لهما، فهما الأقرب إليها.

وأكملت: "لا تكتمل الأمومة إلا بوجود رجل يعرف معنى زوجته وقبلها والدته. فالله أنعم عليّ بزوجي أليكو ووالدته التي هي أمّي الثانية، فهو يدرك أن من يشاركها حياته، هي الداعم له، تمارس أمومتها، ويتعاونان معاً ليكونا ركناً أساسياً لعائلتهما".

وهل تختلف خيارات العمل بعد الأمومة؟ جاوبت: "تدفعنا الأمومة إلى حسابات أخرى في العمل والمشاريع. ورغماً عنها تبقى المرأة جاهلة في مواضيع الحياة والإستحقاقات والقرارات، إلا أن الله أنعم عليها بسحر خاص يكمن في وضع علامات إستفهام حول صوابية القرار". مضيفة أن " ثمة طاقة قوّية في الأمومة، تجعلها رغم الشوائب والإغراءات التي قد تواجهها تعيد حساباتها. ومع تقدّم العمر، عندما نفكّر بالخيارات والقرارت، نكتشف أن ثمة تدبيراً إلهياً جعلنا نختار الصواب للمحافظة على العائلة وسر الزواج الذي، إن وقّعنا عليه بقناعة، أكملنا حياتنا بكل أمانة".

ونفت داوود أي تغيير في إحساس الممثلة بفضل الأمومة، خصوصاً أنها شخصياً تفصل ما بين حياتها العائلية والمهنيّة، حتى أنها تجد دائماً مبرراً للأم الطاغية والقاسية إن أدّتها.

وعن التربية قالت: "لقد ربيّت إبنتيّ على التركيز في دراستهما ومستقبلهما وأن الشهرة مجد باطل، فهما لا يتدخلان أبداً في قراراتي المهنية أو في أدواري وأدائي، لأن التمثيل بالنسبة إليّ مهنة ومصدر رزق أكافح في سبيله لأساعد زوجي في تأمين مستقبلهما".

ما وصيتك الدائمة لهما؟ أجابت: "أركّز على إنسانيتهما، وأن لا إختلاف بين إنسان وآخر في أي بقعة من الارض، رغم الوجع الوطني والكياني والإنتمائي الذي نعاني منه في لبنان. كما أحرص على تربيتهما وفق أسلوب تربيتنا، في القرية والوطن والإيمان والطائفة. فإذا أسلوب عيشنا أغدق علينا بأشياء جميلة في الحياة، فلا يمكن إذاً إلا أن نربّي أولادنا بالأسلوب نفسه".



بياريت قطريب: بعدما إستقلّا... قد أسمح لنفسي العودة إلى التمثيل تدريجاً



تغيّر الأمومة كل نمط حياة الأم العاملة بعامة، والممثلة بخاصة، التي كلّما تلقّت مشروعاً جديداً، فكّرت أوّلا بمن سيعتني بأطفالها، مثلما تفعل هي، خصوصاً أن تواقيت التصوير تمتدّ من ساعات الفجر إلى ساعات الصباح الأولى أحياناً، "ما ينعكس علينا ضغطًا نفسياً أكبر قد يجبرنا على التضحية أحياناً بمشاريع خصوصاً في المرحلة الأولى من تأسيس الأطفال". الممثلة والإعلامية بياريت قطريب التي ابتعدت عن التمثيل تفرّغاً لأمومة طفلين، قد تسمح لنفسها العودة إلى النمط الذي اعتادت عليه سابقاً، إنما تدريجاً ومن دون مشاريع سفر. لأن الأهم هو أن تكون مقتنعة بقرارها، وقالت: "أظنّ أن الأم التي تهتم شخصياً بأطفالها من دون مساعدة خارجية من الوالدة أو الحماة تتعلّق بهما أكثر، وتكون غريزة الأمومة أقوى لديها". أي أمٍ تقلق على مستقبل أطفالها، فكيف تتحضّر لذلك؟ أجابت: "صحيح أن الأوضاع العامة مقلقة لكن كأي أم أسعى للأفضل لطفليّ.

برأيي إذا تأمّن الإطار الذي يحتاجان إليه في السنوات الثلاث الأولى من حياتهما، سيكبران بطريقة صحيّة عاطفياً، فأكون قد رسمت لهما الطريق التي أتمنى أن يسلكاها".


وهل تفسحين في المجال أمامهما لمشاهدة أعمالك؟ قالت: "كونهما صغيرين في السن لم يشاهدا أياً من أعمالي السابقة. إنما إذا صودفت إعادة عرض مسلسل ما، يتحمّسان كثيراً ويطرحان الأسئلة خصوصاً حول غياب والدهما عن الشاشة. أمّا بالنسبة إلى برنامجي الصباحي عبر شاشة المستقبل، فكانا يشاهدان ما يُعرض في عطلة نهاية الأسبوع".




نغم بو شديد: "ناي" تُحبّ التمثيل ونصيحتي التواضع!


الأموموة مسؤولية كبيرة لا يشعر بقيمتها إلا من خبرها حقيقة. هكذا استهلت الممثلة نغم أبو شديد حديثها لافتة الى ان الأمومة هي إغداق الولد بكثير من العاطفة والحب والحرية شرط وضع حدود على صعيد المبادىء والخطأ والصواب. 


وقالت: "إستطعت طيلة هذه السنوات التوفيق ما بين العمل والامومة، خصوصا أن مهنتنا لا تتطلب حضورًا يوميًا على مدار الاسبوع، بل ثمة تواقيت محددة أسبوعيًا وموسميًا، فضلًا عن أن شقيقتي ووالدتي إهتمّا بـ "ناي" أثناء غيابي. 


فالأمومة ليست بالضرورة التواجد طيلة النهار برفقتها بل لن تشعر بوجوي حتى لو كنت بعيدة".

لم تشعر بو شديد يوما بضرورة التخلي عن التمثيل من أجل أمومتها "لأنني لم أقصر يومًا". بل على العكس يؤثر العمل إيجابُا في نفسية المرأة، "فعندما أتوقف فنرة عن التصوير أشعر [إحباط وعصبية ما ينهكس سلبًا على علاقتي بـ"ناي".

 يمنحني العمل طاقو إيجابية أحتاج إليها لأكون أفضل مع ابنتي".


وأي انعكاس للأمومة على التمثيل؟ أجابت: "تصبح مشاهد الأم مؤثرو أكثر. يفترض أن يتمتع أي ممثل بالعاطفة والاحساس المرهف لتجسيدشخصيته الدرامية، إنما احساس الأمومة يجعل الممثلة مرهفة أكثر وكثيرة الانفعال كونها خبرت الاحساس الحقيقي".


وعن تجربة "ناي" في التمثيل قالت: "لقد أحبّت منذ ربيعها الخامس التمثيل ولقاء المشاهير وهي لا تزال متحمسة. مثّلت بداية في "أوبيرج" الذي كتبته شقيقتي هيام. وكانت مشاهده مؤثرة وقوية مع الممثلة ماغي بو غصن. بعدها خضعت لدورات في التمثيل المسرحي مع زينة شمّاس، وشاركت في مسرحيات عدّة معها. بعد ذلك أدت مشهدًا طويلًا في مسلسل "ياسمينا" ودورًا متكاملًا في "كل الحب كل الغرام".


أنصحها دائمًا بالتواضع، وألا تفكّر في أنها إذا حققت يافعة مشاريع كثيرة مهمة وتعرفت على مشاهير، أصبحت شخصية مهمة جدًا، بل يجب أن تكون متواضعة ومتأنية في حياتها. 

 وعمًا إذا كانت الناقدة الأولى لأداء والدتها قالت: "لم تعد تشاهد أعمالي كثيرًا للأسف، هي تحب أن تتابع مسلسلاتها الخاصة. ربما بسبب العلاقة الطبيعية ما بين المراهقة ووالدتها. أساعدها كثيرًا في الأداء وطريقة قراءة النص وتحضير الشخصية وأدعوها دائمًا لأخذ النصيحة والرأي". 





ريتا حايك: لا أعلم كيف كنت أعيش قبل «جورج»!



لقد اكتشفت الممثلة ريتا حايك من خلال الأمومة الإمرأة التي لم تكتشفها سابقاً في حياتها، فقالت: «ظننت في الماضي أنني قويّة، لكنني لم أعتقد لهذه الدرجة. تحديت صعاباً وخبرت تجارب كثيرة ولكن بعد ولادة «جورج»، إكتشفت عالماً آخر، لا أعلم كيف كنت أعيش قبله».


بفضل الأمومة تعمّقت أكثر في الحياة، تغيّرت أولوياتها، وكل ما تقوم به راهناً، يهدف إلى أن يفخر بها مستقبلاً. فقالت: «رفضت مشاريع رمضانية كثيرة جميلة، لكنني لم أجد بينها ما يستأهل أن أترك طفلي لفترات طويلة. تخضع خياراتي راهناً لسؤال حول درجة أهميتها وتأثيرها في حياتي حتى تستأهل غيابي عن طفلي خصوصاً في مرحلة من مراحل نموّه.»


وهل تضحيّن بمسيرتك المهنية من أجله؟ أجابت: «أحب عملي شرط أن يكون المشروع مستأهلاً. أنا أحبّ «ريتا» الأم، و»ريتا» الإمرأة التي نضجت كثيراً عندما أصبحت أمّاً. أنا إمرأة عاملة ومستقلة وقويّة ولست زوجة وأماً فقط، لذا أرغب في أن يعرف «جورج» بأن لدي إلتزامات أيضاً إلى جانب أمومتي. ما يشجعني كثيراً في هذا الإطار هو مقولة أن أطفال الأم العاملة، يكونون مستقلين أكثر وتشكّل هي القدوة والوحي لهم».


تصوّرين مشروعاً راهناً، فكيف يكون اللقاء بعد الغياب؟ قالت: «منذ ولادته أهتمّ شخصياً بحمّامه المسائي، إنما بسبب تواقيت التصوير ليلاً وتغيّبي عن هذه اللحظة، أستيقظ صباحاً لقضاء بعض الوقت معه والإهتمام به قبل المغادرة، فأؤكد له عودتي إلى المنزل بعد العمل. هو يتأقلم سريعاً مع الوضع خصوصاً أنه محاط بجدّيه والمربية وبزوجي، الذي ما كنت سأحقق شيئاً من دونه، فهو يلازمه أثناء غيابي ويهتم بالتفاصيل كلها من طعامه إلى حمّامه وقراءة قصة ما قبل النوم».


ووجّهت حايك تحية إلى كل أمٍ عاملة، وقالت: «كانت والدتي أماً عاملة، أكملت دراستها الجامعية أيضاً وربّت عائلة جميلة، لذا هي مصدر قوّتي وإلهامي وقدوتي للإستمرار. صحيح أنني أشتاق وأتعذب بسبب غيابي عن «جورج» ولكن دعم زوجي مصدر قوّتي. أعلم أنني سأكون مصدر إلهام لإبني كما كانت أمّي لنا».








MISS 3