تحذيرات من "المخاطرة بصحّة" الرياضيين

الشعلة الأولمبيّة وصلت إلى اليابان وإلغاء الاحتفالات التقليدية باستقبالها

12 : 43

نومورا ويوشيدا يضيئان الشعلة الكبيرة في مطار طوكيو
وصلت الشعلة الأولمبية امس الى اليابان، لتلقى استقبالاً محدوداً في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد والشكوك بإقامة دورة الألعاب في موعدها، على رغم تأكيد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ ان اتخاذ القرار بتأجيلها سابق لأوانه حالياً.


تتزايد الدعوات في الآونة الأخيرة لإرجاء الألعاب المقررة بين 24 تموز والتاسع من آب، في ظل تفشي "كوفيد-19"، الذي فرض جموداً شبه كامل في مختلف الأحداث الرياضية، وتأجيل مواعيد كبيرة مقررة في صيف 2020 أبرزها كأس أوروبا وبطولة "كوبا أميركا" لكرة القدم.

وفي حين انتقد رياضيون موقف المسؤولين اليابانيين واللجنة الدولية بشأن قرار الإبقاء على الألعاب في موعدها، بدأت الدعوات لإرجائها تصدر من داخل اليابان، ومنها لمسؤول في اللجنة الأولمبية المحلية.

لكن حتى الآن، تمضي الخطوات التقليدية الممهدة للألعاب كما المقرر، اذ وصلت الشعلة على متن رحلة خاصة الى قاعدة ماتسوشيما الجوية في مقاطعة مياغي اليابانية، آتية من اليونان حيث تم تسليمها الخميس الى ممثلة للجنة المنظمة.

لكن كما تأثرت مسيرة الشعلة في اليونان بتفشي الفيروس، ومنع الجمهور من حضور المراسم قبل ان يتم وقفها بعد احتشاد العديد منهم على مسارها، كان استقبالها في اليابان على عكس الاحتفالية المعتادة.

ونقل الرياضيان اليابانيان ساوري يوشيدا وتاداهيرو نومورا الشعلة من الطائرة، وسارا بها الى مسرح وضع على مدرج المطار حيث تمت إضاءة شعلة أكبر، في حضور عدد محدود من المدعوين.

وألغى المنظمون مشاركة 200 طفل في حفل الاستقبال.

وأوضح رئيس اللجنة اليابانية المنظمة يوشيرو موري: "كان من المقرر ان يحضر الأطفال للترحيب بالشعلة الأولمبية، لكننا قررنا تقليص الاحتفال ومنح سلامتهم الأولوية".

ومن المقرر ان تنطلق مسيرة الشعلة على امتداد اليابان في 26 آذار، بدءاً من مجمع رياضي في فوكوشيما استخدم كقاعدة لعمال الانقاذ في العام 2011، إبان الزلزال المدمر والتسونامي والكارثة النووية التي ضربت المنطقة. لكن المنظمين منعوا حضور الجمهور للاحتفالات المرافقة، وطلبوا من الناس "تفادي تشكيل حشود" على مسار الشعلة.


وصول الطائرة التي نقلت الشعلة الى طوكيو بغياب الجمهور


ووضعت اليابان ألعاب طوكيو بمثابة إشارة الى العالم الى انها تخطت تبعات كوارث العام 2011، لكن فيروس كورونا بدأ يطرح علامات استفهام كبيرة حول إمكان إقامتها في موعدها.

وفي تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، كرر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ موقف اللجنة من أن الوقت لا يزال متاحاً لاتخاذ قرار بشأن مصير الألعاب، مؤكداً في الوقت عينه دراسة احتمالات مختلفة.

وكرر المسؤول موقفه من ان اللجنة ستتبع توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن الألعاب، لكنه أبقى تفاؤلاً بإمكان انطلاقها في موعدها.

وأوضح: "بالطبع نحن ندرس سيناريوهات مختلفة، لكن على عكس العديد من الهيئات الرياضية أو البطولات المحترفة، نحن لا نزال على بعد أربعة أشهر ونصف شهر من موعد الألعاب".

وقال: "بالنسبة إلينا التأجيل لن يكون خطوة مسؤولة الآن، وسيكون من السابق لأوانه البدء بالتكهنات او اتخاذ قرار، في وقت ليست لدينا بعد أي توصية من لجنة العمل" الخاصة التي تم تشكيلها لبحث هذا الأمر.

وأبدى رياضيون قلقهم من مخاطرة السلطات اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية بالإصرار على المضي قدماً في خطط إقامة دورة طوكيو 2020 في موعدها على رغم "كوفيد-19"، خصوصاً ان القيود الواسعة المفروضة حالياً على حركة التنقل والسفر تؤثر سلباً على تحضيراتهم والتصفيات المؤهلة.

وفي تصريحاته للصحيفة الأميركية، رأى باخ ان "ما يجعل هذه الأزمة فريدة ويصعّب القدرة على تخطيها، هو عدم اليقين. أحد لا يمكنه اليوم ان يقول ما ستكون عليه التطورات غداً أو بعد شهر، وحكماً ما ستكون عليه بعد أربعة أشهر".

لكن الألماني شدد على ان الوضع الصحي سيكون الأولوية، وأي قرار للجنة "لن تحدده مصلحة مالية بالنسبة إلينا، وعلى رغم اننا لا نعرف ما سيكون عليه طول هذا النفق، نريد ان تضيء لنا الشعلة الأولمبية نهايته".

وبدأت الشكوك تتزايد بشأن انطلاق الألعاب في موعدها، حتى من قبل اليابانيين أنفسهم. وأظهر استطلاع للرأي نشرته وكالة "كيودو" ان 69.9 بالمئة من أصل ألف مشارك في الاستطلاع، يرون ان طوكيو لن تكون قادرة على إقامة الألعاب في موعدها.

وفي موقف نادر لمسؤول محلي، اعتبر عضو المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية اليابانية كاوري ياماغوشي ان "الألعاب يجب ان تؤجل في ظل الوضع الحالي لأن الرياضيين ليسوا مستعدين بشكل جيد".

وقال: "من خلال الطلب منهم التدرب في ظل هذه الظروف، تضع اللجنة الأولمبية الدولية نفسها في مواجهة الانتقادات من أنها لا تبدّي مصلحة الرياضيين" على ما عداها.

في المقابل، حذرت اللجنة الأولمبية البريطانية من "المخاطرة بصحة" الرياضيين، من خلال حثهم على الاستعداد للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، على رغم التهديد الناجم عن تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم.

وتؤيد اللجنة الأولمبية البريطانية عملية صنع القرار في اللجنة الأولمبية الدولية، لكنها أعربت عن مخاوفها بالقول: "يمكننا أن نكون واضحين بشكل قاطع أننا لن نعرض صحة وسلامة الرياضيين أو الوفود بشكل أوسع، للخطر في أي وقت".

وتابعت: "من الضروري الحفاظ على النزاهة التنافسية للرياضيين، لكن من الواضح أنه من الحكمة أن يواصل الرياضيون الاستعداد للألعاب في الأماكن الآمنة والملائمة للقيام بذلك، وتحت سقف الإرشادات الحكومية وسلطات الصحة العامة ذات الصلة".


MISS 3