الأبيض من جنيف: نظامُنا الصحّيّ على مفترق طرق ونسعى لإعادة بنائه

17 : 12

ألقى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض كلمة لبنان أمام الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة في جنيف، فتحدث بإسهاب عن النظام الصحي، مؤكدا أنه على "مفترق طرق"، ومشدداً على "أهميّة الخطّة الإستراتيجيّة التي تم وضعها كي يصبح النظام قطاعاً مستجيباً متكاملاً ومستداماً من دون التمادي في الاعتماد على الدعم الخارجي الذي يبقى غير كافٍ لضمان ديمومة أي نظام".


وجاء في الكلمة: "يواجه لبنان بسبب تفاقم الأزمات المتعددة تحدياتٍ صحيّةً أضعفت قدرة السكان على الوصول إلى الخدمات الصحية بما في ذلك الملحة منها. وأبرز العوامل التي ألقت بكاهلها على النظام الصحي هي الصراعات الإقليمية الممتدة زمنياً وجغرافياً والتي نتج عنها توافد أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين تعجز قدرة أي نظام صحي على استيعاب حاجاتها".


أضاف الأبيض: "على الرغم من الصعاب والشدائد وتماشياً ومبادئ الحقّ في الصحة والعدالة الاجتماعية، إتخذ لبنان حيال النازحين منحًى صحياً تشاركياً تقاسمت فيه المجتمعات المضيفة والمستضافة على حد سواء الموارد الصحية المتاحة. ولكن مع اشتداد حدة الأزمات، أصبح من غير المستطاع ضمان وصول المرضى وخصوصاً من الفئات الهشة إلى الخدمات، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه وأصبحت استجابة المجتمع الدولي لواقع الحال في لبنان ضرورة أكثر من أي وقت مضى".


وتابع الوزير الأبيض مؤكدا أنه من جهة أخرى "كشفت الأزمات المتعاقبة عن مكامن ضعف في نظامنا الصحي وحتمت مقاربة شمولية للواقع الصحي في البلاد".


وقال: "لقد أتاحت الأزمة فرصة لإعادة بناء نظام صحيّ قويّ وعادل وتشاركيّ، وذلك تحت مظلة استراتيجية وطنية للصحة تمّ إطلاقها أخيراً. وتقديراً لأهمية التغطية الصحية الشاملة، تهدفُ الإستراتيجيّة إلى تعزيز أُسُس النّظام الصحيّ وضمان توفير الخدمات الأساسيّة لمُختلف الفئات وخصوصاً المهمّشة. وترتكز الجهود على الاستثمار في الرّعاية الصحيةّ الأولية مع التركيز على ضمان الجودة وسلامة المرضى والتطوير المهني والممارسات المبنية على الأدلة والبراهين".


ولفت الوزير الأبيض إلى "أن الاستراتيجية الوطنية للصحة ترتكز كذلك على تعزيز الوظائف الأساسية للنظم الصحيّة كمختبر الصحة العامّة المركزيّ ومركز الاستعداد والاستجابة للطوارئ، فضلاً عن التّحوّل الرقميّ لتحسين الخدمات وتقليص الإنفاق وتدعيم القرارات بالأدلّة والحجج".


وقال الأبيض: "لقد كان المجتمع الدوليّ عبر السّنوات والأزمات ثابتاً في دعمه للبنان عبر الاستجابة للحاجات الإنسانيّة الملحّة، لكن هذا الدّعم غير كافٍ لضمان ديمومة أي نظامٍ".


أضاف:"إنّ النّظام الصحيّ في لبنان على مفترق طرقٍ وقد اختار المضي في رؤية مستقبليّة تُحاكي تطلعات ومتطلبات الأفراد والشعوب وهذا يتطلب الاستثمار في البنى التحتية وتدعيم المكونات الأساسية ليصبح قطاعاً مستجيباً متكاملاً ومستداماً من دون التمادي في الاعتماد على الدعم الخارجي".


وختم وزير الصحة العامة مؤكدا أنه و"رغم كل الصعاب، يبقى لبنان ملتزماً الهدف المشترك وهو تعزيز مبدأ الصحة للجميع، مبدياً التقدير لجهود منظمة الصحة العالمية في هذا المجال.