"Men in Black:International"
باهت بامتياز!

14 : 38

لا يضمن اجتماع نجمَين متوافقَين في فيلم واحد استمرار الكيمياء بينهما في عمل آخر. أصبح الرابط المميز بين تيسا تومسون وكريس همسوورث في فيلم Thor: Ragnarok (ثور: المعركة الأخيرة) للمخرج تايكا وايتيتي من أبرز الشراكات التي تُركّز عليها أفلام شركة "مارفل" في الفترة الأخيرة. أدّت تومسون دور محاربة محبطة في مواجهة الإله "ثور" الاسكندنافي الساذج (همسوورث) لكن العاطفي أحياناً، وكشفت حواراتهما بطريقة هزلية عن إخفاقات كل منهما وكبريائهما المجروح.

تمنّى عدد كبير من المعجبين مشاهدة هذين الممثلَين معاً في أعمال مختلفة، لكن الفيلم الجديد هذا الذي يجمعهما Men in Black: International (رجال بملابس سوداء: العالمية) يجرّدهما من جميع الجوانب الممتعة التي ميّزتهما سابقاً، باستثناء حضورهما على الشاشة.


لا يلاحق آخر جزء من سلسلة Men in Black العميلَين "جاي" (ويل سميث) و"كاي" (تومي لي جونز)، مع أن نقاط التشابه بين العملَين تبقى من الجوانب التي تميّز الجزء الأخير.

يظهر في هذا الجزء بطل جديد، هو العميل "إتش" (كريس همسوورث)، ومعلّمه "هاي تي" (ليام نيسون)، فيخوضان مغامرة جريئة في برج إيفل. ثم تنتقل أحداث القصة بلا مبرر واضح إلى "بروكلين" قبل 20 سنة، حيث تقابل "مولي" (مانديا فلوري) "الرجال بالملابس السوداء" للمرة الأولى وتشاهد أول كائن فضائي في حياتها.


ثم تكبر الفتاة (تؤدي دورها الآن تيسا تومسون) وتصبح مهووسة بالفضاء والانضمام إلى منظمة "الرجال بملابس سوداء"، فتحصل على فرصتها الذهبية بفضل العميلة "أو" (إيما تومسون) وتنطلق في أول مهمة لها.

سيناريو الفيلم رديء، إذ تبدو عناصره مبعثرة وعشوائية. حتى أن المشاهد تتجاهل أحياناً القواعد المرتبطة بهذه السلسلة، مثل عدم الظهور علناً مع تقنيات خاصة بالكائنات الفضائية، فتشمل عدة لقطات دراجة نارية لكائن فضائي. تبرز أيضاً نقاط شائبة أخرى في الحبكة، لدرجة أننا لا نستطيع اعتبارها من التحوّلات الجذرية في القصة.





على صعيد آخر، يشمل الفيلم شعارات نسائية شائعة لكن فارغة المضمون، كما يحصل حين تتكلم العميلة "إم" عن سبب غياب العنصر النسائي في تسمية المنظمة. لكن بعد هذا المشهد بوقت قصير، تتساءل هذه العميلة عن احتمال أن تُعرّف نفسها على كائن فضائي بصفتها شريكته الجنسية. إذا كانت هوليوود تحمل هذه الفكرة عن الحركة النسائية، كان من الأفضل الاستعانة بنساء لكتابة السيناريو. لم تكن القصة تحتاج إلى التطرق لهذا الموضوع، أو إضافة شخصيات جانبية مملة أخرى، أو الانتقال عشوائياً إلى بلد آخر لمجرّد أن نشاهد الغربيين وهم يتجولون في أسواق أجنبية.


في جميع أجزاء السلسلة هذه برزت مجموعة من المشاهد الجانبية للكائنات الفضائية وكانت لافتة أحياناً لكنها مزعجة في معظمها. تقع هذه المهمة المؤسفة في الجزء الأخير على عاتق كومايل نانجياني الذي يؤدي دور كائن فضائي ضئيل يشبه بيدق الشطرنج، فيستخدم أفضل قدراته لقول دعابات مضحكة أحياناً ويعلن الولاء للملكة (أي العميلة "إم"). إذا كان نانجياني شخصياً يعجز عن قول دعابات ناجحة دوماً، فأي فرصة يملكها البطلان المتجهّمان؟


يمنع المخرج فيليكس غاري غراي الفيلم من السقوط بالكامل، لكن تبقى جهوده غير مؤثرة. تقع أحداث كثيرة ويتحرك العملاء باستمرار، لذا لا وقت لإظهار العواطف في المواقف الخطيرة أو المميتة. إنه جانب وحشي جداً، حتى بالنسبة إلى فيلم حركة عن الكائنات الفضائية. كذلك، تتراوح نوعية التأثيرات المشتقة من تقنية التصوير المحوسب بين درجة مبهرة ورخيصة بالكامل. يبدو القمر في أحد المشاهد جزءاً من أرشيف قديم، وتظهر لقطة مصوّرة بالتقنية المحوسبة في أحد مشاهد المطاردة بزوايا مقطوعة. يحمل الأشرار شكلاً مختلفاً ومتماشياً مع أجواء المجرّة الخارجية ويشكّلون خصوماً أقوياء ومميزين، لكن لا يستغل العمل نقاط قوتهم.



أخيراً، استوحى هذا الجزء معظم جوانبه الممتعة من أفلام أخرى، مثل الثنائية الناجحة في فيلم Thor: Ragnarok، وتشابه الأشرار مع "التوأم" في فيلم The Matrix Reloaded (المصفوفة المُعاد تحميلها)، وثمة إشارات متعددة إلى الفيلم الأصلي Men in Black، منها تعلّم مبتدئ على يد عميل بارز. لولا الكيمياء بين بطلَي العمل، لكان هذا الفيلم متجرّداً من حيويته بالكامل ومقتصراً على دعابات سطحية، وكائنات فضائية ظريفة، وقصة معقدة أكثر من اللزوم!


MISS 3