وضْع حرج في دارفور... والجيش السوداني يدعو إلى التسلّح

02 : 00

السودانيّون يعيشون كلّ يوم بيومه جرّاء الحرب (أ ف ب)

تواصلت المعارك العنيفة في السودان، خصوصاً في دارفور، بين الجيش وقوات الدعم السريع أمس، في اليوم الرابع من وقف لإطلاق النار أعلن الوسيطين الأميركي والسعودي أنه يشهد «تحسّناً ملحوظاً»، بينما دعا الجيش السوداني «كلّ القادرين» إلى حمل السلاح.

وجاء في بيان للجيش: «إنّنا نهيب بكلّ المحالين إلى التقاعد في القوات المسلّحة من ضباط وضباط صف وكلّ القادرين على حمل السلاح، بالتوجّه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم». وأكد البيان أن الحرب التي يخوضها الجيش «هي حرب مدن لا حدود زمنية لها». ومنذ الدقائق الأولى للهدنة التي جاءت بعد 5 أسابيع من اندلاع الحرب، أفاد سكان في الخرطوم وكالة «فرانس برس» بوقوع ضربات جوية وقصف بالمدفعية. وكان أعنف يوم الأربعاء، عندما أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة للجيش الذي ردّ بضرب مدرّعات.

وأوضح الوسطاء السعوديون والأميركيون في بيان أن ذلك اليوم شهد «انتهاكات جسيمة» لوقف إطلاق النار من قبل الجيش بقيادة الفريق أوّل عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي».

وأكد الوسطاء أنهم حذّروا الطرفين الخميس «من مزيد من الانتهاكات وناشدوهما تحسين احترام اتفاقية وقف إطلاق النار والالتزام بالشروط التي اتفقا عليها»، مشيرين إلى أن «فرقاً للصيانة تمكّنت من إجراء إصلاحات لاستعادة خدمات الاتصالات في الخرطوم وأماكن أخرى من السودان».

وفي ظلّ هذا الوضع المتوتر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تمكّنت من بدء «توزيع مواد تخدير ومضادات حيوية وأدوية وضمادات وأمصال لمعالجة مئات المصابين بالسلاح» في «7 مستشفيات في الخرطوم».

غير أن هذا التحسّن ضئيل مقارنةً مع النقص في تلبية الاحتياجات. فمنذ أكثر من 40 يوماً تُعاني أحياء كاملة في الخرطوم، العاصمة التي يقطنها 5 ملايين سوداني، انقطاع المياه والكهرباء وشبكات الاتصالات. ومستشفيات الخرطوم ودارفور، المنطقتَين الأكثر تأثراً بالحرب، فأغلبها أصبح خارج الخدمة. وتلك التي لم تتعرّض للقصف تُعاني نقصاً في مخزون الأدوية والأدوات الطبّية أو تمّ احتلالها من قبل أحد الطرفَين المتحاربَين. والوضع حرج خصوصاً في دارفور، حيث أفاد شهود عيان بأنّ «معارك بكلّ أنواع الأسلحة» وقعت أمس في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.


MISS 3