مسيرة الشعلة توقّفت والعدّ التنازلي تغيّر

اليابان تبدأ "إعادة تنظيم الألعاب" وباخ يؤكّد: الموعد ربيعاً أو صيفاً

12 : 11

شعار الألعاب قرب الشعلة الأولمبية في طوكيو (أ ف ب)
بدأت اليابان مهمتها غير المسبوقة بإعادة تنظيم دورة الألعاب الأولمبية "طوكيو 2020"، غداة اتخاذ القرار الصعب بتأجيلها لمدة عام على خلفية فيروس كورونا المستجد، بينما أبقى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ خيارات الموعد الجديد العام المقبل مفتوحة.

أدى التأجيل، وهو خطوة غير مسبوقة تطال الحدث الرياضي الأكبر عالمياً، إلى تقلبات في جميع الجوانب التنظيمية للألعاب، بما في ذلك المواقع الرياضية، والأمن، وحجز التذاكر والإقامة.

وفي نقلة رمزية للصعوبات التي تواجهها طوكيو الآن، تحولت ساعة العدّ التنازلي الأولمبية في المدينة من عرض عدد الأيام المتبقية لانطلاق الألعاب، إلى عرض تاريخ اليوم والوقت الحاليين.

وأوقفت مسيرة الشعلة الأولمبية التي كان من المقرر أن تبدأ رحلتها في المدن اليابانية أمس من فوكوشيما.

ويتعيّن على المنظمين الآن مواجهة مجموعة من الأسئلة: هل لا تزال المواقع الرياضية متاحة؟ ماذا نفعل مع حاملي التذاكر والمتطوعين؟ كيف سيتم تكييف الألعاب مع جدول رياضي مزدحم في العام 2021؟ وحتى ماذا سيكون مصير القرية الأولمبية التي من المقرر ان تتحول الى مجمع سكني بعد الألعاب، وتم بيع العديد من شققها.

وأنفقت اليابان واللجنة المنظمة 12.6 مليار دولار على الألعاب حتى الآن، ويقول الخبراء إنهم قد يحتاجون إلى إنفاق نصف ذلك تقريباً لإعادة تنظيم الحدث.

وفي حين أعلن الطرفان الدولي والياباني ان الألعاب ستقام في العام المقبل وفي موعد أقصاه صيف 2021، ترك رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ الباب مفتوحاً أمام احتمال إقامة الدورة في فصل الربيع.

وأكد باخ في لوزان أن "جميع الخيارات مطروحة" بشأن المواعيد الجديدة لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، مشيراً إلى أنها قد تقام "قبل أو خلال فصل الصيف" في 2021.

وقال باخ: "الأمر لا يقتصر فقط على أشهر فصل الصيف. جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، قبل أو خلال فصل الصيف 2021".

وأضاف أن البرمجة الجديدة للألعاب الأولمبية في طوكيو التي كانت مقررة أصلاً بين 24 تموز والتاسع من آب المقبلين، باتت "تحدياً"، في وقت سيؤدي التأجيل الى اضطراب كبير في الروزنامة الرياضية الدولية للعام المقبل والمزدحمة بالأحداث الرياضية.

وأوضح باخ أنه تم تشكيل مجموعة عمل انكبت على عملها منذ الاعلان عن التأجيل، مشيراً الى ان أولى مهماتها ستكون الاتصال بالاتحادات الدولية الـ33 التي ستشارك في دورة الألعاب الأولمبية، في مؤتمر عبر الهاتف. وتابع: "المرحلة الأولى هي أن نرى مع الاتحادات الدولية الخيارات المطروحة. يجب أن نأخذ في الاعتبار أيضاً الروزنامة الرياضية حول دورة الألعاب الأولمبية".

وتسبب فيروس كورونا المستجد في تأجيل العديد من الأحداث الرياضية التي كانت مقررة هذا الصيف إلى العام المقبل، في مقدمها نهائيات كأس أوروبا و"كوبا أميركا" في كرة القدم.

وتقام بطولتان عالميتان كبيرتان صيف 2021، الأولى في السباحة في الفترة بين 16 تموز والأول من آب في مدينة فوكووكا اليابانية، والثانية في ألعاب القوى في الفترة بين السادس والخامس عشر من آب في مدينة يوجين بولاية أوريغون الأميركية، علماً أن الاتحادين الدوليين لهاتين الرياضتين أبديا استعدادهما لتعديل المواعيد، حيث أكد اتحاد "أم الألعاب" انه يتشاور مع المسؤولين الاميركيين للبحث في احتمال تغيير موعد البطولة.


صورة مركّبة لساعة العدّ التنازلي قبل التأجيل (الى اليسار) وبعده (أ ف ب)


اما بالنسبة الى الاتحاد الدولي للسباحة فان مصدراً مقرباً منه اعتبر أن تأجيل بطولة العالم لن يكون مشكلة وقال: "يكفي تغيير التواريخ".


استياء... وارتياح

وفي اليابان، تفاعلت وسائل الإعلام والرياضيون اليابانيون باستياء مع تأجيل دورة الألعاب الأولمبية التي كان مقرراً ان تستضيفها بلادهم هذا الصيف، لكنهم أعربوا أيضاً عن ارتياحهم لأن الألعاب لم يتم إلغاؤها بل تأجيلها لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وتقرر هذا التأجيل غير المسبوق من قبل اللجنة الأولمبية الدولية بالتشاور مع السلطات اليابانية، بعد ضغوط شديدة من الرياضيين والهيئات الرياضية من جميع أنحاء العالم.

كانت الصدمة والاستياء ملموسين في اليابان حيث كانت الحكومة تعتبر هذه الألعاب بمثابة "ألعاب إعادة البناء" بعد زلزال العام 2011 وكارثتي التسونامي ومفاعل فوكوشيما النووي.

أكيد أن اليابان تجنبت السيناريو الأسوأ وهو الإلغاء. لكن صحيفة "نيكاي" الاقتصادية كتبت أن "الأمر وكأننا عدنا إلى نقطة البداية بعد كل الجهود المبذولة في السنوات السبع الأخيرة"، مشيرة الى "النفقات الإضافية الكبيرة" التي يبدو الآن "لا مفر منها".

من جهتها، كتبت صحيفة "طوكيو شيمبون": "المفاجأة والحرج"، معترفة أن السياق العالمي لم يترك أي خيار أمام المنظمين. وأضافت أن "تنظيم الحدث هذا العام سيكون محفوفاً بالمخاطر وأن تأجيلاً طويلاً حتى العام 2022 سيكون مكلفاً جداً بالتأكيد". كما أعربت الصحيفة عن أسفها للطريقة التي عالجت بها اللجنة الأولمبية الدولية الأزمة، بتكرارها لأسابيع أن الألعاب يمكن أن تبدأ كما هو مخطط لها في 24 تموز، قبل أن تعود في قرارها. وتابعت: "لم تُظهر السلطات الأولمبية الصفات القيادية القوية التي كنا نأملها".

وقال الرياضيون اليابانيون أنهم أصيبوا بخيبة أمل بسبب التأجيل، لكنهم أكدوا تصميمهم على التدريب والاستعداد للموعد النهائي الجديد.


MISS 3