طوني كرم

تمسّك "الإفرنج" بفرنجيّة

30 أيار 2023

02 : 00

تتمسّك فرنسا بدعم فرنجيّة لأنه يحظى بغطاء وموافقة «حزب الله»

تشخص الأنظار اليوم إلى العاصمة الفرنسيّة، لمواكبة «اللقاء الرئاسي» بين البطريرك بشارة الراعي والرئيس إيمانويل ماكرون؛ المتزامن مع تسارع وتيرة الإتصالات بين الكتل النيابيّة المعارضة لمحاولة «الثنائي الشيعي» فرض التوافق حول ترئيس رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجيّة من دون سواه.

وإلى جانب العديد من الملفّات التي يحملها البطريرك الراعي في جعبته، يترقّب المتابعون أن يساهم لقاء «الخمسين دقيقة» في الإليزيه، في تبديد الضبابيّة المستجدّة (إن وجدت) التي خلّفها الإستحقاق الرئاسي على العلاقة التاريخيّة بين بكركي وفرنسا.

وإذا كان من الطبيعي أن يتبادل الفرنسيون مع ضيفهم اللبناني المعطيات التي دفعتهم إلى إطلاق مبادرتهم الرئاسيّة والتمسّك بها، فإنّ المستجّد سيكون تسلّح الراعي بالمعطيات الجديدة حول اقتراب القوى المسيحيّة من التوافق على أحد المرشحين الذين توصّلت إليهم لائحة بكركي الرئاسيّة؛ ما يُفقد الإليزيه ذريعة إصراره على وجوب الإسراع في انتخاب فرنجيّة، على اعتبار أنه المرشّح الجدّي الوحيد في وجه تمادي اختلاف «المعارضات» والمسيحيين في ما بينهم.

في السياق، علمت «نداء الوطن» من مصادر فرنسيّة، أن الجانب الفرنسي سيكرّر أمام الراعي تمسّكه بدعم ترشيح فرنجيّة على اعتبار أنه المرشّح الذي يحظى بغطاء وموافقة «حزب الله» من دون سواه. الأمر الذي بدا جلياً من خلال سلسلة المواقف التصعيديّة لمسؤولين من حركة «أمل» و»حزب الله» خلال الساعات الأخيرة.

ورغم تعويل «المعارضة» على خرقٍ بطريركي يحدّ من جنوح فرنسا المتمادي في دعم رئيس تيار «المردة» لرئاسة الجمهوريّة، فإنّ الجانب الفرنسي سيضع الراعي، وفق المعلومات، في صلب الإتصالات والمعطيات التي ارتكز عليها في مبادرته، ودفعته إلى البحث عن سبل تجنيب «لبنان الدولة» الفوضى. وذلك وسط إندفاعة غير مسبوقة تدفع بعض القوى السياسيّة إلى المطالبة بإعادة النظر في التركيبة السياسيّة أو البحث عن عقد إجتماعي جديد، بعد عجز النظام القائم عن تأمين الإستقرار وانتظام عمل المؤسسات في الدولة.

ورأت أوساط متابعة لهذه الزيارة أنّ الرئيس ماكرون المنغمس في متابعة دقيقة لمآل إعادة تكوين السلطة في لبنان، سيضع البطريرك الراعي أمام مخاطر رهان القوى المسيحيّة المعارضة مبادرته، على إطالة أمد الفراغ والدفع باتجاه إعادة النظر في العقد الإجتماعي القائم أي الدستور خلال هذه المرحلة... الأمر الذي من شأنه أن يرتدّ سلباً على المسيحيين ومستقبلهم وشراكتهم الفاعلة في النظام، ما يضع المسيحيين الذين يحمل الراعي هواجسهم أمام حتميّة فقدان المناصفة لصالح تكريس المثالثة بأقل تقدير!.

في سياق متصل، وضع المعترضون على مبادرة ترئيس فرنسا مرشّح «الثنائي» سليمان فرنجيّة، التهويل على المسيحيين في إطار المخطط الممنهج لإرضاء «حزب الله» المسيطر على الدولة التي تشكّل شريكاً محورياً لضمان استقرار الإستثمارات الفرنسيّة في المنطقة، بعيداً عن مصالح اللبنانيين ومستقبل المسيحيين في لبنان.

الراعي في الفاتيكان

وكان الراعي إلتقى في الفاتيكان أمس أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، قبل أن يتوجه اليوم الثلثاء إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه.


MISS 3