مريم مجدولين لحام

لبنانيون عالقون في تركيا: أموالنا لا تكفي حتى 12 نيسان!

28 آذار 2020

02 : 05

مهاجرون "من تحت الدلفة إلى تحت المزراب"!

هاجروا من مدينة طرابلس إلى الحدود اليونانية التركية للعبور وعادوا إلى اسطنبول خائبين... "عبدالرزاق طلال دكرمنجي، أحمد خلدون الرافعي، عبدالرحمن جمال بصل، محمود علي حمزة" أربعة من لبنانيين كُثر، يفوق عددهم الثلاثين، تركوا لبنان إلى تركيا ومنها إلى الحدود اليونانية بهدف اللجوء السياسي إلى أوروبا بعدما فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحدود، فوجودوا أنفسهم عاجزين يواجهون اليوم خطر الجوع والتشرد في طرقات اسطنبول، في ظل إقفال المطار، وقف الرحلات بين البلدين، وفقر حال ذويهم وإهمال المعنيين.

الشاب عبد الرزاق دكرمنجي، وهو لاعب كرة قدم في منتخب لبنان للشباب، ومن جملة اللبنانيين الذين تركوا البلاد نحو أمل اللجوء إلى أوروبا، يقول لـ"نداء الوطن": "أغلبنا من طرابلس المنسية، كتبتم عنا سابقاً ولم يأبه أي مسؤول لنا، قضينا ثلاثة عشر يوماً على الحدود اليونانية المحفوفة بالمخاطر بلا أكل ولا شرب ولا حمامات، نمنا على الأرض القاحلة تحت الخيم التي حملناها على ظهورنا، وقفنا في الصفوف بين الآلاف لنقتات من فتات ما تم توزيعه علينا، وكتبت عن مأساتنا وسائل إعلامية عالمية ولم تحرّك مأساتنا ضمائر السياسيين، كنا مجرد أصوات انتخابية لهم وما زلنا"، وأكمل: "ما إن ظهرت أزمة كورونا حتى توقفت الجمعيات عن تأمين الأكل، وتذرعت اليونان بالفيروس لتعليق اللجوء بعدما اتخذت مسبقاً نهجاً متشدداً تجاه اللجوء قبل تفشي الفيروس في أوروبا. وفي الأول من شهر آذار الحالي علّقت الحكومة اليونانية طلبات اللجوء الجديدة لمدة شهر، وأرسلت قوات عسكرية إلى الحدود مع تركيا حيث كنا لوقف وصول المهاجرين ولإعادتنا جميعاً إلى تركيا من دون مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة فلم يكن لنا خيار آخر سوى العودة إلى اسطنبول ومنها إلى لبنان، لكن ما إن وصلنا إلى اسطنبول فوجئنا بوقف رحلات الطيران".

ويشرح خلدون الرافعي، الشاب اللبناني الذي ترك لبنان أيضاً بهدف اللجوء، لـ"نداء الوطن" أنّ عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود من تركيا إلى الحدود اليونانية قد انخفض بشكل كبير وسط أزمة الفيروس، واليوم يقبع عشرات اللبنانيين تحت رحمة القنصلية ووعودها بتأمين قاعة للمبيت تستطيع أن تحتضن حوالى الـ35 مواطناً لبنانياً مشرداً في طرقات اسطنبول وفنادقها، وأضاف: "تكلمنا مع العديد من المعنيين في القنصلية اللبنانية وآخرهم كان الدكتور مجد النصولي الذي وعدنا بتأمين مكان لنا، شرحنا له أننا التقينا في اسطنبول بأكثر من 14 شخصاً ينامون في الشارع، أحدهم كان رجلاً مسناً عمره 57 عاماً، ونحن أموالنا لا تكفي حتى الثاني عشر من نيسان"، الموعد المبدئي لإعادة فتح المطار الذي على الأغلب سيتم تمديده... فهل يصدق وعد القنصلية فتحيط اللبنانيين العالقين في تركيا برعايتها بانتظار فتح طريق العودة إلى لبنان؟


MISS 3