يوسف مرتضى

لماذا تنتظرون دعوة بري؟

1 حزيران 2023

02 : 00

في حديث صحافي، يقول رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع إنهم أنجزوا اتفاقاً مع «التيار الوطني الحر» وأفرقاء آخرين في المعارضة على تبني ترشيح جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية. وفق حسبة جعجع سينال أزعور أكثر من 65 صوتاً، بينما لن تتجاوز الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها مرشح الممانعة سليمان فرنجية الـ55 صوتاً، إذا دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية. ويستطرد جعجع قائلاً إنّ بري لن يدعو إلى جلسة ولو بعد 300 سنة إلا إذا ضمن فوز فرنجية.

وهنا أسمح لنفسي كمواطن حريص على إنهاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، كمدخل ضروري لإعادة تسيير أعمال مؤسسات الدولة، أن أسأل: لماذا تنتظرون دعوة الرئيس بري لعقد جلسة للمجلس النيابي في الوقت الذي لا يشترط الدستور في المادة 74 منه دعوة من رئيس المجلس؟

وفيما يلي نص المادة 74: «اذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو سبب آخر فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون واذا اتفق حصول خلاء الرئاسة حال وجود مجلس النواب منحلاً تُدعى الهيئات الانتخابية من دون ابطاء ويجتمع المجلس بحكم القانون حال الفراغ من الأعمال الانتخابية».

واستناداً إلى هذه المادة الدستورية والتزاماً باحكام الدستور والقانون وإنفاذاً لهما، وحرصاً على تسيير أعمال مؤسسات الدولة والتصدي للأزمات التي يعاني منها اللبنانيون، بادر النائبان نجاة عون وملحم خلف ولا يزالان لأكثر من 150 يوماً حاضرين ليلاً ونهاراً في القاعة العامة للمجلس النيابي، من دون أي مشاركة تذكر من النواب الذين يصنّفون أنفسهم سياديين ودستوريين، إلا من عددٍ من النواب التغييريين أحياناً.

وبينما كنا قد تفاءلنا خيراً بتوقيع 46 نائباً على بيان تبنٍّ ودعمٍ لمبادرة النائبين عون وخلف، لو التزم هؤلاء بتنفيذ توقيعهم واعتصموا إلى جانبهما، لكان شكّل ذلك قوة ضغطٍ داخلي وخارجي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل أشهر من الآن. لكن للأسف تبيّن أنّ التواقيع كانت حبراً على ورق، وإن علا صراخ التحديات من هنا أو هنالك!؟

وبغض النظر عن رأي «المعارضة» بالعهد الجهنمي الذي أوصل البلاد إلى ما هي عليه من خراب اقتصادي ومالي وقضائي وإداري وهو الشريك الأساسي لمحور الممانعة، أقول: كفى مناورات، كفى انتظارات، تفضلوا إلى القاعة العامة لمجلس النواب ومارسوا القواعد الديمقراطية والدستورية وفق أصولها، أنتم لستم بحاجة لدعوة من بري، قوموا بواجبكم الوطني وبما فوضكم به الشعب طالما أنكم واثقون من حسبتكم وافضحوا تعطيلهم، أو استقيلوا واتركوا للشعب أن يقول كلمته. إحذروا إطالة أمد الفراغ، الحياة لا تحب الفراغ…