الراعي: للافادة من هذه العزلة القسرية والاصغاء لكلام الله

13 : 51

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، وعاونه فيه المطرانان حنا علوان وسمير مظلوم، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "يا يسوع ابن داود ارحمني" قال فيها: "صرخة الاعمى وقعت في قلب يسوع، لأنها صادرة من قلبه المؤمن. فبفضل بصيرته الداخلية الروحية أدرك أن "يسوع الناصري" الذي يمر، إنما هو المسيح الآتي من سلالة داود ليحمل البصر للعميان، على ما تنبأ عنه اشعيا: "روح الرب علي، مسحني وأرسلني لأنادي بعودة البصر إلى العميان" (لو18:4). فلما سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك"، لم يطلب حسنة، بل أجاب: "يا معلم، يا رابوني، أن أبصر". فما كان من يسوع إلا أن استجاب لطلبه وامتدح ايمانه: "أبصر! إيمانك خلصك" (مر10: 51-52).

مع إخواني السادة المطارنة وسائر اعضاء الأسرة البطريركية، نقيم هذه الذبيحة المقدسة ملتمسين من المسيح الفادي ان يشملنا والبشرية جمعاء بالرحمة الالهية، فيما نلتمس بصرخة الايمان مثل طيما، اعمى اريحا: شفاء المصابين بوباء كورونا، نجاة الاصحاء من هذا الوباء، الحد من انتشاره وازالته، حماية المعتنين بالمصابين: أطباء وممرضين وممرضات وأهالي ومتطوعين، البلوغ بالأبحاث العلمية الطبية إلى إيجاد الدواء الشافي".

أضاف: "نصلي على الاخص لكي نلبي دعوة الرب يسوع لنا إلى "تمييز علامات الازمنة وقراءتها" (متى3:16)، بعد أن جاء فيروس كورونا غير المنظور، يفتك بالبشر في جميع بلدان الكرة الأرضية، فشلها برا وبحرا وجوا وألزم الجميع العيش داخل جدران منازلهم أكانوا كبارا أم صغارا، أغنياء أم فقراء، أصحاء أم مرضى، أصحاب مال ونفوذ وسلطة وسلاح، أم أناس عاديين أم أقل من عاديين".

وتابع: "لا أحد يعرف متى تنتهي معركة هذا الفيروس ضد البشرية وجميع دول الارض. في هذه الحالة، نحن عميان البصيرة والرؤية. وحده المسيح، الذي قال عن نفسه، ولا عن أحد سواه: "أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام" (يو12:8)، قادر أن يخاطب العقول والارادات والقلوب، لكي يتحرر الجميع من عماهم الروحي. هذا العمى، على الرغم من الاكتشافات العلمية والتقنية والتقدم المذهل، قد عطل الرؤيا الانسانية والخلقية والاجتماعية، وظهر في انحراف العلاقات بين الناس وتدني الأخلاق وفقدان الالتزام الاجتماعي الرامي الى الخير العام، وطغت الروح الاستهلاكية والمادية والاباحية على المستوى الخلقي والسياسي والاقتصادي والاعلامي".

ودعا الى "الافادة من هذه العزلة القسرية الشخصية والاجتماعية والدولية، والوقوف أمام الذات بحضرة الله وكتبه المقدسة، والاصغاء لما يقول لنا ولكل واحد وواحدة منا... عالم جديد يجب ان يولد، إنسانا ونهجا ومسلكا ورؤيا تصويبية. ولقد وعدنا الربُ يسوع في خاتمة الكتب المقدسة بعهديها القديم والجديد: "هاءنذا أجعل كل شيء جديدا" (رؤ5:21). "فأنا هو الألف والياء، الاول والآخر، البداية والنهاية" (رؤ13:22)، له المجد والتسبيح مع الآب والروح القدس من الآن وإلى الأبد، آمين" .