الشّيخ الخطيب استقبل وفداً كتائبيّاً: لتثبيت أركان الدّولة والعودة إلى الحوار

16 : 34

إستقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ظهر اليوم الخميس، في مقر المجلس، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل على رأس وفد، ضم، الدكتور طوني الحاج، الدكتور جورج يزبك، عبدالله نصار وغسان أبو جودة، وتم التباحث في الشؤون الوطنية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.


الخطيب

ورحّب الشيخ الخطيب بالوفد في مقر المجلس، "الذي رفض مؤسسه الإمام السيد موسى الصدر عزل أي مكوّن لبناني، لا سيما حزب "الكتائب" من دون منة على أحد، بل لشعوره بالمسؤولية الوطنية"، مؤكداً "ضرورة ان يعمل اللبنانيون لبناء دولة المواطنة التي تحقق العدالة الاجتماعية وترتبط مباشرة بمواطنيها من دون المرور بطوائفهم"، مشدداً على "مسؤولية القيادات الدينية في تعزيز مفهوم المواطنة، ونشر ثقافتها التي تعزز مكانة الانسان وتحفظ كرامته ولا تضع حواجز بين اللبنانيين وتحقق المساواة في الحقوق والواجبات، كما أن مسؤولية الأحزاب السياسية هي الارتقاء بمستوى الوعي الوطني لدى المواطنين وليس إثارة النعرات وتعميق الانقسامات الطائفية واستخدامها لمآرب سياسية حزبية أو فئوية أو شخصية".




وأكّد أن "الدين الذي يُفرّق بين الناس هو عنصرية وتخلّف ويجب ان يتسم الخطاب الديني والسياسي بالاعتدال وعدم التشنج بما يحصّن الوحدة الوطنية التي تخربها الطائفية المقيتة التي كانت سبب كل مشاكلنا وأزماتنا في لبنان، وان الانتماء الديني والطائفي لا يعطي امتيازا لأحد على أحد في الحقوق والواجبات وفي الكرامة الانسانية التي هي هبة من الله وليس منة من أحد على احد والمهم الآن تقديم الاولويات لان الازمات تكاد تنهي الوطن ويجب البدء بالاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة قادرة على ايجاد الحلول والازمات واعادة المؤسسات لتقوم على خدمة المواطنين، ثمّ بعد تثبيت أركان الدّولة العودة إلى الحوار وليضع كلُّ فريقٍ سياسيّ مخاوفَه على الطاولة والخروج بحلّ حقيقيّ يُطمئِن الجميع".


الجميل

بعد اللقاء، شكر النائب الجميل في تصريحٍ، الشيخ الخطيب على الاستقبال، وقال: "كانت فرصة جميلة ليكون هناك نقاشٌ مطوّلٌ ومعمّق في كلّ المسائل الوطنيّة والوجوديّة، وتركّز الكلام اولاً على تمسكنا بلبنان ووحدته واعتبار كلّ مواطن مسؤولية بالنسبة إلينا وأخاً لنا، وعلينا الحفاظ على كل المكونات وعلى كل فرد من الشعب اللبناني، وهذا الشيء لا يمكن أن يتأمن إلا بالمساواة. وكان تركيزُنا خلال هذه الجلسة على أنّ المساواة والشعور بها لدى جميع اللبنانيين، هو الذي يُمكنه أن يُؤسّس لبناءِ الدّولة ويسهّل كلّ مهمّاتنا، وعبّرنا عن وجهةِ نظرنا حول هذا الموضوع، بأنّ الشّعور باللامساواة هو الدّافع الأساسيّ الّذي يخلقُ التشنّجات التي تحصلُ في البلد، وإذا كنّا حقيقةً نريدُ أن ننقل البلد الى مكان أفضل وان نطوي صفحات التشنج والتوتر فيه وينعكس على كل المستويات، وينعكس على الاستحقاقات الدستورية وعلى النقاشات السياسية اليومية، واذا كنا نريد حقيقة أن نفتح صفحة جديدة، فهذه الصفحة لا يمكن أن تُفتح إلا إنطلاقاً من مبدأ المساواة بين اللبنانيين ومرجعية الدولة".




وأعرب الجميل عن ارتياحه في "الجلسة التي حصلت اليوم وتمسّك سماحة الشيخ بمبدأ الدولة وبمرجعيتها وبمبدأ المساواة بين اللبنانيين"، وقال: "الأكيد لا يمكننا من هذا الصرح إلا أن نرتكز على مبادئ أساسية للإمام علي الذي رفض الظلم وكانت عنده مواقف متقدّمة جداً في كل ما يتعلق بكرامة الناس ومحاربة أي ظلم يقع على أي أحد، ونحن نعتبر انطلاقاً من هذه المبادئ السامية التي تتميز بها الطائفة الشيعية بشكل عام، علينا ان نضع أنفسنا مكان الاخرين، ولو كنا مكان الآخر، ماذا ستكون ردة فعلنا؟ وإذا وضع كل واحد منا نفسه مكان الآخر وأصبح يفكر من هذا المنطلق، فالاكيد أننا سنتقدم كثيراً الى الامام. وإذا فكر كل واحد انطلاقاً من رؤيته للأمور ولم يأخذ بعين الاعتبار ماذا يفكر الآخر؟ عندها لا نستطيع أن نصل الى أي نتيجة. لهذا السبب من واجب اللبنانيين ان يضعوا أنفسهم مكان بعضهم البعض. يجب عليّ أن أفكر أنني لو كنت مكان مواطن من الطائفة الشيعية ويتعرض للقصف والتهديد الدائم والشعور بالغبن في مكان معين كيف كنت سأتصرف؟ أيضاً، على أبناء الطائفة الشيعية ان يضعوا أنفسهم مكان أبناء الطوائف الأخرى الذين يشعرون أنهم مواطنون درجة ثانية، فماذا ستكون ردة فعلهم في هذا الوضع؟".


اضاف: "بالنسبة إليّ، المهم أن نتحمل المسؤولية الوطنية التي لا نستطيع ان نحققها إلا من خلال النضوج الكافي والاستفادة من تجارب الماضي. كلنا مررنا بهذا المراحل وكنا نملك السلاح وكنا مقاومة، وكلنا مررنا بتجارب كنا أقوى من الآخرين في الدولة، ويجب ان نستوعب أنه لا يمكن أن يستقوي أحدنا على الآخر ويجب ان نخلق شراكة ومساواة حقيقة انطلاقاً من نظامٍ سياسيّ ضمن حقوقِ الجميع وانطلاقاً من سيادة الدَّولة ووحدة القرار ووحدة السلاح في الدولة، وهذا هو الذي يريح الجميع. فانطلاقاً من هنا، نتمنّى أن يكون هناك حوار جدي ومنفتح، والكلام الذي سمعناه من سماحة الشيخ اليوم ٍمطمئن، وهو تناول المبادئ الذي انطلق منها وهي المبادئ نفسها التي نطالب بها، وإذا كنا حقيقة نريد اليوم أن نفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان فلدينا عناصر موجودة وكافية لذلك من ناحية المبادئ المشتركة التي سمعناها اليوم وكانت مطمئنة جداً، وعلى هذا الشيء أن يترجم من خلال الأداء السياسي عند القوى السياسية. وبالنسبة لنا نحن دائماً منفتحون ونمد اليد ومتمسكون بلبنان، لكن انطلاقاً من المساواة ومن مرجعية الدولة والدستور وتطبيق القانون، وألا يكون هناك صيف وشتاء في بلد واحد".


الجمعية العاملية

واستقبل الشيخ الخطيب رئيس "الجمعية العاملية" يوسف بيضون الذي قدم للشيخ الخطيب دعوة لحضور الاحتفال الذي تقيمه الجمعية برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسها في الثانوية العاملية في 23 حزيران الجاري.

MISS 3