ريتا ابراهيم فريد

الدكتور كارلوس نجيم: مرضى الربو مدعوّون إلى الحذر... وابتعدوا عن الأركيلة

31 آذار 2020

05 : 15

بات معلوماً أنّ فيروس الكورونا يضرب الجهاز التنفّسي، وأنّ الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به هم أصحاب المناعة الضعيفة والمصابون بأمراض مزمنة، ومن ضمنها الربو والأمراض التنفسية وأمراض القلب، التي يعاني المصاب بها من صعوبات في التنفّس، وبالتالي عليه أن يتّخذ تدابير مضاعفة للوقاية من الكورونا.

"نداء الوطن" تواصلت مع الإختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة والحساسية والربو الدكتور كارلوس نجيم، فشرح خطورة الكورونا على هؤلاء الأشخاص بالذات، وقدّم لهم نصائح عدّة تساعدهم على الوقاية بشكل أكبر.


ما خطورة الكورونا على من يعانون الربو أو أمراضاً تنفّسية؟


خطورة هذا الفيروس أنّه يتطوّر عبر ظهور أعراض خفيفة كالرشح أو الحرارة، ليصيب الجهاز التنفسي خاصة عندما تكون مناعة الإنسان ضعيفة، ويؤدي بالتالي الى إشتراكات. هذه الإشتراكات قد تستدعي نقل المريض الى العناية الفائقة واستخدام الآلات المساعدة على التنفّس. وفي بعض الحالات قد تؤدي الى الموت.

لا بدّ من الإشارة الى أنّ هذه الإشتراكات لا تصيب كل المرضى، إنّما تحدث بنسبة 15% من الحالات، وبشكل خاص عند من يعانون من أمراض مزمنة وضعف في الجهاز التنفسي، مثل الربو أو الإنسداد الرئوي المزمن الناتج عن التدخين.



ما هي التدابير الوقائية المطلوبة من هؤلاء الأشخاص أكثر من غيرهم؟


يجب أن يكونوا حريصين جداً لناحية عدم الإختلاط بالناس. لأن العلاج الأفضل حتى الآن هو العزل المنزلي الكليّ، وهذا يعني عدم الإختلاط مع أشخاص قادمين من السفر أو أشخاص تبيّن أنهم مصابون بالكورونا. خاصة أن هذا الفيروس ينتقل بالعدوى من دون أن تظهر العوارض، وهنا تكمن الخطورة. كما يجب من يعانون من أمراض في الجهاز التنفّسي أن يلتزموا بعلاجهم، وأن يراجعوا طبيبهم عند حدوث أيّ إشكاليّة طبيّة للتأكّد من عدم إلتقاطهم للعدوى. ويستحسن أن يكون نظامهم الغذائي متوازناً، وأن يمارسوا الرياضة ولو بطريقة محدودة ضمن نطاق المنزل، فالرياضة بالتأكيد هي جزء من الصحة الجيّدة.





في حال شعر هؤلاء بضيق في التنفّس. هل عليهم التوجّه فوراً الى المستشفى؟


في ظلّ وجود عوارض كالحرارة المرتفعة أو التعب الجسدي أو آلام الحلق والرشح والسعال، خاصة في هذه المرحلة (أي نهاية موسم الرشح العادي) على هؤلاء الأشخاص أن يعتبروا أنهم أصيبوا بفيروس الكورونا حتى إثبات العكس. وعليهم اعتبار العوارض التي يشعرون بها بمثابة جرس إنذار لمراجعة طبيبهم. ومن المستحسن مراقبة ضغطهم وحرارتهم في المنزل، واذا أمكن كذلك نسبة الأوكسيجين.

ونطلب من مرضى الربو تحديداً اتباع علاجهم بطريقة منظّمة، وخاصة البخّاخ الذي يساعد على توسيع القصبات الهوائية. وعليهم بالطبع تجنّب كلّ العوامل التي قد تسبّب لهم الحساسية، كالسجاد أو الرطوبة في الفرش، وندعوهم الى تناول الغذاء الصحي الذي يحتوي على مغذيات وفيتامينات.

لكن كل هذه الإجراءات لا تغني عن مراجعة الطبيب ومراجعة قسم الطوارئ في المستشفى من دون أي تأخير. فالتوجّه الى المستشفى هو لإجراء مزيد من الفحوص كالصور وفحوص الدم وفحص الـPCR والأهم صور السكانر للرئة، التي تساعد في تحديد حجم الضرر الذي أصاب الرئة ومدى خطورة الوضع.


من الضروري أن نستعمل المعقّمات. لكن هل يشكّل تنشّقها خطورة على المصابين بأمراض تنفّسية؟

لا بدّ من التنبّه الى أنّ استعمال المعقّمات التي تحتوي على الكلور، قد يزيد من مشكلة ضيق التنفّس خاصة عند من يعانون من حساسية في القصبات الهوائية أو في الرئة أو الذين يعانون من الربو. لذلك إذا كان هؤلاء ملتزمين البقاء في منازلهم، فإن غسل اليدين بالمياه والصابون لأكثر من 20 ثانية يكفي، وتنتفي الحاجة الى استخدام المعقمات التي قد تسبب لهم مشاكل إضافية في التنفس.


هل يؤثّر الكورونا على من يعانون الحساسية؟

لا داعي للقلق لمن يعانون من الحساسية الموسمية مثل حساسية الربيع، خاصة إذا كانت عوارض هذه الحساسية خفيفة ويستطيعون السيطرة عليها من خلال الأدوية.


هل يشكّل الكورونا خطورة أكبر على المدخّنين؟

أكّدت الدراسات أنّ نسبة الإشتراكات والتدهور في جهاز المناعة والجهاز التنفّسي تزداد عند المدخنين، سواء من يدخّنون السجائر العادية أو السجائر الإلكترونية أو الأركيلة.


هل ينتقل الكورونا عبر الأراكيل؟


الخطر كبير في ظلّ وجود الأركيلة، لأن الكورونا ينتقل عبر اللعاب والرذاذ. وحتى لو تمّ استبدال نبريش الأركيلة، لن يقلّ حجم الخطر، فالفيروس قد يستقرّ في مياهها. وبناء على هذه المعطيات، تمّ منذ البداية اتخاذ القرار بالحدّ من ظاهرة الأركيلة في المطاعم. وهو إجراء سبق أكثرية الإجراءات مثل منع التجمّعات وإقفال المدارس وإقفال الحدود البريّة والجويّة.


MISS 3