مؤشر حيوي جديد في الدم قد يتوقّع احتمال إصابتك بالتراجع المعرفي

02 : 00

لطالما اعتُبِر تراكم صفائح الأميلويد وبروتينات "تاو" المتشابكة في الدماغ السبب الرئيسي وراء نشوء مرض الألزهايمر.

كانت مساعي تطوير الأدوية تُركّز عموماً على استهداف الأميلويد وتاو وتهمل في المقابل الدور المحتمل لعوامل دماغية أخرى، مثل الجهاز المناعي العصبي. لكن تذكر دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية الطب في جامعة "بيتسبرغ" أن الخلايا النجمية (خلايا دماغية على شكل نجمة) تؤثر بشدة على مسار تطور الألزهايمر.

تكثر الخلايا النجمية في نسيج الدماغ. إلى جانب الخلايا الدبقية الأخرى (أي الخلايا المناعية المقيمة في الدماغ)، تدعم الخلايا النجمية الخلايا العصبية عبر مدّها بالمغذيات والأكسجين وحمايتها من مسببات الأمراض.

كان العلماء يغفلون سابقاً عن دور الخلايا النجمية في التواصل العصبي لأن الخلايا الدبقية لا توصل الكهرباء مثل الخلايا العصبية. لكن تتحدى دراسة جامعة "بيتسبرغ" هذه الفكرة وتسلّط الضوء على دور الخلايا النجمية في صحة الدماغ وأمراضه. نُشرت نتائج الدراسة حديثاً في مجلة "ناتشر ميدسين".

في الدراسة الجديدة، أجرى الباحثون فحوصات دم لألف مشارك من ثلاث دراسات منفصلة شملت راشدين أصحاء ومتقدمين في السن، مع أو من دون تراكم الأميلويد. ثم حللوا عينات الدم لتقييم المؤشرات الحيوية التي تشير إلى تفاعل الخلايا النجمية، بما في ذلك الحمض البروتيني الدبقي الليفي، تزامناً مع وجود بروتينات "تاو" المُسببة للمرض.

إكتشف الباحثون أن من حملوا أعباء الأميلويد والمؤشرات الدموية التي تنذر بتنشيط الخلايا النجمية أو تفاعلها بطريقة غير طبيعية كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الألزهايمر المصحوب بالأعراض مستقبلاً.

قد يكون رصد مؤشر حيوي جديد لمرض الألزهايمر تطوراً مهماً، لكن تبرز الحاجة إلى إجراء أبحاث إضافية.

يقول ديفيد ميريل، طبيب نفسي متخصص بالمسنين (لم يشارك في الدراسة): "لا بد من إجراء دراسات أخرى لتقييم الحمض البروتيني الدبقي الليفي كتدبير محتمل للرد على المقاربات التي تهدف إلى منع تطور أولى مراحل الألزهايمر. إذا كانت التغيرات في مستويات الحمض البروتيني الدبقي الليفي على صلة وثيقة بالنتائج المعرفية، قد يصبح هذا المؤشر الجديد أداة لتحديد المقاربات الكافية لإحداث فرق حقيقي. وإذا بقيت تلك المستويات مرتفعة، قد نضطر لمضاعفة الجهود لتجنب مرض الألزهايمر".


MISS 3