ريتا ابراهيم فريد

الإعلاميون في مواجهة كورونا

1 نيسان 2020

04 : 45

لا يقلّ دور الإعلام أهمية عن دور الجسم الطبي في مواجهة فيروس كورونا، حيث بات معلوماً أن العلاج الأساسي لهذا الوباء هو الوقاية منه عبر ملازمة المنزل. وفي هذا الإطار نشطت الحملات التوعوية في مختلف الوسائل الاعلامية ومعظم البرامج ونشرات الأخبار، فيما بادر قسم كبير من الإعلاميين الى ممارسة دورهم في التوعية وحثّ الناس على الالتزام بالإجراءات الوقائية للحدّ قدر الإمكان من انتشار الوباء. 



باتريسيا هاشم: حين يجتمع الإعلاميون يكون الصدى أعلى... والرسالة تصل


مبادرة لافتة أطلقتها الإعلامية باتريسيا هاشم، هدفت من خلالها أن يكون الإعلام في الصفوف الأمامية كسلطة رابعة الى جانب الجسم الطبي والوزارات المعنية، في ظلّ أزمة انتشار فيروس كورونا في لبنان.

فأنشأت مجموعة عبر "واتساب" ضمّت أكثر من تسعين إعلامياً، وأرسلت رسالة صوتية طالبة منهم عدم مغادرة المجموعة قبل أن يستمعوا إليها حتى نهايتها. أرادت باتريسيا من هؤلاء الإعلاميين الذين يتعذّر جمعهم في الحالات العاديّة بعد أن فرّقتهم أمور عدة مثل السياسة والإقتصاد، أن يجتمعوا في مسألة حياتية ووطنية تُعنى بالتوعية المجتمعيّة.

فسألتهم أن ينشروا مقطع فيديو تحت وسم "خليك بالبيت" لتشجيع الناس على الالتزام بالاجراءات الوقائية وملازمة المنزل. وفيما تراجع البعض منهم وخفّت حماستهم، إلا أن الأكثريّة استمرّوا وأثبتوا أن الهدف الأساسي كان حقيقياً.

هذا وأشارت باتريسيا الى أنّ للإعلاميين تأثيراً كبيراً في التوعية، والدليل هو مواقع التواصل الإجتماعي: "فإذا راقبنا عدد المتابعين الموجود على صفحات الإعلاميين، نجد أنه أعلى بكثير من العدد الموجود على صفحات أصحاب الشأن من سياسيين وأطباء وغيرهم"، حسب قولها. وعبّرت أيضاً عن سعادتها بحملة "أنا كمان عندي كورونا" المتضامنة مع المصابين، والتي تؤكّد على أنّ الإصابة ليست عيباً، وأنّ التصريح عنها ضروري من أجل أن يحمي المصاب نفسه ومجتمعه. وتابعت: "قمنا بعدها بحملة جديدة لدعوة فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء لإعلان حظر التجوّل وهذا ما تحقّق ولو بشكل غير رسمي".

ولفتت هاشم الى أنّ الصوت حين ينطلق وحيداً سيكون مشتّتاً، ولن يتمكّن من إيصال الرسالة المرجوّة. بينما عندما تجتمع الأصوات، سيصبح صداها أكبر وأعلى فتصل الرسالة، وهذا هو التأثير الحقيقي للإعلام والإعلاميين.

وفي هذا الإطار تواصلنا مع وزيرة الإعلام كي نخبرها بأنه لأوّل مرّة اجتمع كلّ الإعلاميين في صفّ واحد، وها هم اليوم يضعون أنفسهم في تصرّف الوزارة".



بيار رباط: هذه ليست موضة... وعلى كل إعلامي أن يستخدم منبره للتوعية


نوّه الإعلامي بيار ربّاط بأمر إيجابي يكمن في مشاركة عدد كبير من الإعلاميين في حملة «خليك بالبيت». وأشار الى إمكانية كل شخص أن يكون مؤثّراً، سواء كان إعلامياً أم لا. وأضاف: «نحن في ظلّ وباء عالمي. وبات من المعلوم أن الفيروس بحدّ ذاته ليس قاتلاً، إنّما المشكلة تكمن في سرعة انتشاره. وبالتالي فإنّ أي نظام صحي في العالم سيعجز عن معالجة عدد كبير من المرضى في الوقت نفسه. ولهذا السبب، قد لا يتمكّن الكثيرون من إيجاد سرير في المستشفى، وبالتالي قد يخسرون حياتهم». ربّاط الذي شارك في حملة «خليك بالبيت» ونشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تابع قائلاً: «نحن اليوم بين الحياة والموت. وعلى كلّ إعلامي أن يتحمّل مسؤوليته الإجتماعية في توعية الناس واستخدام منبره بالطريقة الصحيحة والمفيدة بهدف نشر الوعي». وطلب بيار من الإعلاميين الذين لم يشاركوا بعد في الحملة أن يتحمّلوا مسؤوليتهم ويبادروا الى المشاركة: «فهذه الحملة ليست موضة، إنّما هي واجب»، حسب قوله. 




جوزفين ديب: واجب الإعلامي أن يحثّ الدولة على تحمّل مسؤوليّتها


من جهتها، نشرت الإعلامية جوزفين ديب مقطع فيديو من داخل منزلها وهي تحضن طفليها، ودعت الناس الى البقاء في بيوتهم. لكنها اعتبرت أن مشاركة الإعلاميين بفيديو مدّته ثوانٍ هو أمر جيّد لكنّه رمزيّ، حيث رأت أنّ الإعلامي يجب أن يلعب دوراً توعوياً لا يقتصر فقط على دعوة الناس الى ملازمة منازلهم، بل أيضاً عبر استضافة إختصاصيين وخبراء وتقديم مادّة مفيدة للناس. وأضافت: «طبعاً هناك أشخاص لا يلتزمون في منازلهم لأسباب تافهة. لكن في المقابل هناك عدد كبير من الأشخاص المضطرين لعدم الالتزام بسبب وضعهم المادي والإجتماعي. وواجب الإعلاميّ أن ينقل هموم ومشاكل هذه الفئة من الناس بدل مخاطبتهم بفوقيّة، وأن يحاول حثّ الدولة على الاهتمام بهم وتحمّل مسؤوليتها تجاههم في تأمين الشروط اللازمة كي يتمكنوا من ملازمة منازلهم». وتابعت: «الناس اليوم يقفون أمام خيارين، إمّا الموت من الجوع أو من الكورونا. والبعض يخاطر بحياته ويخرج من منزله كي لا يموت هو وعائلته من الجوع. هؤلاء الأشخاص يستحقّون من كل إعلامي أن يقف الى جانبهم وأن ينقل همومهم». 




راشيل كرم: من الضروري أن ننشر الإيجابية

اعتبرت الإعلامية راشيل كرم أنّ دور الإعلاميين والصحافيين أساسي جداً في هذه المرحلة، وهو أهمّ من دور السياسيين والفنانين وخبراء الاقتصاد، حيث أنّ للإعلاميين تأثيراً كبيراً على الرأي العام ولو بنسب متفاوتة، «لا سيّما الإعلاميين الذين يعملون في المجال السياسي والإجتماعي الذين يملكون تأثيرهم أكبر من الإعلاميين الفنيين مثلاً، لأنّ علاقتهم مع الناس مباشرة وأقوى، حيث أنهم يتابعون المواضيع المتعلقة بشكل مباشر بحياة الناس، وهذا يخلق مصداقية وثقة كبيرة بين الطرفين». وأضافت أنّ دور الإعلامي الذي يشارك في حملات التوعية لا يقتصرعلى مساعدة شخصه أو عائلته أو بيئته الضيقة، إنّما هو يساعد بلده. وتابعت: «من هُنا كان لدينا قناعة بأهمية وضع خلافاتنا السياسية جانباً. وبأنّ واجبنا يلزمنا بأن نتساعد كإعلاميين وشعب وحكومة لمواجهة هذه الأزمة». من ناحية أخرى شدّدت راشيل على ضرورة نشر الإيجابية التي تشكّل 70% من المعركة مع هذا الوباء، وأوضحت: «فأيّ شخص مريض يجب أن تكون معنوياته مرتفعة جداً كي يتغلّب على مرضه. فكيف الحال في ظلّ وجود وباء يطال كل الناس؟ من هنا تأتي ضرورة الإضاءة على الأمور الإيجابية أيضاً وإظهار التزام الناس بملازمة المنزل مثلاً، او اتخاذ تدابير وقائية، فذلك من شأنه أن يخلق عدوى إيجابية بين الناس، وهذا ما يطلق عليه تعريف ثقافة الجماعة.




غريسيا أنطون: فضّلت أن أرتجل الكلام ليكون من "القلب للقلب"


في إطار توعية الناس على الالتزام بالبقاء في منازلهم، رسالة مؤثرة وجّهتها الإعلامية غريسيا أنطون وهي تحبس دموعها خلال نشرة أخبار المؤسسة اللبنانية للإرسال، حيث شاركت المشاهدين بقصة والدها "أبو الشوق" الذي خضع منذ فترة لعملية في القلب، حيث أشارت الى أنّ من واجبها أن تلتزم بالاجراءات الوقائية من أجل حمايته. غريسيا أكّدت على أنّها لم تقم بهذا الأمر بهدف الإستعراض، إنّما بهدف إيصال الرسالة بطريقة عاطفيّة، إذ تبيّن لها أن المشاهد يتفاعل بشكل كبير مع المشاعر الصادقة ومع الأمور الحقيقية. وأشارت الى أنّ الرسائل التي تلقّتها كانت داعمة بشكل كبير وشاكرة للتوعية التي قامت بها. وصرّحت قائلة: "كنت قد أعددتُ نصّاً كي أقرأه مباشرة على الهواء، لكن عندما حان الوقت، طلبت من زميلي ماريو عبود ألاّ يضع النصّ أمامي، وفضّلت أن أرتجل الكلام ليكون أكثر صدقاً ومن "القلب للقلب"، وبالتالي كي يكون صداه أكبر عند المشاهد". ولفتت الى أن دور الإعلاميين في هذه المرحلة كبير جداً، فمعظم المواطنين يلازمون منازلهم ويتابعون الأخبار عبر وسائل الإعلام كافة، المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية. وأضافت: "منذ البداية كنّا قريبين من الناس على مختلف الصعد، واليوم الجسم الإعلامي مثله مثل الجسم الطبي يجب أن يقف الى جانب الناس وأن ينشر التوعية المطلوبة، من خلال الرسائل التي نقدّمها كإعلاميين وأيضاً من خلال التوجيهات التي ننقلها من خلال مؤسساتنا الإعلامية ومن خلال صفحاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي".







MISS 3