يبدو الكيتامين، ذلك "المخدّر الفصامي"، واعداً أكثر من أي وقت مضى كعلاج آمن وفاعل للاكتئاب المستعصي.
تكشف تجربة عشوائية جديدة في الولايات المتحدة أن حِقَن الكيتامين تعطي مفعولاً مساوياً للعلاج بالصدمة الكهربائية على الأقل لاستهداف أنواع غير ذهانية من الاكتئاب الحاد.
بعد العلاج بالصدمة الكهربائية أو الكيتامين، ذكر المرضى المشاركون في التجربة أن نوعية حياتهم تحسّنت بشكلٍ شبه فوري. ظهرت آثار جانبية مثل الغثيان وضعف الذاكرة بعد تلقي العلاجَين معاً، لكن كانت هذه الأعراض عابرة.
عندما قسّم الباحثون المرضى على مجموعتَي العلاج عشوائياً (العلاج بالصدمة الكهربائية أو حِقَن الكيتامين)، انسحب المشاركون من المجموعة الأولى بوتيرة متسارعة. قد يتعلق السبب بضرورة اللجوء إلى التخدير العام لتلقي العلاج بالصدمة الكهربائية، بينما تقتصر حِقَن الكيتامين على 40 دقيقة ويمكن تلقيها حين يكون المريض مستيقظاً.
في النهاية، خضع 158 مصاباً بالاكتئاب للعلاج بالصدمة الكهربائية طوال ثلاثة أسابيع خلال هذه التجربة، بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، بينما تلقى 180 مريضاً حِقَن الكيتامين طوال ثلاثة أسابيع، بمعدل مرتَين أسبوعياً.
تَسجّل هؤلاء المرضى في التجربة عبر معاهد متعددة على طول الساحل الشرقي، بما في ذلك جامعات "يال" و"جونز هوبكينز" و"كلية بايلور للطب".
بعد أيام على نهاية العلاج، ملأ المرضى استبيانات حول صحتهم النفسية. اعتُبِر العلاج ناجحاً حين تراجعت مستويات حدّة الاكتئاب لدى المرضى بنسبة 50% على الأقل مقارنةً ببداية التجربة.
في نهاية المطاف، تجاوب 55% من هؤلاء المرضى مع علاجات الكيتامين، بينما تجاوب 41% منهم مع العلاج بالصدمة الكهربائية. كانت الآثار الجانبية المعتدلة أو الحادة أكثر شيوعاً بنسبة 30% تقريباً لدى من تلقوا العلاج بالصدمة الكهربائية.
غالباً ما يُستعمل العلاج بالصدمة الكهربائية مع المرضى الذين يحملون أفكاراً انتحارية في المصحات النفسية، لذا يحتاج الباحثون الآن إلى إقامة مقارنة واسعة بين هذا العلاج والكيتامين وسط المصابين بأكثر الحالات خطورة.
كانت دراسات سابقة قد كشفت أن الكيتامين يستطيع تخفيف الأفكار الانتحارية سريعاً لدى أكثر من ثلثَي المرضى، ما يعني أن هذا النوع الجديد من العلاجات قد ينقذ حياة الناس. ونظراً إلى قلة الخيارات المتاحة لمعالجة أشكال الاكتئاب المقاوِم للعلاج، لا يمكن تجاهل هذه الأدلة المستجدة.
