"الكنيسة لا تتدخل في السياسة ولا شيء يُعيق انتخاب رئيس"..

بعد جولاته على القيادات.. المطران بو نجم: ما حدا هيّن من السّياسيّين اللبنانيّين

15 : 15

رأى راعي أبرشيّة أنطلياس المارونية، المطران أنطوان بو نجم، في حديثٍ تلفزيونيّ أنّ الشعب يطلب من الكنيسة أكثر من قدرتها، علماً أنّها لا تتدخل في السياسية وهي ترفع الصوت عندما لا يقوم المسؤولون بواجباتهم، محمّلا الشعب المسيحي الذي هو جزء من الكنيسة المسؤولية، داعياً إيّاه الى عدم الاستقالة من دوره. وردّاً على سؤال، قال إنّ أكثر فئة من الناس اعتقدَ ان الكنيسة مقصرة تجاهها، هم المسؤولون السياسيون الذين يحتاجون الى تنشئة مسيحية ليحكموا بالحق.


ودعا بو نجم إلى احترام الرأي الآخر والبحث عن الأسباب التي تحرّك الآخر سلبياً وتجعله يقوم بردّات فعل معيّنة، معتبراً أنّ مشكلتنا في البلد اننا لا نعرف كيف نحلّ مشاكلنا، وخطاباتنا دائماً فيها تحدٍ وتخوين ورفع الصوت وفوقية.


وسأل: "كيف تعاطينا مع مشكلة صيدا؟ كان يجب حلُّ الأمور بالحوار بدلاً من التوتر وتبادل الاتهامات. لأنّ التصلّب والتشدد لا يؤديان الى نتيجة والمطلوب الانفتاح على الرأي الآخر والحوار المتّزن"، منتقداً "المتزمّتين والمتفلّتين داخل الكنيسة"، داعياً الناس إلى الركون الى الخطاب الرسمي للكنيسة في كل المواضيع.


المطران بو نجم اعتبر ألّا "حلَّ حقيقيّاً في لبنان لبناء الدولة، الا إذا قمنا بتنقية ذاكرة جماعيّة، خصوصاً بعد الحروب والخضّات العديدة التي مرت بلبنان"، مشدداً على أهميّة الوعي الشعبي لأنّه يضع الزعيم أمام مسؤولياته ويصوب خطابه بعيداً من الشعبويات.


وعن جولاته على القيادات المسيحيّة وغير المسيحيّة، جدّد التأكيد أنّ "الكنيسة لا تتدخل في السياسة ولا تعمل على طريقة السياسيين أي وفقا للمصالح الخاصّة والضيّقة بحثاً عن مكسبٍ من هنا أو هناك، بل هي تتدخل لدفعهم إلى إعلاء مصلحة الوطن عندما تتعرض كرامة المواطن الى التهميش والانتهاك". وأكد أنّ عدم طلبه أي شيء لنفسه أو للكنيسة كان نقطة قوَّة في لقاءاته بالسياسيين، مشيراً إلى أنّ الحوار كان جيّداً مع مختلف المسؤولين، لا سيما وان نتائج الجولات أدّت إلى التلاقي بين مختلف الأفرقاء في المعارضة، وهذه الزيارات ساهمت بشكل أو بآخر في اتفاقهم على أسماء عدّة، اي نحو 4 اسماء لا فيتو على أحد منها من قبل الجميع، وهذه الاسماء بالإضافة إلى نتيجة اللقاءات رفعتها بتقرير إلى غبطة البطريرك، وأنا أتصوّر أن المعارضة المسيحية تتفق اليوم على اسمين او ثلاثة.


وأمل بو نجم خيراً من مختلف اللقاءات التي أجراها لا سيما التواصل مع حزب الله حيث لمس أن الجميع أصبح قابلاً للجلوس معاً والحوار، وقال: "لا شيء يُعيق انتخاب رئيس اليوم، فالطرفان لديهما مرشّح، فليذهب الجميع الى البرلمان وليمارسوا العمل الديمقراطي والانتخاب وتداول السلطة".


وعن تعميم البطريرك واتهام النواب جميعهم بالتعطيل قال مطران انطلياس: "غبطته يعرف ماذا يقول ولماذا يقول، وأنا برأيي، ما حدا هيّن من السياسيين، وأدعو الجميع إلى التفكير حقيقةً بالوطن والانسان بعيداً من المصالح الضيقة، وأنا مقتنع بأنّ العيش معاً يبدأ بتقديم التطمينات من قبل الفريقَين، أي السلطة والمعارضة، لبعضهما البعض وبأن يتمتع كلّ طريف بالصراحة للتعبير عن هواجسهم والاقتناع بألّا أحد يستطيع أن يحكم أحداً في هذا البلد، ويجب أن يتحلى فريق ما بالجرأة ويأخذ المبادرة والبدء بتطمين الآخر. وسأل لماذا الاستعراض العسكري الذي حصل منذ ايام وما الهدف منه؟ وهل كان ضرورياً في هذا التوقيت؟".


وأكد ألّا نية لتكرار لقاء قرنة شهوان اليوم، وإذا كان من احتمال لتأسيس لقاء في المستقبل سيكونُ دوره التّفكير بمساعدةِ المجتمع اللبناني من دون تجزئة وتطييف، ليكون مجتمعا أفضل وليس فقط تأمين أو حماية الحضور المسيحي في لبنان لأنّ بكركي دورها وطني، مؤكّداً أنّ "البطريرك ليس منحازاً سوى للبنان أفضل، لأنّ المسيحيّة انفتاح ولقاء ومشاركة، وإذا كان من لقاء سياسي سيكون هذا نفَسَه. فالحقوق هي الشراكة في السلطة والمساواة في الحكم وذلك من خلال تبادل الثقة بين مكونات الوطن. وبالتالي، خارطة الطريق لبناء الدولة تبدأ بالتطمينات، مروراً بالحوار فالمصالحة وصولاً إلى رئاسة الجمهورية ودولة مؤسسات وبعدها يمكن طرح البحث بالنظام "عالبارد وليس عالحامي " في ظل هذه الفوضى المستشرية".


واعتبر أنّنا منذُ العام 1953 وحتّى اليوم لا نعيش الا على سياسة الترقيع، واليوم حان الوقت لان يدرس النُخب والمتخصّصون تاريخ لبنان وكل الحقبات المفصلية لاستخلاص العبر وتحديد ما هو أفضل نظام للبنان معتبرا ان الازمة معقدة ولا شك ان اعجوبة تجعل هذا البلد صامدا داعيا الشعب الى الوعي الى اهمية دوره.


وردّاً على سؤالٍ، رأى بو نجم ألّا عملَ جديّاً حتّى اليوم في مكافحة الفساد، محذراً من خطر الاخذ بالثأر بين المسؤولين، معتبراً أن القضاء المستقلّ هو المدماك الاساس لمكافحة فعلية للفساد والمحاسبة والمساءلة.


وقال إنه متفائل بالتحولات الحاصلة في المنطقة حيث سبقنا العالم العربيّ بالانفتاح اليوم.


وعن دور المرأة، أوضح أنّه مؤمنٌ بأنّ خلاص لبنان يمكن أن يكون على يد المرأة وعلى السياسيين التفكير جديا بمرأة لتشارك بالحل في لبنان حتى على مستوى رئاسة الجمهورية. 



MISS 3