طوني كرم

"العائلات البيروتيّة": بين التبعيّة والتجديد؟!

9 حزيران 2023

02 : 00

"إتحاد جمعيات العائلات البيروتية"

يشهد اليوم إتحاد جمعيات العائلات البيروتيّة إنتخاب هيئته الإداريّة الجديدة. وذلك، وسط تضاربٍ في مقاربة هذا الإستحقاق، ما بين نهجٍ قديم يعمد إلى ترسيخ الإتحاد كمنصّة «للوجاهة»، يتم التحكم به وتسخيره في الحسابات السياسيّة الشخصيّة الضيّقة، وآخر، يهدف إلى إعادة تصويب عمل الإتحاد، وتطوير بنيته وهيكليته بما يتلاءم ودوره كمنظمة غير حكوميّة (NGO)، تضع في سلّم أولوياتها التشبيك مع المنظمات الدوليّة الفاعلة من أجل النهوض ببيروت وأهلها وسكانها.

وترافقت المرحلة التمهيديّة للإنتخابات بمحاولة رؤساء الإتحاد السابقين الإبقاء على حصتهم من بين الأعضاء الـ18 للهيئة الإداريّة المنوي انتخابها من قبل هيئة عامة مؤلفة من ثلاثة منتدبين عن كل عائلة، من العائلات التسعين التي يتألف منها الاتحاد، مع العلم أنّ العاصمة مؤلفة من حوالى 2300 عائلة بيروتية.

ورأى بعض المتابعين أنّ مقربين من «تيار المستقبل» يعمدون إلى تثبيت حيثيتهم البيروتية في هذا الإستحقاق العائلي التنموي، واستخدامه كمحطة من أجل محاسبة الإتحاد والعائلات البيروتيّة على موقفهم الرافض مقاطعة الإنتخابات النيابيّة تماشياً مع قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي. ما دفعهم إلى التساؤل عما إذا كان ضغط أحمد الهاشميّة وأحمد الحريري أو من ينوب عنهما على المرشحين المستقلين للإنسحاب، يندرج في خانة ردّة الفعل الممنهجة من قبل «تيار المستقبل» لإثبات نفوذه السياسي في العاصمة والعودة إلى المعترك السياسي من بوابة العائلات البيروتية؟!

ومع وضع استدراج التدخلات السياسيّة في هذا الإستحقاق العائلي، في خانة المحاولة الدائمة لإخضاع الإتحاد والهيمنة السياسيّة على قراره، سجّل رفضٌ للعديد من العائلات البيروتيّة لهذه الممارسات، بالتزامن مع دعوة «مجموعة العمل للنهوض ببيروت» إلى ضرورة احترام خيار العائلات البيروتيّة وعدم ممارسة الترغيب والترهيب المعنوي عليهم، وذلك وسط دعوتهم إلى تطبيق الآليات الديمقراطية لإختيار الهيئة الإدارية بعيداً عن أية وصاية سياسيّة تقيّد حريّة واستقلاليّة الأعضاء الذين سيتم انتخابهم... وهذا ما من شأنه وفق المعنيين إعادة خلق الثقافة النقديّة البناءة بين أبناء العاصمة، بعيداً عن اللوائح السياسيّة المعلبة وتداعياتها السلبيّة على مستقبل الإتحاد.

ومع اتضاح أول معالم اللائحتين المتنافستين قبل ساعات من الإنتخابات، تبيّن أنّ لائحة «الوفاء لبيروت» تحظى بدعم مقربين من «تيار المستقبل» ورؤساء الإتحاد السابقين، وهي تضم كلاً من: محي الدين كشلي، حسن بربور، لينا دوغان، منير الحافي، محمد بالوظة، خليل الجمل، طارق عيتاني، ناصر عيدو، ناديا كبريت، خليل قباني، سامي بليق، محمد خالد الكردي، عدنان المصري، زياد الناطور، وليد دمشقية، محمد عفيفي، خليل دندن، شفيق حميدي صخر.

في حين تحمل اللائحة المنافسة اسم «إتحادنا للعائلات» وتضم كلاً من: عبد الله شاهين، عبد الرحمن الحوت، إنعام خالد، عرفية السبع، لينا كريدية، باسم نعماني، سليم المدهون، ناجي خياط، مالك الشّعار، كمال غلاييني، باهر مسالخي، هادي الحسامي، معروف مومنه، عادل حرب، محمد عبد القادر سنو، محمد عفيفي، أمين الكوش، هشام قرانوح.

ومع إدراج المتابعين لهذا الإستحقاق العائلي البيروتي، في خانة سعي «تيار المستقبل» إلى تسييس المعركة من خلال الضغط لإنتاج لائحة معلبة وفق شروطه، خلافاً لاتباع أطر المنافسة الديمقراطية، رأت «مجموعة العمل للنهوض ببيروت» أن العملية الانتخابية تشكّل محطة لإعادة تصويب البوصلة عبر إستعادة الإتحاد دوره التنموي، وإبعاد التدخلات السياسيّة عنه، ما يقطع الطريق أمام تسخير المؤسسات البيروتية في خدمة مآرب القوى السياسيّة ومصالحهم الشخصيّة الضيقة. وهذا ما يترك الحريّة وفق «المجموعة»، لأهل بيروت من أجل انتخاب الهيئة الإدارية القادرة على تمثيلهم، ومتابعة الخدمات التي تحتاجها المدينة وعائلاتها وسكانها.



MISS 3