بين الإلغاء والإكمال من دون جمهور

"سيناريوات" محتملة للدوري الإنكليزي وليفربول يخشى "الكابوس الأسوأ"

11 : 36

فريق ليفربول بانتظار اللقب
كثُر الحديث في الأيام الأخيرة عن سيناريوات محتملة لعودة الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم، أبرزها المعسكرات المغلقة وإكمال الموسم على ملاعب محايدة من دون جمهور، على رغم أن المملكة المتحدة تتخبط في مكافحتها لفيروس كورونا المستجد.

أودى فيروس كورونا في المملكة المتحدة حتى صباح أمس، بحياة أكثر من 1400 بريطاني من أصل أكثر من 22 ألف إصابة.

وبعد أن اتخذ في منتصف آذار الماضي قرار تعليق الأنشطة الكروية حتى الرابع من نسيان الجاري بسبب فيروس "كوفيد-19"، قرر مسؤولو كرة القدم الانكليزية تمديد فترة التوقف حتى 30 نيسان، وهم سيجتمعون بعد غد لتحديد الخطوة التالية.

وبدأت ترتفع أصوات متناقضة بخصوص الخطوة التالية التي يجب اتخاذها، حيث طالب البعض بإلغاء الموسم في حال استحالة استكماله بنهاية حزيران المقبل، فيما رأى آخرون وجوب منح ليفربول اللقب الذي طال انتظاره منذ ثلاثين عاماً، في حال اتخذ قرار التوقف نهائياً بما أنه من غير العادل حرمانه من التتويج وهو يتصدر الترتيب بفارق 25 نقطة عن أقرب ملاحقيه بعد 29 مرحلة من أصل 38.

وبانتظار أن تتبلور الرؤية "السوداء" حتى الآن، في ظل تواصل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كوفيد-19" في المملكة المتحدة، نعرض بعض السيناريوات التي يُتداول بها خلف الكواليس.

خلف أبواب موصدة

يُعتبر خيار إكمال الموسم في ملاعب محايدة وخلف أبواب موصدة، مع السماح فقط للموظفين الأساسيين والجهات الناقلة للدوري، أكثر الخيارات المطروحة حالياً، ويُعتقد أن هناك دعماً متزايداً من الأندية لهذه الخطة، على أن تستكمل المراحل التسع المتبقية في حزيران وتموز، خصوصاً بعد قرار إرجاء كأس أوروبا وأولمبياد طوكيو من صيف 2020 الى صيف 2021.

وفي حال قرر المعنيون السير بهذه الخطة، فيحتمل أن تقام المباريات المتبقية في موقع أو إثنين فقط في ميدلاندز (وسط البلاد) ولندن، مع اجبار اللاعبين والكوادر الفنية والطبية على الدخول في معسكرات مغلقة بعيداً عن عائلاتهم، مشابهة لتلك التي تسبق البطولات الكبرى للمنتخبات أو المباريات النهائية لمسابقات الأندية، من أجل تجنب الإصابة بفيروس كورونا.

ويشكل الانحسار الجذري لفيروس "كوفيد-19" في المملكة المتحدة خلال الشهرين المقبلين، مفتاح هذه الخطة لعدد من الأسباب، أبرزها تخفيف مخاوف اللاعبين من إمكانية الإصابة بالفيروس أثناء اللعب، وأيضاً تجنب أن يصبح اللاعبون عرضة للانتقادات لنيلهم امتياز الخضوع للفحوص غير المتاحة لعامة الناس، خصوصاً العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة هذه الجائحة.

وفي حال لم يحصل الانحسار في عدد الإصابات من الآن وحتى الصيف، فإن اضطرار الطواقم الطبية الرسمية الى تخصيص جزء كبير من جهودها على فحص اللاعبين في حدث غير أساسي ومصيري للبلاد، لن يلقى استحسان البريطانيين على الإطلاق.



مشجّعون لليفربول في إحدى مبارياته



من جهة ثانية، ونظراً للتأثير الكارثي الهائل للفيروس على المجتمع بشكل عام، يرى الكثيرون أنه من غير المناسب أخلاقياً أن يعود اللاعبون الى الملاعب بهذا الشكل المبكر، بل يجب الانتظار حتى يصبح "كوفيد-19" تحت السيطرة تماماً قبل استئناف اللعب.

وفي حال أصابت التوقعات بأن يبلغ عدد الإصابات بالفيروس ذروته في المملكة المتحدة خلال شهر حزيران، فذلك يعني الابقاء على تعليق الأنشطة الرياضية حتى آب أو أيلول.

والانتظار سيسمح بإكمال الموسم الحالي بالكامل، مما يضمن عدم اضطرار رابطة الدوري الممتاز الى سداد مبلغ 750 مليون جنيه إسترليني (930 مليون دولار) للشركات الناقلة للدوري الممتاز بسبب خرق العقد.

لكن سيكون لهذا الأمر تأثير كبير على الموسم المقبل لأنه قد يؤدي الى تقصير روزنامة الموسم المقبل، خصوصاً بعد إرجاء كأس أوروبا للمنتخبات الى صيف 2021.

الحل واضح بالنسبة الى قائد منتخب إنكلترا وهداف توتنهام هاري كاين، وهو إلغاء الموسم في حال استحالة استكماله بنهاية حزيران المقبل.

وقال كاين: "أعرف أن المسؤولين عن الدوري الإنكليزي سيفعلون كل ما في وسعهم لإنهاء الموسم، وأنهم يبحثون في كل خيار ممكن. أعتقد، بالنسبة لي، نحن بحاجة إلى محاولة إنهاء الموسم، لكنني لا ارى فائدة كبيرة في اللعب في تموز أو آب وتأخير بداية الموسم المقبل. لكن بالتأكيد، لا اعرف الكثير عن الكواليس والأمور المادية".

وشدد على أن "كرة القدم ثانوية في الوقت الحالي. الأمور ليست بيدي".

السيناريو الكابوس لليفربول

وهناك مسؤولون يؤيدون موقف كاين ويرون أن "لا مكان للرياضة في الوقت الحالي"، أبرزهم رئيس الاتحاد غريغ كلارك الذي قال لرابطة الدوري الممتاز في وقت سابق من الشهر الماضي، أنه لا يتوقّع استكمال الموسم بحسب التقارير المحلية.

ومن المؤكد أن هذا السيناريو يقض مضجع ليفربول الذي كان بحاجة الى خسارة ملاحقه مانشستر سيتي أمام مضيفه بيرنلي، لكي يصبح مصيره بين أيديه حين يتواجه مع جاره اللدود إيفرتون بعد يومين، قبل أن يتخذ قرار تعليق الدوري.

وفي هذا الخصوص، أفادت صحيفة "ميرور" بأنه كانت هناك مفاوضات من أجل محاولة منح ليفربول اللقب ومن ثم اتخاذ قرار تعليق الدوري، على أن يكون التتويج في ملعبه ضد كريستال بالاس في المرحلة الـ31 في حال فاز سيتي على بيرنلي قبلها بمرحلة.

بالنسبة للكاتب في صحيفة "دايلي تلغراف" بول هايوارد يجب تتويج ليفربول باللقب، موضحاً: "إذا انتهى الموسم قبل أوانه، فمن الطبيعي أن يحسم التتويج بحسب النقطة التي وصل اليها قبل التوقف: 29 مباراة من أصل 38 (مرحلة)، هي مسافة محترمة"، مشدداً على أن إلغاء الموسم سيكون "هراء".

ولم يكن موقف المدير التنفيذي لبرايتون، بول باربر، مختلفاً عن هايوارد، إذ رأى أنه في حال تجميد الموسم، فسيكون ذلك غير عادل بحق ليفربول، لكن نائبة رئيس وست هام يونايتد، كارين برايدي، رأت أنه إذا تعذّر استكمال الدوري، فإن الحل العادل الوحيد هو أن يعلنوا الموسم "ملغى وباطلاً".

لا أحد يعلم متى سيعود اللاعبون الى الملاعب، لكن عندما يتحقق ذلك، يأمل الكثيرون في أن يُمنح ليفربول فرصة لإكمال رحلته الطويلة نحو القمة.